رام الله: خرّجت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي وجامعة فلسطين في قطاع غزة، كوكبة من الأسرى الذين اجتازوا درجة الماجستير داخل سجون الاحتلال، جاء ذلك خلال حفل نظمته تلك المؤسسات صباح اليوم الخميس في قاعة أبراج الزهراء في البيرة.
وخلال الحفل وجهت محافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام أسمى التحيات لأمهات الأسرى والشهداء وعلى رأسهن والدة الأسير البطل الصابرة أم ناصر أبو حميد، وباركت لفوج الأسرى الخريجين الذين اجتازوا تلك الدرجة العلمية، مؤكدة أن الأسرى يثبتون في كل مرة بأنهم مستمرون بالحياة رغم الصعاب، فهم من يزرعون الإصرار والتحدي رغم القيود.
بدوره تحدث رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر عن تفاصيل تلك التجربة التعليمية، والتي خاضها 18 فارساً من الأسرى الأبطال في قلعة الشهيد ياسر عرفات/معتقل "ريمون" المركزي، حيث اجتازوا متطلبات درجة الماجستير من جامعة فلسطين في قطاع غزة، متحدين بذلك جميع المعيقات والعقبات التي تضعها إدارة السجون في طريقهم، فمن خلال ما بذلوه من جهد واجتهاد والتزام خلقوا الفرح بإنجازهم.
وأضاف في كلمته، إن هذا الإنجاز يأتي من ضمن سلسلة إنجازات حققها الأسرى داخل السجون والمعتقلات، ففي كل عام يتقدم ما يقارب 600 أسيراً لامتحان الثانوية العامة، كما يلتحق 800 طالباً أسيراً في تخصصات مختلفة، وعلى مدار السنوات الماضية تمكن 783 اسيراً من الحصول على درجة البكالوريوس و137 أسيراً حصلوا على درجة الماجستير.
كما توجه أبو بكر بالشكر الجزيل للأسرى الخريجين وعائلاتهم الصامدة، ولجامعة فلسطين برئيسها وطواقمها ولرئيس وأعضاء اللجنة العلمية في سجن "ريمون" وأعضاء الهيئة التدريسية، ولطاقم الهيئة على ما يُبذل من جهود وحرص على خدمة أسرانا وتحقيق طموحاتهم.
من جانبه بارك مدير التعليم الجامعي رائد بركات- بالنيابة عن وزير التعليم العالي محمود أبو مويس، للأسرى الأبطال على هذا الانجاز الكبير، مشيراً بأن الأسرى من خلال هذه التجربة استطاعوا أن يُوجهوا عدة رسائل، إحداهما أن التعليم ما هو إلا حق مكفول في جميع دول العالم لكنه في فلسطين هو حق وإرادة وقرار، فمن خلال الأسرى وإرادتهم وعزيمتهم اتخذوا القرار باستكمال تعليمهم داخل الأسر رغم التحديات ورغم السجن والسجان، والرسالة الأخرى موجهة للاحتلال بأنه رغم المعيقات والصعوبات إلا أن العملية التعليمية مستمرة لا محالة فالشعب الفلسطيني شعب عصي حي لا يموت.
في حين أشار رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس إلى أن الأسرى في كل مرة وعبر إنجازاتهم المختلفة يؤكدون استثنائية قضيتهم، فهذا الفوج من الخريجين الأسرى يستحق الاحتفاء المضاعف فهو فوج يسمى فوج الشهيد ياسر عرفات أنهى دراسته من جامعة فلسطين، فجميع تفاصيله ترمز للكفاح والنضال.
ولفت إلى أن الأسير يطلب العلم لذاته فهو بالنسبة له أداة من أدوات مواجهة الاحتلال، ومن خلال تجربة الأسرى الملهمة نُيقن بأن لا شيء مستحيل أمام الإرادة.
فيما أشاد رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى أمين شومان بجهود الأسرى العظيمة في تحويل قلاع الأسر إلى مدارس وجامعات، فهم استطاعوا أن ينتزعوا حقهم بالتعليم وأن ينتصروا على الجهل بالحصول على أعلى الدرجات العلمية.
وتخلل الحفل أيضاً إلقاء كلمتين إحداهما لابن الأسير القائد جمال الرجوب والثانية ألقتها زوجة الأسير موسى مخامرة، وكلاهما توجها بالشكر عبر كلماتهما لطاقم هيئة الأسرى ممثلاً برئيسها اللواء قدري أبو بكر ولطاقم جامعة فلسطين وأعضائها التدريسية ولطاقم وزارة التعليم العالي ممثلاً بوزيرها محمود أبو مويس، على جهودهم التي بذلوها لإنجاح تلك التجربة التعليمية بمعتقل "ريمون" ولتذليل جميع العقبات لخدمة الأسرى وتحقيق طموحاتهم.
وفي ختام الحفل تم تكريم الأسرى الطلبة الخريجين الذين اجتازوا متطلبات درجة الماجستير وتوزيع شهاداتهم على ذويهم وعائلاتهم، وتكريم اللجنة التعليمية في معتقل "ريمون" والهيئة التدريسية التي أشرفت على سير العملية التعليمية.
كما تضمن الحفل تكريم الحركة الأسيرة في سجن "ريمون المركزي- قلعة الشهيد ياسر عرفات، لعدد من الأخوة والمناضلين الذين بذلوا جهداً حقيقياً في إنجاح هذا الحفل.
ــــ