لا يمكن استمرار الصمت امام سلسلة جرائم الحرب التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في مدن نابلس والخليل وجنين وما يتبعه من اجراءات وحصار وتقطيع أوصال المحافظة، والعدوان الشامل بحق ابناء الشعب الفلسطيني ولا يمكن ان يبقى مسلسل الاعدامات الميدانية دون توقف حيث كل يوم نودع الشهيد تلو الشهيد بفعل ارتكاب المجازر البشعة وما تخلفه سلوكيات الاحتلال من جرائم حرب ومجازره المخيفة .
وفي ظل استمرار هذا العدوان وما تقوم به حكومة الاحتلال من خطوات تصعيدية بحق الاسرى في سجون الاحتلال يجب التحرك على كافة الاصعدة وضرورة بذل الجهود الحثيثة لدعم الأسرى الفلسطينيين في وخاصة المرضى منهم الذين يعانون من وضع صحي حرج جداًّ، كونهم يعانون من الإهمال الطبي بما يتعارض مع الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية، ويجب على دول العالم أجمع إلى الوقوف إلى جانب أسرانا، وضرورة تلبية حقوقهم الإنسانية، وضمان معاملتهم بشكل إنساني ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.
كما ان سلطات الاحتلال تستمر في استهداف الاماكن المقدسة وتلك الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال ضد المسجد الاقصى المبارك، والمسجد الإبراهيمي من خلال اقتحامهما واستباحتهما، وإقامة حفلات الرقص والغناء في باحات الإبراهيمي، حيث تتحمل سلطات الاحتلال عواقب هذا التدنيس لمساجد المسلمين والذي سيفضي في نهاية المطاف إلى زيادة وتيرة الصراع الديني في هذه المنطقة وأنحاء العالم .
وفي تطور لاحق وبخطوات تصعيدية مدروسة اقدمت سلطات الاحتلال من خلال ما يسمى "أمن المعارف الإسرائيلي" على اقتحام مدرسة الإيمان ونشر الذعر بين طلاب المدرسة بحجة حيازتهم لكتب المنهاج الوطني الفلسطيني حيث اقتحام طواقم وزارة المعارف الإسرائيلية مدرسة الايمان في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة، وقاموا بتفتيش حقائب الطلبة بحجة البحث عن مناهج فلسطينية ويشكل هذا الاقتحام سابقة مشحونة بثقافة الكراهية والحقد الاعمى والعنصرية ضد كل ما هو فلسطيني مقدسي، في تعبير مفضوح يعكس حجم الاستهداف الإسرائيلي للقدس وهويتها الحضارية ومقدساتها المسيحية والإسلامية .
وما تلك الاساليب الممنهجة التي تقوم بها سلطلت الاحتلال الا دليلا على ممارسة كل اشكال العنصرية ونشر الكراهية حيث يشكل الاعتداء الهمجي الآثم محاولة احتلالية ممنهجة للسيطرة على وعي الأجيال الفلسطينية وفرض روايات الاحتلال الاستعمارية الظلامية استكمالاً لعمليات سرقة وتهويد القدس وفصلها بالكامل عن محيطها الفلسطيني، ومحاولة لتكريس ضمها وربطها بالعمق الإسرائيلي وتندرج هذه الممارسات في اطار حرب الاحتلال على مسيرة التعليم الفلسطينية ومؤسساتها في عموم الضفة الغربية المحتلة .
حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا العدوان والاعتداء على اطفال المدارس والذي تحرمه جميع القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان وفي مقدمتها حقه في التعلم بحرية واكتساب مضامين ثقافته الوطنية من منابعها الحقيقية، كما كفلت ذلك الشرائع السماوية واتفاقيات جنيف .
لا يمكن ان يستمر الصمت الدولي على هذه الجرائم وتبقى حكومة الاحتلال وقادتها هاربين من العدالة وبات على العالم أجمع ضرورة وضع حد لعدوان الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وأهمية توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني واتخاذ مواقف واضحة ضد الاحتلال وعدوانه الذي يمارس انتهاكات جسمية بحق المدن الفلسطينية وان ارادة شعب فلسطين لن تكسرها ممارسات القمع الاسرائيلي الذي يمضى قدما من اجل حماية حقوقه والدفاع عن أرضه ومقدساته بكل ما أوتي من قوة أمام غطرسة الاحتلال وعنصريته .