أثلجت حماس صدور كل من وقف ويقف من الرأي العام العربي والفلسطيني مع محور المقاومة التي تعتبر سوريا العروبة قلبها النابض وروحها التي كانت وستبقى ثورية في الموقف والفعل رغم ما حدث من دمار كنتيجة لفعل المؤامرة العالمية والإقليمية التي تصدرتها قطر وتركيا.
أخطأت حماس حين خرجت من سوريا ومهما كانت المبررات، فسوريا الدولة والنظام أعطوا لحركة حماس ما لم يعطوه لمنظمة التحرير الفلسطينية لا سابقا ولا حاضرا وغير متوقع أن يغيروا سياساتهم بهذا الخصوص مستقبلا، لأن سوريا لا زالت ترى في المقاومة والمناهضة للكيان الصهيوني فعل تكاملي يتطلب وحدة في الموقف والتوجه، الموقف الثابت بأن هذا الكيان هو العدو المركزي، والتوجه هو في رفض الإستسلام لمعطيات الواقع نتيجة لخلل في موازين القوى، بل مقاومته وفق القدرة والإمكانية والإعداد والتجهيز لفرض معادلة جديدة تؤدي لعودة الحقوق لأصحابها في العودة والتحرير.
معطيات الواقع لكل من عايش المؤامرة على سوريا أكدت صوابية تمسك محور المقاومة بدمشق وأدت إلى تدخل روسيا لحسم المواجهة مع رأس الحية أمريكا، لكن البعض المهيمن في حماس للأسف إستعجل الموقف معتقدا أن سوريا كباقي الدول وأن أجندة أمريكا والناتو ستسود ، وأن الحرية والديمقراطية هي ما تطلبه الشعوب وهي بالطبع محقة في مطلبها، لكن تلك الشعارات كانت تغطية على مخطط تدمير الدول العربية وعلى رأسها سوريا، وأن المطلوب تحطيم محور المقاومة بغرز خنجر في قلبها دمشق، وبالتالي إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية التي تعتبر الشام عرينها وحصنها المانع.
لقد رأت حركة الجهاد الإسلامي ولمست عبر التجربة ومن خلال خبرتها أهمية دمشق وأهمية وحدة المقاومة، لذلك عملت دائما على رأب الصدع وحاولت بإستمرار وبإلحاح على التقريب بين سوريا الدولة والنظام وبين حركة المقاومة الإسلامية حماس، فوحدة الساحات التي كانت شعار المعركة ضد الكيان الصهيوني كان لا بد من تجسيدها عمليا وعلى أرض الواقع، وهذا يتطلب أن يكون جميع أقطاب محور المقاومة متحالفين ومتراصين يسند بعضهم بعضا، وجاءت خطوة الوفد الفلسطيني لفصائل المقاومة برئاسة الإستاذ زياد نخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفرصة لإعادة اللحمة وتجاوز الماضي القريب.
هنا أود أن اسجل هذا النضج والوعي لدى حركة حماس التي إستفادت من تجربتها وأكدت حرصها على محور المقاومة وكان قرارها الجريء بإعادة العلاقة مع سوريا الدولة والنظام، رغم قيام بعض المهاترين من أبواق تحاول النيل من قرار حماس الشجاع، فالقضية الفلسطينية والمقاومة هي البوصلة وهي المركز، وسوريا لم تحرف بوصلتها يوما وكانت ولا تزال ترى في فلسطين والمقاومة قبلتها، وهذا ما حرصت عليه دائما حركة الجهاد الإسلامي وأمينها العام الإستاذ زياد النخالة، في أن تكون هناك عودة حميدة لعلاقات تعزز وتقوي محور المقاومة، فتحية لكل من كانت رؤياه وأفقه نحو الإستراتيجية العامة لواقع سيفرض نفسه كنتيجة للمعركة الدولية القائمة في أوكرانيا، وعودة العلاقات بين سوريا وحماس تصب في تلك الرؤيا القادمة لا محالة، رؤيا التمترس ضمن المحور الذي سيواجه حتما المحور الأمريكي وربيبته الكيان الصهيوني...إنها عودة حميدة ومحور يتعزز