أصدر الأسير المقدسي عاهد فايز النتشة، المعتقل في سجون الاحتلال منذ 22 عاماً، دراسة علمية بعنوان "القدس بين سياسة التهويد وثبات أهلها.
وقدمت الدراسة قراءة عن التهويد وأبعاده الإسرائيلية، وأهداف الاحتلال من ورائه، وأبرز العوامل التي عززت سمات التمرد المقدسي على الاحتلال.
وتحدثت عن شخصية المرابطين في القدس المتمردة على الاحتلال، والمقاومة للتهويد الذي بدأ قبل 100 عام، ودورها اللافت الى جانب المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها.
وأوضحت الدراسة أن المرابطين في القدس، لعبوا دوراً مركزياً في مقاومة الاحتلال بالقدر الذي جعل التصدي للتهويد واقعاً ملموساً ومعاشاً على الأرض ومؤثراً في وقف مخططات الاحتلال وإفشالها.
وأوصت الدراسة بتعزيز سمات المقاومة لدى الأجيال القادمة، من خلال إبراز نماذج المقاومة من الشهداء والمقاومين القدماء.
وشددت دراسة الأسير النتشة، على ضرورة وجود مقاومة مهنية في إعلامها وطرحها للقضايا الفلسطينية المصيرية، لمواجهة تهويد منظم ومخطط له مسبقاً بشكل استراتيجي.
وخلصت الدراسة الى أن الاحتلال تمكن من تهويد 84% من مساحة مدينة القدس التاريخية، معظمها جرى تهويدها بين عامي 1984 و1967م عندما حولت القرى والأحياء الفلسطينية إلى يهودية.
وذكرت أن التهويد هو وجه من وجوه الاحتلال، مشيرة إلى أن بدايته كانت بعد الاحتلال الأنجلوصهيوني في مطلع القرن العشرين.
وأشارت إلى أن الاعتراف بـ"إسرائيل" أمام المحافل الدولية، يعطيها شرعية ويقيد أيدي الأبناء في المستقبل.
وحذرت من العاطفة في الإعلام الفلسطيني، ما يسمح بالانجرار وراء أخبار غير صحيحة قد تؤدي إلى مردود سلبي، داعية لإعادة صياغة محتوى التعبئة الإعلامية بحيث تكون تعبئة مسؤولة ورشيدة ومهنية.
والأسير عاهد النتشة حاصل على بكالوريوس في التاريخ، ونال درجة الماجستير في التربية والحضارة، وشارك في أبحاث عديدة أعدها خلف القضبان.
ودخل الأسير النتشة (41 عاماً)، من بيت حنينا في القدس، في سبتمبر/أيلول الماضي عامه الاعتقالي الـ22 على التوالي داخل سجون الاحتلال.
واعتقلت قوات الاحتلال الأسير النتشة بتاريخ 4/9/2001، بعد اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال خلال تنفيذه عملية فدائية.
وأصيب النتشة خلال الاشتباك بالرصاص وحروق خطيرة في أنحاء متفرقة في جسده، ونقل إلى المشفى وتم التحقيق معه على سرير المرض.
وبعد عامين من التحقيق وتأجيل المحاكمات، أصدرت محكمة الاحتلال في القدس بحق الأسير النتشة حكماً بالسجن 25 عاماً بعد اتهامه بالانتماء لكتائب القسام، والمشاركة في عمليات عسكرية أدت لإصابة جنود.
ويعاني الأسير النتشة من ظروف صحية صعبة، وكان على إثر الإصابة حين اعتقاله قد تعرض لفقدان الطحال، مما سبب زيادة في المشاكل الصحية لديه.