استفاقت فلسطين على جريمة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال النازي الصهيوني في محافظة نابلس, وأسفرت عن استشهاد خمسة فلسطينيين في نابلس وشهيد سادس في رام الله, الاحتلال الصهيوني المجرم اعلن عن استهداف المجاهد وديع الحوح, الذي اتهمته «إسرائيل» بالوقوف وراء عمليات فدائية نفذها فلسطينيون وأدت لمقتل واصابة عدد من الإسرائيليين, كما استشهد حمدي صبيح وعلي عنتر وحمدي شرف ومشعل بغدادي, واعلن في رام الله عن استشهاد قصي التميمي, الاحتلال الصهيوني وفور تنفيذ جريمته أعلن عن حالة الاستنفار القصوى مع تزايد عدد الإنذارات الساخنة, كما أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح تنفيذ هجوم مباغت على حاجز الجلمة, وفتح نيران رشاشاتها على جنود الاحتلال المتمركزين هناك, وان هذا رد أولي على العملية العسكرية في نابلس, واعلن الاضراب في الضفة وقطاع غزة لتتجسد وحدة الساحات كي يدرك الاحتلال ان جرائمه ستزيد المقاومة قوة وتعزز من حالة التلاحم الفصائلي والشعبي بين الكل الفلسطيني, ويبدو ان الاحتلال بات يدرك عواقب هذه الجريمة, فوسائل الاعلام العبرية قالت ان الأمور لا تبشر بخير عندما يقود كبار قادة الاحتلال عملية عسكرية في نابلس, فهذا معناه ان العملية فيها مخاطرة كبيرة, وردة الفعل الفلسطينية عليها قد يكون صادما, ويؤدي الى زيادة حالة التلاوم والاتهامات بين المؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية الصهيونية, فالمؤسسات الثلاث مأزومة بانتخابات الكنيست التي باتت على الأبواب, وكل مرشح لهذه الانتخابات عليه ان يقدم قرابين الدم الفلسطيني النازف للناخب الصهيوني كي يحظى بأصوات الناخبين, فمن يردع الاحتلال ويوقف مسلسل القتل المستمر, ومن يحاسب الاحتلال على جرائمه ومجازره بحق شعبنا, يجب ان تبقى خيارات الردع حاضرة وبقوة في كل الساحات.
ما يسمى برئيس حكومة الاحتلال الصهيوني يائير لابيد، ووزير حربه بيني غانتس، تعهدا بمواصلة الإرهاب والإجرام ضد المقاومين الفلسطينيين من مجموعة «عرين الأسود» التي تنشط في نابلس، ووفقًا لقناة 12 العبرية قال لابيد: «لن تردع إسرائيل أبدًا عن العمل من أجل أمنها متهما جزءاً من هذه المجموعة هم أشخاص من الذين حاولوا إيذاءنا، وفي اللحظة التي أضروا فيها بنا، كان يجب عليهم أن يعرفوا أنه ستأتي اللحظة التي سينتهون فيها», ويبدو ان لابيد الذي يرتدي قناع الوسطية الزائف يحاول ان يصنع له تاريخا دمويا يضمن من خلاله مستقبله السياسي, ويتقرب به الى اليمين الصهيوني المتطرف, ويثبت للإسرائيليين انه ليس اقل اجراما من بنيامين نتنياهو, ولا من نفتالي بينت, ويبدو انه يمارس المقامرة السياسية ظنا منه انها يمكن ان تطيل من عمره في تولي رئاسة الحكومة في الانتخابات المقبلة, لكنه يبقى دائما عاجزا امام قوة المقاومة وثباتها وصمودها في وجه الاحتلال, والضربات التي تتلقاها المقاومة على يد الجيش النازي الصهيوني تزيدها قوة وتوسع من انتشارها جغرافيا وعدديا, أما بيني غانتس وزير الحرب الصهيوني فقال، «لا توجد ولن تكون أي مدينة ملجأً للمقاتلين.. سنواصل العمل ضد أي شخص يحاول إيذاء الإسرائيليين حيثما ومتى لزم الأمر»، لقد أرادوا للضفة الغربية المحتلة ان تكون مخزنا للعمال كما قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، لكن الضفة تمردت على محاولات ترويضها وتدجينها، وابت الا ان تكون ضفة المقاومة، والفداء، ضفة الكتائب وعرين الأسود والسرايا والقسام، لذلك لا غرابة ان نجد ما يسمى برئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار يتابعا العملية من قاعدة كيرياه خوفا من توابع فشلها.
اجتماع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة للرد على جريمة الاحتلال في نابلس لا يجب ان يتوقف عند الاضراب الذي شمل مدن القطاع ولا عند ايقاف جميع السيارات والمواطنين دقيقة حداد س 2 ظهرا واطلاق صفارات الإنذار, ولا بإشعال اطارات مطاطية في مخيم ملكة شرق غزة للتعبير عن الغضب, ولا بالنداء في المساجد بعد صلاة المغرب ونعي الشهداء والتأكيد على المقاومة والحث على الخروج للشوارع بعد صلاة العشاء, فهذه كلها خطوات تحمل رسائل وتعزز وحدة الساحات, الامر يحتاج الى رد قوي وفعاليات مستمرة, ومشاغلة للاحتلال, كل الساحات يجب ان تبقى مفتوحة للمقاومة كي ترد على جرائم «إسرائيل» المستوطن الذي يعيش في غلاف غزة يجب ان يشعر بالخوف, ولا يأمن على حياته, والمستوطن في الضفة يجب ان يدرك ان حياته في خطر طالما انه يعيش فوق ارضنا الفلسطينية, والمستوطن في القدس يجب ان يشعر دائما انه مستهدف من الفلسطيني المقدسي صاحب الأرض والمقدسات, والمستوطن في ال 48م يجب ان يشعر انه غريب فوق هذه الأرض وانه عابر ومصيره الحتمي الى زوال, وهذا كله لن يتحقق الا بقوة المقاومة واقدامها, وعملياتها النوعية, وقدرتها على مواجهة الاحتلال, فلنتوحد جميعا فصائل مقاومة وشعب وسلطة وأجهزة امنية لردع الاحتلال وكسر شوكته.