العدو الصهيوني وحليفته اميركا، ومن لف لفهما.. حريصون كل الحرص على استمرار الهدوء في قطاع غزة، وضرورة الحفاظ على هذا الهدوء كما طالب والح الرئيس الاميركي «بايدن» في تصريحاته الأخيرة.. في شرم الشيخ اثناء مشاركته في قمة المناخ.
ونحن بدورنا نسأل ونتساءل؟؟
عن اي هدوء يسألون ؟؟ ومقابل ماذا ؟..
أهو مقابل بقاء الحصار الصهيوني لمدة «14» عامًا.. ولا يزال .. ما ادى الى ارتفاع نسبة الفقر في القطاع الى اكثر من 60%.. وارتفاع البطالة الى 80%.. وتدهور الاوضاع الصحية .. وعدم توفر المياه الصالحة للشرب .. وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة، واغلاق الحواجز .. حتى تحول القطاع الى اكبر سجن في العالم، ما ادى الى وفاة العديد من المرضى بالسرطان، لعدم السماح لهم بالسفر لتلقي العلاج،.. وعدم توفر الادوية اللازمة... وتحولت حياة اكثر من مليوني فلسطيني الى كابوس لا يطاق.. ما دفع الرئيس الاميركي الاسبق كارتر.. الى وصف الحياة في القطاع بانها لا تصل لحياة البشر، وهو ما دفع ويدفع بشباب غزة وقد ضاقت بهم السيل الى الهروب من الموت في بر غزة الى الموت في اعالي البحار ..
المتابعون للشأن الفلسطيني، أو بالأحرى لكارثة غزة،، يلاحظون ان لا شيء جديا، تغير على الوضع في غزة .. بعد وقف اطلاق النار . بعد معركة سيف القدس في أيار قبل الماضي ..وان العدو الصهيوني لم يستجب منذ ذلك الحين لشروط ومطالب اهلنا في القطاع وهي: رفع الحصار الظالم .. وفتح كافة المعابر، والسماح بإعادة اعمار القطاع .. وبناء المنازل التي هدمتها الة الحرب الصهيونية المجرمة.... وقد قدرت بـ 11 الف منزل عدا المدارس والعيادات والمؤسسات ودور الايتام..الخ.
لقد التزمت كافة الفصائل في القطاع بوقف اطلاق النار .. وعلى رأسها حماس الامرة –الناهية في القطاع.. ولكن العدو لم يلتزم بشروط التهدئة .. ولم يلتزم بفتح المعابر والسماح لأهلنا.. لمليوني فلسطين بممارسة حياتهم الطبيعية كبشر.. والسفر حيث يريدون، للعلاج او طلبا للعمل او العلم ... فكافة المعابر مغلقة، ولا يزال السفر مقيدا بشروط واشتراطات العدو، ولا يزال المرضى يعانون وخاصة ممن تتطلب حالتهم السفر لتلقي العلاج في الخارج، كمرضى السرطان . ولا يزال ادخال مواد البناء ممنوعا . ولا يزال تصدير منتوجات غزة ممنوعا ايضا الا بأوامر العدو، ولا يسمح لأهلنا بالسفر الى الضفة الغربية والصلاة في الاقصى المبارك، وزيارة اهلهم وذويهم هناك .. ولا يزال الصيادون بموجب قوانين العدو ممنوعون من الصيد الا في اماكن محددة، لا تصلح للصيد وقد استشهد عدد كبير منهم..
وسياتي يوم –ان بقي الحال على ما هو عليه- بان لا يدفن الموتى الا بتصريح من نتنياهو وابن غفير وعصابة القتلة في تل ابيب ..!
ان مأساة شباب غزة تغني عن كل شرح وتفصيل.. وتضع الجميع امام مسؤولياتهم سواء اكانت الفصائل ام السلطة ام الوسطاء، الذين لم يستطيعوا حتى الان اجبار العدو على احترام القوانين والشرائع الدولية.. ويقوم برفع الحصار عن اكثر من مليوني انسان مضى عليهم اكثر من 14 عاما، يكابدون الموت في اكبر سجن بشري عرفه التاريخ.
ستبقى غزة لغما موقوتا، يهدد بالانفجار كل دقيقة، ما لم يعترف العدو بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والتاريخية، ويقوم برفع الحصار والسماح لأهل القطاع بالخروج من فم الموت.. ومعانقة الحياة.
ندعو الوسطاء والدول الشقيقة والصديقة.. أن تبق البحصة وتعلن على الملأ ان الاحتلال الصهيوني هو سبب كارثة غزة، وسبب كارثة فلسطين وسبب عدم الاستقرار في المنطقة .. ولا سبيل لعودة الامن والاستقرار الا برفع راية المقاومة.. وكنس الغزاة، الذين هم أصل الداء والبلاء.
«وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون» صدق الله العظيم.