الشعب الفلسطيني متمسك بالوحدة الوطنية والدولة الفلسطينية وبمشروع السلام المبني علي الحقوق الفلسطينية والشرعية الدولية كخيار استراتيجي ثابت في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ومحاربة عنجهية الاحتلال وتعرية جيشه والكشف عن جرائم اسرائيل وحكومتها امام العالم اجمع، وان الرد الفلسطيني امام هذا التطرف لا بد وان يكون بمزيد من الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية والتمسك في بناء اكبر جبهة مقاومة وطنية ثابتة تعتمد اساسا على المشروع الوطني الفلسطيني ورفضا لكل التصفية والتبعية والاحتواء والتصدي وإفشال مؤامرة ادارة قطاع غزة المزعومة وفصل الضفة عن القطاع .
الوهم الذي تبديه حكومة الاحتلال من خلال تمسكها في برامج الاستيطان اصبح يشكل عائق حقيقي على اي تقدم ملموس على صعيد التعامل بايجابية مع الفرص المطروحة لإيجاد افاق تحقق تطور عملية السلام وتضمن انهاء الاحتلال بينما يواصل الاعلام الاسرائيلي ويعمل بشكل ممنهج ومدروس علي ابراز صورة الاحتلال وتغير نمطها وتصحيح شكلها ليخدم الاستراتيجية القائمة على الاحتلال حيث تعمل الشبكة الاعلامية الاسرائيلية من خلال ماكينتها الاعلامية وتقوم بتقديم الصورة المعكوسة والمخادعة للعالم، بأن (اسرائيل) هي الضحية والشعب الفلسطيني هو المجرم، كل ذلك يتم بتناغم مع مسلسل وسيناريو اسقاط السلطة الفلسطينية والسعي والعمل علي ضم الضفة الغربية وفرض شخصيات محلية بديلة عن الشرعية الفلسطينية التي اكتسبت بالتضحيات الجسام عبر مرحلة طويلة من النضال وبمحصلة الانتصارات التي صنعتها الثورة الفلسطينية من خلال الشهداء والجرحى والمعتقلين في محاولة فاشلة لإحباط المشروع الوطني الفلسطيني وإسقاط منظمة التحرير الفلسطينية .
نتائج التطرف بداخل المجتمع الاسرائيلي وهذه العنجهية والغطرسة تدفع الجميع لتوحيد الصفوف والعمل على اعادة بناء المؤسسات الفلسطينية القادرة على حماية الشعب الفلسطيني وأهدافه الوطنية المتكاملة، حيث اننا امام مواجهة مفتوحة مع الاحتلال وهذه العقلية التي تدعم التطرف والسيطرة وتتمنى الموت والهلاك للشعب الفلسطيني، من اجل استمرار دولتهم فهم يتمنون الموت لكل ما هو فلسطيني وعربي ويسعون الى السيطرة على الارض الفلسطينية بشكل مطلق رافضين الانصياع الى الشرعية الدولية والالتزام بالسلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
استمرار قادة الاحتلال وممارسة الارهاب الفكري والتطرف لن يؤدي سوى إلى مزيد من التوتر والاحتقان لدى الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وأن كل من يعتقد أن هذه المؤامرات ومثل هذه المواقف والتعنت الفكري والسيطرة الامنية والعسكرية يجبر الشعب الفلسطيني على الركوع فهو مخطئ ولا يمكن لقوى الاحتلال وعنجهيته ان تنال من شعب فلسطين وصموده لأنه سيبقي صامدا علي ارضه ومتصديا لكل مؤامرات التصفية والإبادة التي تستهدف النيل من حقوقه التاريخية وفي مقدمتها حقه في اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
الحركات المتطرفة الاسرائيلية والتي ترفع شعارات وتعمل على قاعدة الموت للعرب ولا لدولة فلسطينية وتتسارع الاحزاب المتطرفة ضمن الصراعات المتناحرة على السلطة حيث تتبنى مواقف اكثر تشددا وأكثر عداء للعرب والمجتمع الفلسطيني وتعمل هذه الاحزاب بمفهوم من يقدم فاتورة حساب مرتفعة على قاعدة التطرف وممارسة الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني وهذا ما يعكسه التطرف وممارسة العنصرية المطلقة وما يؤكد بان ما انتجته الانتخابات الاسرائيلية سيؤدي الى مزيد من الفوضى والهيمنة والنفوذ والقوة وفرض الهيمنة المطلقة والدعوة المعلنة للسيطرة علي الضفة الغربية وتطبيق السيادة الاسرائيلية الكاملة عليها .