تجري داخل دولة الكيان الصهيوني الجولة الخامسة لانتخابات الكنيست خلال أقل من أربع سنوات، وقد فتحت صناديق الاقتراع لانتخابات الكنيست الـ 25 الساعة السابعة ويستمر التصويت حتى الساعة 10 مساءً، ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت 6,788,804 ناخبين، فيما يبلغ عدد القوائم المتنافسة في الانتخابات 40 قائمة تتنافس على 120 مقعدا في الكنيست.
نلاحظ بالمتابعة عزوف الناخب العربي والذي يمثل 20 بالمائة من إجمالي الناخبين عن المشاركة في هذه الجولة من الانتخابات مما يعني انحصار عدد المقاعد العربية، والتي لن تتجاوز تسعة مقاعد في أحسن حال ، ولم شارك الناخب العربي لحصلت الأحزاب العربية على ما يقارب عشرون مقعدا، ولكن عزوف الناخب العربي لها عدة أسباب اقلها فقدان الثقة بالأحزاب العربية التي تعاني من انقسامات عديدة بعد أن خاضت قبل جولتين الانتخابات في قائمة واحدة و حصلت على خمسة عشر مقعدا و هذا الأمر يحتاج إلى تحرك كبير من كل الأحزاب العربية لإقناع الناخب العربي لان عدم مشاركته تصب لصالح اليمين الاسرائيلي.
يكفى أن نرى حزب اليمين المتطرف ( عتصماه يهوديت ) الي يقوده المتطرفين سمروتطش وبن غفير يتقدمون في استطلاع الرأي للحزب الثالث داخل الكنيست ومن المتوقع أن يحصلوا على أربعة عشر مقعد على الأقل ، وهذا الحزب الي يتبنى افكار المتطرف كهانا ويسير على نهجه يعتبر الحصان الاسود في هذه الجولة من الانتخابات.
نلاحظ خلال استطلاعات الرأي اختفاء حزب يمينا الذي كان يقوده نفتالي بينت وورثته منه نائبته ايليت شاكيد وتخوض الانتخابات بإسم البيت اليهودي و قد لا تصل لنسبة الحسم وبالتالي تغيب عن الحياة السياسية.
بجانب تراجع العرب سنجد تراجع اليسار و انحصاره بين 10 مقاعد مقسمة بين حزبي العمل وميرتس .
اتوقع ان يصل بلوك نتنياهو إلى 60 مقعدا في أفضل الحالات و هذا البلوك يضم ( الليكود - عتصماه يهوديت - شاس - و يغودات هتوراه) ، وبالتالي يحتاج نتنياهو مقعدا لتشكيل الحكومة القادمة و لا اعتقد انه يستطيع الحصول عليه، وباقي الأحزاب اخذت على عاتقها عدم السماح لنتنياهو الوصول لكرسي الحكم مرة أخرى ، وتبقى الأنظار متسلطة على منصور عباس قائد حزب" راعم"، والمتوقع أن يحصل على أربعة مقاعد و رغم تصنيف نتنياهو لمنصور عباس بأنه خائن إلا أن فلسفة نتنياهو تنطلق من منهج الضرورات تبيح المحظورات و اذا تمكن نتنياهو من استمالة منصور عباس سنشهد حكومة بقيادة نتنياهو وإذا فشل فسنجد جولة سادسة لهذه الانتخابات ، اي أن هذا الكيان لن يشهد حالة استقرار سياسي خلال الاعوام القادمة.
نحن ندرك أن كل الأحزاب الصهيونية تتفق على عدم الوصول إلى حل سياسي مع الشعب الفلسطيني لضمان بقاء دولتهم ولكن نقرأ المشهد من زاوية التوقعات للمشهد السياسي الاسرائيلي .