الحقيقة الواضحة والراسخة أن ياسر عرفات اسم وسيرة ومسيرة وعلم من أعلام المجد التليد في تاريخ شعبنا الصابر المحتسب الذى تكالبت عليه كل قوى الظلم والشر والطغيان لشطبه من الخارطة السياسية والجغرافية وجعله مندثر غائب كشعب الهنود الحمر صاحب أرض الولايات الأمريكية الذى استطاع العرق الأبيض الاستعماري إذابته وطمس كل حقائق وجوده التاريخي والعريق.. أن بقاء شعبنا ورفضه الذوبان والتغيير المقصود والمفتعل وإصراره على البقاء دوما في قلب المعادلة وليس على هامشها كان بفضل عوامل كثيرة عبر عنها ياسر عرفات بقوله الدائم نحن الرقم الصعب في معادله الشرق الأوسط ومن يتواجد على الخارطة الجغرافية حتما سيتواجد على الخارطة السياسية.. لذا رأوها بعيده وهو راءها قريبه ولازلنا على خطى ملهمنا نراها قريبة.. الحرب تبدأ من فلسطين والسلام يبدأ من فلسطين.. لذا كان على يقين دوما أن هناك أطراف عديدة غير الصهيونية العالمية كانت ولازالت شريكه في محاوله التغييب لشعبنا وتهميشه وبالتالي شطبنا من الوجود السياسي فكان رده برساله وحلم الأجيال سيرفع شبلا أو زهرة علم فلسطين فوق اسوار القدس وكنيسة القيامة .. ايمان لا يضعف ولا ينهزم .. واليوم ونحن نعيش ما يقارب المائة عام من الكفاح والنضال نجد في ذكرى رحيل ياسر عرفات فرصه لتجديد البيعة و البقاء مع مؤسس دولة فلسطين الحديثة مفجر الثورة الفلسطينية المعاصرة واحد أعلام ورموز الفعل الكفاحي للشعوب المضطهدة في العصر الحديث.
أنه الاخ و السيد المرحوم والشهيد والقائد و الزعيم والرئيس ياسر عرفات نحن الفلسطينيين نؤمن أن الرمز أبو عمار أكبر من كل المسميات والألقاب ولكن من باب الشعور بنشوه الكبرياء سردنا بعض المسميات ونحفظ لأنفسنا الكثير مما نسميه فيه .. ونحن الأسرى الفلسطينيين المحررين وداخل السجون الإسرائيلية أكثر من تفنن بحفظ كل ما قال وقيل من وعن ياسر عرفات ولازلنا نتوراث تاريخه وسيرته .. ونعتبر الأنجح فينا من يمثل ويقتدى بياسر عرفات الذى أحبنا وأحب شعبه فأحببناه واردنا دوما أن نكون الأقرب والاكثر فهما وأهمية لياسر عرفات في الفكر السياسي والفهم الوطني والأداء القيادي .. ندرك أن سر نجاح ياسر عرفات حب شعبه لذا أسرانا أمضوا زهرات أعمارهم بين اسوار هذا الحب مبدين الاستعداد للبذل والعطاء أكثر لنكون بجانب عظمة ياسر عرفات .. نعلم ونؤمن أن ياسر عرفات يمثل لشعبنا ولأسرانا حالة عشق ثوري وكفاحي وعلاقتنا مع ياسر عرفات لها خصوصيتها التي أحب ونحبها حيا و شهيدا .. ياسر عرفات الذى تباهى وتفاخر بالأسرى دوما وخاض معارك و صولات وجولات لأجلهم منها السياسية والعسكرية والأمنية حيث بعهده قاربت السجون على التبيض والإفراج عن الجميع .. وبعهده حصلت عمليات تبادل عدة ومتعددة .. وبعهده أعطى الأسرى حقوقهم المادية والمعنوية وأسس لهم بيت جامع ممثلا بوزارة الأسرى ومن ثم هيئة الأسرى . وهو من أعطى الأسرى المكانة الخاصة بالتوظيف والاستيعاب في الوظائف الحكومية.. وهو من أعطى قرارات لمساعده الأسرى ببناء حياتهم بعد الاعتقال فيما بعد تم سنها كقوانين ثابته في دوله فلسطين كفلت وضمنت الحياه الكريمة والاعتبار النضالي للأسرى .. ياسر عرفات من قال خيرة أبناء شعبي في السجون وهو من اصطحب وافتخر بأمهاتنا أمهات الأسرى واجلسهم أمام اكبر رئيس دوله بالعالم ليستمع لهم بيل كلينتون عام 98 وهو من قبل أن ينتقدوه ولا ضوابط لهم بالحديث معه واعتبرهم أصحاب المكانة الأولى بعد الشهداء التي تستوجب الاحترام والتقدير لدرجه أزعجت الكثيرين .. وفي أوقات الحصار بالمقاطعة وفرض الإقامة الجبرية التي تعتبر الشكل الآخر للاعتقال الاحتلالي كان لا ينسي الأسرى ويتحدث معهم ويوجههم ويرشدهم ويبعث فيهم روح الوحدة والإخاء وضرورة التكاتف ..ياسر عرفات الذى استشهد نتيجة الحصار والإقامة الجبرية في المقاطعة التي هدمت جداراً جداراً في محاوله لإرهابه وتخويفه لم يرهبه الموت حتى تجسد فيه قول عبدالله حداد مره اخرى ياسر عرفات والموت .. ياسر عرفات يشد .. والموت يشد .. مات الموت وياسر عرفات لم يمت. لان ياسر عرفات شعب والشعب لا يموت ..
إذن أمام هذا الحب و العلاقة الجدلية بين ياسر عرفات والحركة الأسيرة بمراحلها المتتالية كيف يكون وصف الحب لياسر عرفات الذى جمع طيلة حياته بين المطاردة واحتمال الشهادة والاعتقال بكل وقت حتى جاءت اللحظة التي لا يصل إليها إلا العظماء فزف شهيدا على الأكتاف كما احب وتمنى وسعى ياسر عرفات الرئيس والثائر والعملاق والمقاتل