اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024م
حالة الطقس اليوم الثلاثاءالكوفية قصف مدفعي على مناطق متفرقة بمخيم جباليا وبيت لاهيا شمال غزةالكوفية الصحة اللبنانية: 3516 شهيدا منذ بدء العدوانالكوفية مالية الاحتلال: تضاعف عجز الميزانية إلى 230 مليار شيقلالكوفية أمريكا تفرض عقوبات على مستوطنين ومنظمات استيطانية في الضفة الفلسطينيةالكوفية لازاريني يطالب بحماية حقوق لاجئي فلسطين بشكل عاجلالكوفية الهلال الأحمر: إجلاء عشرات المصابين من مستشفيات الشمال إلى مستشفيات مدينة غزةالكوفية مدير "كمال عدوان": الاحتلال يمنع إدخال الطعام والدواء إلى المستشفىالكوفية تطورات اليوم الـ 410 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تعتـقل الشاب عدنان ماجد قرعان من منزله بمدينة قلقيليةالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة على منطقة الغبيري بالضاحية الجنوبية لبيروتالكوفية قوات الاحتلال تقتحم قرية اسكاكا شرق سلفيت وتداهم عدد من المنازلالكوفية فيديو | اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في جنينالكوفية حزب الله اللبناني يعلن تنفيذ 27 عملية ضد جيش الاحتلالالكوفية دلياني: البيت الأبيض يتحدى الرأي العام الأمريكي في دعمه الأعمى لجرائم الاحتلالالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مخيم العروب شمال الخليلالكوفية طائرات الاحتلال تجدد غاراتها العنيفة على مبان سكنية وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزةالكوفية بيان قمة مجموعة العشرين: نطالب برفع جميع الحواجز أمام تقديم المساعدات الإنسانية في غزةالكوفية بيان قمة مجموعة العشرين: نؤكد مجددا التزامنا الثابت بحل الدولتينالكوفية الاحتلال يواصل عدوانه على لبنان لليوم الـ 58الكوفية

عرس في الجزائر.. ومأتم في الضفة

13:13 - 20 أكتوبر - 2022
نبيل عمرو
الكوفية:

مرت أيام شديدة السخونة على الضفة تلاها هدوء حذر لا يستبعد انفجارًا جديدًا، ذلك بعد أيام من حرب الأيام الثلاثة التي وقعت على غزة، وغذا كانت الضحايا الفلسطينية تحصى بالأرقام ففي هذا العام الذي لم ينقض بعد، تجاوز العدد ما سبقه من شهداء وجرحى ومعتقلين، ما وجه للعالم رسالة مفادها.. إن لم نكن في غمار انتفاضة فنحن على أبوابها، وإن لم تكن متصلة ومتصاعدة وواسعة كالانتفاضات التي حدثت قبلها، فالعالم بما في ذلك إسرائيل يقر بأن نارًا تحت الرماد، إن خبت بعض الوقت فلا مناص من الاشتعال في وقت آخر، ولم تخترع بعد ساعة التوقيت التي تقول متى.

الشهور القليلة التي انتقلت فيها كرة النار من غزة إلى الضفة، كانت شهور المآتم والجنازات وكان للأطفال نصيب وافر منها، ذلك إن الاجتياحات الإسرائيلية والمداهمات المسلحة تتم كلها في أمكنة مأهولة بالناس وليست في صحراء خالية.

المآتم والجنازات ونزيف الدم احتلت المكان الأبرز في الأخبار ليس في فلسطين وحدها وإنما في العالم كله، وفي ذات السياق كانت أخبار وصور ملتقى لم الشمل الذي التأم في الجزائر تتسلل خجولة إلى المشهد، وما غن كانت تُرى ضحكات وممازحات المشاركين مع أنفسهم، حتى تطفأ الشاشات احتجاجا أو استياءً من مشهد متكرر، رأى الناس مثله في كل العواصم التي استضافت فنادقها الفاخرة وفود المنقسمين، الذين يلبون بحماس شديد أي دعوة من أي جهة جاءت ليس لإنهاء الانقسام، بل لتسويقه وتعميقه وضمان عدم التخلص منه، هذا ليس استنتاجا بل حقيقة أكدتها وقائع تاريخ الانقسام الذي بلغ عمره خمس عشرة سنة، وما انتجته حوارات الفنادق والعواصم.

حسن نية المضيفين لا جدال فيها فما الذي تستفيده مصر لو بقي الانقسام الأشبه بورم سرطاني على حدودها، وما الذي يضر موسكو لو نجحت في لم شمل أصدقاءها الفلسطينيين، وما الذي يبهج اليمن أكثر من أن يزف رئيسها الراحل علي عبد الله صالح مأثرة إنهاء الانقسام في البلد الذي كان يسميه عرفات بالشطر الثالث، ذلك قبل أن يتوحد الشطران الشمالي والجنوبي دون أن يتوحد شمالنا وجنوبنا.

وما الذي يضر السعودية لو نجحت جهودها في التوحيد بعد مؤتمر لم الشمل في مكة الذي أقسم فيه المنقسمون على أن يتوحدوا وهم تحت أستار الكعبة، وما إن عادوا من رحاب الرسول الكريم إلى أرض الوطن طوروا الانقسام إلى انقلاب، وأخيرًا وربما ليس آخرًا ما الذي يريده الجزائريون أكثر وأهم من أن يزفوا لمؤتمر القمة الذي سيستضيفونه نبأ توحيد الفلسطينيين لعله يفتح الطريق لتوحيد الأمة!

كل المتدخلين رغبوا حقا في النجاح، إلا أن الضيوف رعاة الانقسام لم يشاطروهم الرغبة، لقد استهواهم الفراغ الذي يعانون منه على أرضهم وبين شعبهم كي يواصلوا هواية تلبية الدعوات التي تنتج بيانات وعناقات إلا أنها تنتج بالمقابل انتظارًا جديدًا لدعوات استضافة في أماكن أخرى، وهكذا فالسياحة في حالة الفصائل أفضل بكثير من البطالة المقنعة بشرعية متقادمة أكل الدهر عليها وشرب، ولم يبق منها سوى ادعائها والتغطي بها.

كلمة سر الفشل المتمادي والذي زاد عمره عن خمس عشرة سنة وألف لقاء ولقاء تبدأ بالعنوان الخطأ الذي يتلقى الدعوات، كان صحيحًا وفعالًا زمن الثورة التي كانت الجزائر ترفع من أجلها شعار "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، وكان عنوانًا صحيحًا حين كان الكبار المؤسسون يذهبون إلى الجزائر متفقين كي تعلن اتفاقهم في مجلس وطني تاريخي يجتمع فيه كل الفلسطينيين من الوطن والشتات، ومن حملة السلاح إلى حملة الأفكار والأقلام ورواد الثقافة والإبداع على مستوى العالم كله ، كانت دول وأحزاب من العالم كله تتسابق على حضوره والتقاط الصور مع قادته ورموزه، وكانت الجزائر تعتبر المجلس الوطني الفلسطيني حين يعقد على أرضها حدثًا وطنيًا خليقًا بمحاكاة المليون ونصف مليون شهيد، الذي أنتج استقلال البلد وحرية شعبه وتأكيد مكانته.

أين هي الحالة الفلسطينية الراهنة من إيقاعات الزمن الذي انقضى، وأين هم أولئك الذين رفعوا شعار نختلف معك ولا نختلف عليك، ألم يكن ذلك الشعار الذي نحته جورج حبش في وصف علاقته بياسر عرفات، ضمانة قوية وعميقة من ضمانات الوحدة، واستبعادًا نهائيًا للانشقاق والانقسام. في ذلك الزمن كان الاختلاف ظاهرة صحية مفيدة وديموقراطية، لأنه كان يُمارس في حاضنة وطنية سليمة ونظيفة ومسؤولة، أما ما نحن فيه الآن فالأمر اختلف كثيرًا وعميقًا ففي زمن الانقسام المستديم وطويل الأمد ها هي الحالة الفلسطينية تراوح ما بين مأتم في الضفة وعرس ضاحك ساذج في الجزائر، وهل هنالك من اغتراب عن الحق والحقيقة والواقع غير هذا فأجيبي أيتها الفصائل.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق