في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة نبرق بتحية الوطن لنصفه المشرق، لرفيقة درب الكفاح وشريكة مسيرة النضال، حارسة الحلم حامية البيدر التي لم تتوانى لحظة عن عملية البناء والتنمية على المستوى السياسي والاجتماعي جنباً إلى جنب مع الرجل، ورغم الكثير من التحديات والانتهاكات التي تقوض حقها على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، إلا إنها بحاجة للمزيد من الدعم والرعاية والأمان تقديراً لمكانتها وتضحياتها الجسام.
تتفاوت أنواع العنف الذي تتعرض له المرأة في المجتمعات وفقاً لاختلاف الأفكار والثقافات، ففي شريعتنا الإسلامية كرم الله المرأة أعظم تكريم حين رفع ظلم الجاهلية عنها وأعلى من شأنها، ولم يميز بينها وبين الرجل إلا فيما يتعارض مع طبيعتها التكوينية والنفسية، لذا وجب التصدي لجميع ممارسات العنف الذي تتعرض له المرأة من خلال ترسيخ القيم الإسلامية والإنسانية التي جبلنا عليها، لتصويب العادات الفكرية والثقافية ونشر الوعي الإنساني القيمي السليم.
وعلى الرغم مما تحظى به المرأة الفلسطينية على المستويات كافة، إلا أنها ما زالت تعاني واقعاً مريراً من ظلم الاحتلال، وما زالت تتجرع مرارة فقدان الأخ والزوج والابن سواء كان شهيداً أو معتقلاً، فعلى مدار تاريخ النضال الفلسطيني لم تكن المرأة بمعزل عن دائرة الاستهداف الاسرائيلي، وتفاقمت معاناة المرأة الفلسطينية بارتفاع حجم انتهاكات الاحتلال خلال السنوات الأخيرة؛ ومورس عليها شتى أنواع العنف والقهر بحرمانها من حقوقها الإنسانية وزجها في باستيلات العدو الهمجي.
حيث تشير إحصائية مركز الإعلام والمعلومات الوطني الفلسطيني خلال العام 2022 إلى ارتفاع عدد الأسيرات القابعات في سجون الاحتلال إلى 34 أسيرة من بينهن قاصرات يتعرضن لكافة أنواع التنكيل والتعذيب، ووفقاً لتقرير هيئة شؤون الأسرى والمحررين فإن الأسيرات يواجهن ظروفاً حياتية صعبة وسط ظروف قاسية من إهمال طبي وعزل انفرادي واقتحامات مستمرة لغرفهن دون مراعاة لأدني حقوقهن الصحية والنفسية.
باسم كل امرأة فلسطينية، ندعو المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية لإنهاء كافة أشكال العنف ضد المرأة وفي مقدمته العنف الذي يمارسه الاحتلال على المرأة الفلسطينية، وتوفير الحماية لها من جرائمه المستمرة، كما ونطالب بإطلاق سراح الأسيرات اللواتي يمارس بحقهن أفظع الانتهاكات العنصرية، ورفع الظلم عنهن وإنهاء معاناتهن المستمرة، وعلى المجتمع الدولي الذي ينادي بالحريات وحقوق الإنسان أن يضغط باتجاه إنهاء هذه المأساة الممتدة كي يتسنى للمرأة الفلسطينية أن تسهم إسهامات إبداعية وخلّاقة في تقدم ورفعة مجتمعها خاصة والإنسانية عامةً في مناخ من الحرية والأمان والمساواة.