غير مستغرب أن يقوم "النتن ياهو" بكل المناورات وأن يقدم التنازلات في سبيل أن يبقى "الملك" على كُرسيه المصنوع منه ولأجله، فهو الصهيوني الأول الذي لا يُعير الكثير من الانتباه للمبادئ العلمانية الصهيونية بل تصل البرغماتية عنده حد الكذب السياسي والتوريطي لحلفائه مُعتمدا على عواطفهم اليمينية وحبهم للمنصب والميزانيات.
ونرى كل ذلك في،،،
أولا: تغيير مُسمّيات قائمة لصالح مُسمّيات فضفاضة لها معاني سيتم استخدامها في اللحظة المناسبة، وهو بذلك ينفخ أل "بن غفير" تحت مُسمى وزارة الأمن القومي وبما يعطيه القدرة على مخاطبة جمهوره الفاشي بما يريد، في حين مسمى الأمن القومي مفهوم يمس كافة مجالات المواطن من الغذاء والماء وحتى الأمن وغيره، وهذا المفهوم سيعطي "النتن ياهو" مجال للمناورة بأن القرار في قضايا الأمن القومي بحاجة لمصادقة من "الكبينت" قبل تنفيذها أو من الحكومة قبل إقرارها، هذا سوف يفاجئ أل "بن غفير" لاحقا حينما يريد أن يتخذ قرارات استراتيجية وفقا لما يعتقد انها صلاحياته.
ثانيا: "النتن ياهو" فيما يتعلق بالنقب والضفة الغربية والقدس ليس بعيدا عن أل "بن غفير" وهنا سوف تتماهى السياسات، وسوف تشتد الهجمة على الشعب الفلسطيني بشكل غير مسبوق في هذه الجغرافيا.
ثالثا: بما يتعلق بالمدن المختلطة والداخل الفلسطيني فمن أول مواجهة سوف يقف "النتن ياهو" مع توجهات أجهزة الأمن الإسرائيلي في وجه أل "بن غفير" ولن يستطيع تنفيذ سياساته.
رابعا: الحرس الإسرائيلي أو الوطني، وهو تشكيل موجود أصلا بناءً على تقييم للأحداث في المدن المختلطة عام 2021 قبل وأثناء معركة "سيف القدس"، وهي قوة من المتطوعين من عناصر الجيش النظامي الذين أنهو الخدمة العسكرية بالأساس، وهنا أل "بن غفير" سيستغل ذلك لشرعنة مليشيات المستوطنين ومنظمات "تدفيع الثمن" و "شبيبة التلال" وغيرها بضمهم للحرس وجعلهم رأس حربة منظمة في مواجهة الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والنقب، هذا بالتأكيد سيؤدي إلى أزمة مع وجود ازدواجية تعليمات بين الجيش وبين تلك المليشيات المسماة "حرس وطني" مما سيزيد العبء على الجيش بسبب ردة الفعل الفلسطينية التي ستقاوم كل محاولات الفاشي "بن غفير" وميليشياته، بعكس القدس والنقب حيث الصلاحية كلها لوزارة "بن غفير".
خامسا: "ألنتن ياهو" لا ضير لديه لدفع ميزانيات لكل من يطلبها، إن كان حريدي أو صهيوني ديني، فالمال موجود ومتوفر، المهم أن يتم تتويجه "ملكا" ليعود إلى كُرسيه وعَرشه الذي سيظلل زوجته "سارة" كملكة مرة أخرى.
سادسا: حين يُتوج "النتن ياهو" ملكا على دولة الصهيونية الدينية الجديدة، ستندحر عنه التهم وسيقوم بالانتقام من النيابة العامة وجهاز القضاء ككل عبر تشريعات جديدة قادمة ستؤدي لسيطرة الأغلبية في الكنيست على تعيين قضاة محكمة العدل العليا والجهز القضائي ككل.
سابعا: بما يتعلق بالفاشي الآخر المدعو "سموريطش" فسوف يتنازل عن مطلب وزارة الجيش ومطلب تحويل الإدارة المدنية للوزارات الإسرائيلية (هذا المطلب يعني ضم الضفة الغربية) في مقابل تشكيل حكومة الصهيونية الدينية الفاشية مع أخذ صلاحيات واسعة يتم ضمها لوزارة المالية خاصة بما يتعلق بالأراضي في الضفة الغربية إضافة إلى تواجد ملحوظ في وزارة الجيش عبر مندوب برتبة وزير في الوزارة، عدا عن موضوع القضاء المتفق عليه مع "النتن ياهو".
ثامنا: الأحزاب الحريدية في جيب الملك لأنه يعرف ثمنها المتمثل بالميزانيات والصلاحيات الدينية خاصة ايام السبت.
حكومة الملك وَوصيفيّه الحريدي الديني والصهيوني الديني يحول دولة الكيان الصهيونية إلى صِبغة دينية توراتية محافظة ومتطرفة ويعزز ويبرز صفاتها الفاشية والأبارتهيدية بشكل فاضح لا مجال لتغطيته باسم "اللا سامية"، ولا باسم "الهولوكوست" ولا باسم "كاره نفسه"، وسوف تخسر هذه الدولة الجديدة حتى الدعم المباشر من الجاليات اليهودية ذات التوجه الليبرالي واليساري وبالذات في الولايات المتحدة الأمريكية، مما سينعكس سلباً على النظرة الدولية لحكومة بهذا التشكيل والبرنامج.
فلسطينيا، انتهت فكرة التفاوض بشكل لا مجال للتلاعب فيها، وانتهت فكرة ومكذبة العملية السلمية، والمواجهة هي العنوان، ولا خيار أمام الشعب الفلسطيني وقواه المجتمعية والسياسية سوى التوحد تحت راية المواجهة القادمة ولو بالحد الأدنى ميدانيا، وهذا الواقع سيفرض نفسه على الكل الفلسطيني حتى لو حاول البعض الحالم التمسك بمصالحه وامتيازاته، فَ "وَصيفيِّ" الملك أل "بن غفير"، وأل "سموريطش" لا يأبهون بالكل الفلسطيني ومهما كانت طبيعة مواقفهم مؤيدة للسلام او معارضة له، لأنهم يرونهم بعيون المفاهيم التوراتية، إنهم "أغيار"، اي خدم لشعب الرّب "يهوة" الذي أعطاهم حق التصرف بهؤلاء الخدم كما يشاؤوا...
يرى "بن غفير" و "سموريطش" ان الرب "يهوة" غضب من علمانيي "غوش دان" ومن كارهي "الملك" (لابيد وغانتس وليبرمان وساعر)، فأرسل جنوده إلى صناديق الاقتراع للتصويت ل "حزب الصهيونية الدينية"، ففاز وأصبح القوة الثالثة والقادرة على تتويج الملك، إنه الرب "يهوة" حين يغضب لا يرى ولا يسمع ولا يقبل أقل من الانتقام من كل الكارهين أصحاب فكر الصهيونية الليبرالية، الرب "يهوة" غفر للملك "النتن ياهو" بشرط أن يكون له وَصيفيّن من خدم الرب "يهوة" المُخلصين، عن اليمين أل "بن غفير" وعن الشمال أل "سموريطش".
إنها إرادة وحكومة الرب "يهوة"، مَلكْ وَوصيفيّن من خَدمه، هدفها التعجيل في نزول المُخلص ومعركة "هَرمجدون".