شهدت الضفة الغربية والقدس المحتلة 49 عملاً مقاوماً، منها ثلاث عمليات إطلاق نار ودهس استهدفت المستوطنين وجنود الاحتلال الإسرائيلي خلال الـ24 ساعة الماضية, وشملت عمليات المقاومة استهداف قوات الاحتلال بثلاث عبوات ناسفة، وزجاجتين حارقتين ومفرقعات نارية، ما أدى إلى إحراق إحدى آليات جيش الاحتلال العسكرية, ووثق مركز المعلومات الفلسطيني «معطي»، تصدي الفلسطينيين لـ 12 اعتداء للمستوطنين في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية، إلى جانب تحطيم ثماني مركبات للمستوطنين، وتركزت المواجهات مع قوات الاحتلال في 20 نقطة، تخللها عمليات إلقاء للحجارة صوب جنود الاحتلال وآلياتهم العسكرية، وأسفرت عمليات المقاومة عن إصابة خمسة جنود ومستوطنين، فيما استشهد سبعة فلسطينيين امس واول أمس الثلاثاء، برصاص جيش الاحتلال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية وهم الشهيد البطل رائد نعسان والشهيدان الاخوان البطلان ظافر وجواد ريماوي والشهيد البطل راني أبو علي والشهيد البطل مفيد خليل. محمد شاكر بدارنة كما استشهاد الفتى عيسى هاني الطلقات (13 عاما) ونعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهداء السبعة وأكدت أن كيان الاحتلال لن يهنأ بالأمن على حساب الدم الفلسطيني، وأن هذا الدم الطاهر سيشعل مزيداً من الغضب والانتفاضة في كل الساحات، وأوضح بيان الحركة أن استمرار جرائم العدو واستباحة مدن الضفة والقدس لن يثني الشعب الفلسطيني عن الاستمرار في صموده، ودعم المقاومين الشجعان الذين يواصلون مسيرة التضحية وضرب العدو وتحطيم عنجهيته وجبروته، داعيا إلى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني واحتضانه لمقاتليه حتى زوال الاحتلال عن أرضه المغتصبة, فيما نعت مجموعة عرين الأسود، الشهداء وأكدت أن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، وأن كل ما وعدت به سيقع، والأيام ستثبت ذلك.
في المقابل حذر ممثلون عن الأمن الصهيوني من تطور نوعي في العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، خلال الفترة القادمة، وجاء على لسان ممثلي الجيش والشاباك خلال استعراض الأوضاع الأمنية أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الصهيوني، أن الوضع في الضفة لم يصل بعد إلى ذروته وأنه يتوقع عمليات نوعية خلال الفترة القادمة وذلك على غرار عملية القدس, ويبدو ان إسرائيل تريد ان تصنع لنفسها حالة توهج عبر وسائل الاعلام الصهيونية تسعى من خلالها لتبرير جرائمها ضد الشعب الفلسطيني, فتصريحات صدرت عن الصهيوني المتطرف بن غفير بان الجهاد الإسلامي يستهدفه ويتوعده تحمل دلالات عن طبيعة المرحلة المقبلة وحالة التصعيد التي يمكن ان تشهدها والعودة الى سياسة الاحتلال, وادراج أسماء بعينها ومن بينها اسم قائد ومجاهد كبير في سرايا القدس وانه يحاول ارسال استشهاديين لتنفيذ عمليات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48م يفصح عن نوايا الاحتلال التصعيدية, وما يسوقه لنفسه من مبررات لارتكاب جرائم بحق الفلسطينيين, كما ان التصعيد الصهيوني يتمثل في اعتزام المستوطنين الحشد بشكل كبير في المسجد الأقصى، مع تكثيف عمليات الاقتحام، ومحاولة إضاءة الشمعدان داخله، إلى جانب تنفيذ استفزازات في باحاته تستمر لمدة ثمانية أيام. وقد تعهد إيتمار بن غفير المكلف بمنصب وزارة الأمن الداخلي في حكومة نتنياهو المقبلة، بالعمل على تغيير الوضع القائم حاليًا بشأن صلاة المستوطنين في المسجد الأقصى، وتعزيز البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، وتغيير تعليمات فتح إطلاق النار بشأن الفلسطينيين، كل هذا يوحي بقتامة المشهد خلال المرحلة القادمة فنحن مطالبون كفلسطينيين بالوقوف امام مسؤولياتنا واحباط كافة مخططات الاحتلال.
يجب ان نعترف ان بركان الغضب يتصاعد سريعا, بل واسرع مما كنا نتوقع, فالاحتلال بات يشعر بالخطر على مشروعه التوسعي وخاصة في القدس والضفة الغربية المحتلة, وهو يقاوم لأجل عدم افشال مشروعه التوسعي, ويندفع بقوته الهمجية بلا وازع او رادع من اجل الوصول الى أهدافه, وقد تنبهت فصائل المقاومة الفلسطينية لنوايا الاحتلال الصهيوني وعبرت حركة الجهاد الإسلامي عن ذلك بالقول « نشد على يد أبناء شعبنا على امتداد أرضنا المحتلة، الذين لن يصمتوا أمام هذه الجرائم المتواصلة، واستهداف المدنيين والأبرياء بدم بارد، وندعو إلى استمرار حالة الاشتباك مع العدو وجنوده ومستوطنيه، وعدم استقرارهم على أرضنا المباركة» فالضامن الوحيد لإفشال مخططات الاحتلال الصهيوني هو ادامة الاشتباك معه, وتوسيع رقعة المواجهة لتشمل كل مدن الضفة والقدس, وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة, فالشعب الذي تقف في ظهره المقاومة وتقود مسيرته النضالية لا يمكن ان يهزم, ولن تردعه ضربات الاحتلال, فالمقاومة تمهد الأرض الخصبة لأبناء شعبنا للرد على جرائم الاحتلال, وتدعمه بكل ما تملك من أدوات القوة التي تعزز من صموده في وجه الاحتلال, لذلك فان الاحتلال الصهيوني ضج من حالة الالتحام المتزايدة بين شعبنا الفلسطيني ومقاومته, والتي ستزداد خلال الفترة القادمة, فتغول الاحتلال الصهيوني وتزايد اطماعه يلزم الفلسطينيين بتوحيد جبهتهم الداخلية لإفشال اهداف الاحتلال.