الكوفية: (1)
في دورة الشهيد عبد القادر الحسيني في معسكر الأشبال بسوريا وأظنه عام 1974وقفنا كالصخرة الثابتة المتشبثة بجذورها الى أن لحظ القائد العام ياسر عرفات حركة فقال اثبت. ثم صرخ قائلًا: استعد استرح، ولما لم تعجبه خبطات الأرجل بالشدة قال (عايزكم تطلعوا من الأرض مية) فشدّ الأشبال وانا منهم خبطة أرجلهم...الا أنني حينها لم أفهم كيف سنخرج من الأرض ماء ولماذا؟ ما فهمته حقًا في لاحق الأيام!
(2)
أقمنا حفلًا صغيرًا للترحيب بالأخ القائد العام أبو عمار في مكتب فتح في الجابرية بالكويت عام 1984 أو 1985م وكنت رئيسًا لاتحاد الطلاب، وكانت فرقة (ربوع فلسطين) الفنية هي من قام بالجهد الجميل من أخوات وأخوة كرام، وكان ياسر عرفات النجم كالعادة، وإثر انتهاء الحفل البسيط بالمكتب قدم الطعام على شرف الختيار. وكان دسمًا على عادة العرب لأفاجأ بما لم أعرف حتى حينها؟! حيث كان صحن أبو عمار يضم حبتين فلافل وقليل من الحمص وقليل من السلطة وخبزة صغيرة فقط! وترك اللحوم والرز الذي كان آنذاك مبتغانا الوحيد كطلاب. نظرت إليه ونظرت الى صحنه (متعجبًا) فنظر لي وأنا احمل صحنًا مليئًا بما لذ وطاب (بطلنا هذه العادة من سنوات) وضحك وربت على كتفي وجلس يأكل معنا.
(3)
في لقاء معه في بغداد لم يكتمل. طلبت وعدد من الاخوة اللقاء فكان بمكان إقامته حيث تواجدنا مشغولًا. يوقع ويقرأ كومة كبيرة من الاوراق كعادته، ولما رأيناه انتقل الى غرفة أخرى افترضنا أنه قد فرغ من مشاغله وحان دورنا. ولكن الأمل حينها خاب لأن الأخ عزام الاحمد قال تعالوا لأريكم ماذا يفعل، إنه يفكر ويتأمل ويقلب الأمور... فتح عليه الباب ونظرنا إليه من الخلف فإذ به يشاهد شرائط (أفلام) رسوم متحركة (كرتون) وحيدًا. وكانت على ما ظهر عادته حين تدلهم الخطوب أن ينعزل ويفكر ويتأمل بهذه الطريقة.
وكتبت فيه بعد زمن من كتابي: ياسر عرفات تاريخ من صنع يديه
ياسر عرفات امتلك السر الكبير وسار يفكك الألغام ولما غادرنا كان قد باح بسره لأشبال فلسطين وزهراتها، فتفتحت ازهار الثورة وامتشق النصر سلاحه وبانت أضواء القدس.
#ياسر_عرفات
#فلسطين_لنا