قبل أيام فتحت منظمة صهيونية النار على المطرب العالمي كاني ويست، اتهاما بأنه "معادي للسامية"، وطالبت شركة "أديداس" بضرورة وقف عقدها معه، وكأنها تخوض معركة حربية، ووجدت في الإعلام العبري بلغاته المختلفة بوابة لنشر تحريضها الصريح، رغم انه لم يتطاول ولم يمس الأمر الإنساني أبدًا.
وخلال تلك الحرب المستمرة منذ فترة، احتضنت شركة الملابس الإسبانية، عبر وكيلها المحلي داخل دولة الكيان العنصري، فاعلية لرمز "الإرهاب اليهودي" بن غفير رئيس المنظمة الفاشية "القوة اليهودية"، دون أدنى حسابات خاصة حول ما سيكون من فعل ورد فعل، نتاج ذلك التحدي للفلسطيني، بل ولبعض اليهود الذين يرون في هذا الفاشي امتداد للإرهابية الكاهانية.
ما حدث من دعم جسد "وقاحة واستهتار" بالفلسطيني وبالإنسان، أي كان جنسه وهويته، قدمته تلك الشركة لهذا الرمز الفاشي، لا يجب أبدا أن يمر عبر تغريدات غاضبة، وحملة "إعلامية سوشالية"، كما يقال، رغم قيمتها وأهميتها، بل وفورًا يجب أن يصبح موقفًا فلسطينيًا شاملًا، رسميًا وشعبيًا.
والانطلاقة من رام الله، فالرسمية الفلسطينية بكل مكوناتها، يجب أن تقود حملة مقاطعة تلك الشركة، إلى حين الاعتذار العام عبر بيان تؤكد انحيازها للحق ورفضها للفاشيين والممارسات الإرهابية، وتقيل نهائيًا كل من احتضن رمزهم الجديد، بالتوازي مع رسائل إلى الحكومة الإسبانية ورئاسة الشركة، مع طلب رسمي إلى الجامعة العربية لإدارجها ضمن الشركات التي يجب مقاطعتها، وتعميم لكل مؤسساتها وموظفيها بمقاطعة منتجات تلك الشركة "راعية الإرهاب".
وحسنا أن تبدأ بحملة إعلامية باللغات الحية تعرية لهذه الشركة، والعمل المشترك مع المؤسسات الأهلية، القيام بحملة منظمة ومنسقة في مختلف أرجاء المعمورة، وبالتعاون مع "حملة مقاطعة إسرائيل" العالمية (بي دي أس).
ما حدث من تلك الشركة بصمتها على ما قام به ممثلها المحلي في "دولة الأبرتهايد"، وبعد أيام فقط من قيام هذا الفاشي باقتحام القدس المحتلة، وإشهاره مسدسه مهددا، يمثل سقوطا أخلاقيًا وسياسيًا، وعليه يجب أن يضع أسمها مرادفًا للعنصرية ودعم الفاشية والإرهاب.
من المهم أن تنطلق حملات شعبية فلسطينية في داخل فلسطين التاريخية وخارجها منسقة ومتتالية، تفتح أبواب التواصل مع كل المؤسسات العربية غير الحكومية، لفضح حقيقة تلك الشركة بكونها أصبحت جزء من "نظام ارتكاب جرائم الحرب" اليومية ضد فلسطين القضية والشعب.
ربما يكون مهما، أن يتم تكوين مركز فلسطيني غير رسمي، بالتعاون مع "حملة مقاطعة إسرائيل"، يهتم تحت عنوان: "قاطعوا زارا داعمة الفاشية والإرهاب"، ولتصبح قاطرة الحراك العام، وتخلق آليات عملها التي باتت أسهل كثيرًا من زمن سابق، ويمكنها في حال انطلاقها أن تكون مركز الفعل القيادي الشعبي لكسر ظهر المستخفين بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
"قاطعوا زارا داعمة الإرهاب والفاشية"، حملة يجب أن تنطلق فورًا ورصاصتها الأولى من الرسمية الفلسطينية، بصفتها التمثيلية، كي تكون قوة دفع وتفعيل للحملة الشعبية، ولا يجب أن تتوقف عند بيان أو تغريدة لمسؤول منها، وكفاهم شر القتال.
السلوك الرسمي، هو مؤشر حقيقي على جدية ما أعلنته الحكومة الفلسطينية حول مواجهة "الإرهاب اليهودي"، واختبارًا لحركة فتح فيما قالت بأن جرائم الحرب لها ثمن يجب تدفيعه لمرتكبيه، وما حدث من تلك الشركة هو جزء من ذلك.
"قاطعوا زارا داعمة الإرهاب والفاشية".. فعل الكلام المرتقب!