متابعات: أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونها تستخدم سياسة الإهمال الطبي المتعمد كسلاح وأداة من أدوات القتل البطيء للأسرى جسديًا ونفسيًا بترك الأمراض تنتشر وتزداد خطورتها داخل أجسادهم مما يهدد حياتهم بالخطر الحقيقي.
وأوضح المركز في بيان له، أن سياسة الإهمال الطبي سبب رئيس في استشهاد (75) أسيرًا داخل سجون الاحتلال منذ عام 1967، كان آخرهم الشهيد محمد ماهر تركمان من جنين الذي تعرض لإهمال طبي واضح خلال وجوده في المستشفى مصابًا برصاص الاحتلال بعد 40 يومًا على إصابته واعتقاله.
وأشار، إلى أن استشهاد الأسيرة سعدية فرج الله في يوليو/تموز الماضي بعد إصابتها بجلطة قلبية في سجن "الدامون" نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.
وبين مدير المركز الباحث رياض الأشقر أن الاحتلال يهدف من سياسة الإهمال الطبي المتعمد والمبرمج زيادة وتفاقم معاناة الأسرى وقتلهم ببطء وانعدام الامل في شفائهم، أو تحويلهم لأجساد هزيلة ومريضة وعالة على أسرهم وشعبهم بعد التحرر، بعد أن فشل بإفراغهم من محتواهم الوطني والثوري من خلال الاعتقال.
وعزا وجود مئات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال للأوضاع الصعبة التي يعيشها الأسرى، والتي تفتقد للحد الأدنى من المقومات المعيشية والصحية السليمة، إضافة إلى ظروف التحقيق القاسية التي يتعرضون لها في بداية الاعتقال، ثم سياسة الإهمال الطبي التي تتركهم فريسه للأمراض تنهش أجسادهم دون رحمه.
وتطرق الأشقر إلى حالة الأسير ناصر أبو حميد الذي يعانى الموت في مستشفى "أساف هاروفيه"، معتبرًا أنها دليل قاطع على سياسة الإعدام البطيء الذى يمارسها الاحتلال بحق الأسرى المرضى، وتركهم يعانون الموت البطيء.
بالإضافة إلى الأسيرة أزهار عساف والتي نقلت إلى المستشفى مؤخرًا، بعد تردى وضعها الصحي جراء الإهمال الطبي، إذ تعاني من مرض عصبي، وتلف بالأعصاب بنسبة 70% على إثرها تعاني من مشكلة كبيرة في حاستي السمع والبصر، كما تعاني من أعراض عصبيّة.
وأشار الأشقر إلى وجود أكثر من (700) أسير في سجون الاحتلال مصابين بأمراض مختلفة، بينهم حوالي (130) أسيرًا يعانون أمراضًا خطيرة كـ(السرطان والقلب والفشل الكلوي والسكري والضغط).
ولفت إلى أن هناك حالات عديدة مصابة بأمراض عصبية ونفسية، وعدد من الجرحى والمصابين بالشلل والمبتورة أياديهم أو أقدامهم، وهؤلاء جميعاً لا يتلقون الرعاية الصحية المناسبة.
وقال أن المشاكل الصحية لدى الأسرى تكون بسيطة في بدايتها، ويمكن علاجها والسيطرة عليها لو توفرت الرعاية الطبية الحقيقية بشكل عاجل، لكن الاحتلال يتعمد إهمال علاجها لفترات طويلة تصل لسنوات، مما يؤدي إلى تفاقم أوضاعهم الصحية ووصولها لأوضاع صعبة، تتحول مع طول الوقت لأمراض مزمنة وخطيرة يصعب علاجها.
واعتبر الأشقر سياسة الاحتلال بحق الأسرى تنتهك كل الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالرعاية الطبية والصحية للمعتقلين المرضى، وخاصة المادة (92) من اتفاقية جنيف الرابعة.
وطالب كافة المؤسسات الدولية الطبية بالقيام بمسئولياتها وإرسال وفود طبية إلى سجون الاحتلال للاطلاع على الأوضاع الصعبة التي تؤدي لإصابة الأسرى بالأمراض وتغلغلها في أجسادهم نتيجة إهمال حالتهم المرضية لسنوات، وكذلك استشهاد العشرات منهم بسبب الإهمال الطبي.