الكوفية:عرفناك مناضلاً ومدافعاً ومستبسلاً لأجل كل ذرة من تراب فلسطين،أحببت دائماً رائحة الجنة فكنت المحارب إلى آخر رمق يوم دعت الحاجة وكنت البيرق الأعلى يوم نادى السلام.
عرفناك الزعيم الذي رفع كوفيته على رأسه وكتفيه ومشى بين ناسه وشعبه فألهب قلوبهم بتواضعه وفكره وجذب كل من سمعه بخطابه فجعل من القضية الفلسطينية قضية العروبة الأولى.
من عاصرك يعلم أنك مستعد لتحمل أقصى الشدائد والعذابات دفاعاً عن القضية وفي الوقت عينه يذوب قلبك لطفلٍ يحمل علم فلسطين ويلوح به حراً في الهواء،من عاصرك يعلم بعمق تواضعك اللامتناهي وفي الوقت عينه بمدى صعوبة التفاوض معك لأنك لم تساوم يوماً على الشعب الفلسطيني بل ثباتك على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وبحريته جعل منك مدرسة في العروبة الفذة.
كوفيتك كوفية العزة والكرامة ولم تهتز يوماً أمام العدو حتى بات نقش وجهك معتمراً الكوفية مصدر خوف ترتعد منه فرائص الأعداء،فكم من طفلٍ فلسطيني رأى في رسم وجهك وطنه وكم من مقاوم فلسطيني جاهد إلى الحد الأخير فبكلماتك كنت تبث الروح القتالية العليا والإيمان التجذر بأرض وتراب فلسطين.
نقول لك في ذكرى استشهادك،القضية لم تمت والنضال لم يتوقف،فالحركة التي أسستها انبثقت منها نخب من المقاومين الشرفاء الذين لن يخنعوا ولن يخضعوا للعدو وها هم اليوم يسطرون البطولات في جنين وكل الأراضي المحتلة ويخوضون المعارك دفاعاً عن القدس الشريف بكل ما أوتيوا من زخم وبأس،فهم يمشون على خطواتك بثبات ورصانة دون كللٍ أو مللٍ بوصلتهم فلسطين الحبيبة والإستشهاد من أجلها شرف وهدفهم تحرير القرار الفلسطيني السيادي والشعب الفلسطيني من قيود العدو الإسرائيلي الطاغوت وكلهم أمل وثقة بأن صلاة الإنتصار قريباً ستكون في المسجد الأقصى بحضور روحك الأبية النيرة والمشعة لتشهد على استمرار نهجك العروبي الصلب والمقاوم،والعالم أجمع يعرف جيداً بأنه لن تموت قضية وراءها مقاومون من مدرستك أيها المقاوم العربي الأول ياسر عرفات.