في مشهد بات معتادا ومتكررا اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني أمس السبت، مخيم جنين شمالي الضفة المحتلة، في وقت دارت فيه اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين، حيث توغلت آليات وجيبات الاحتلال داخل المخيم وداهمت أحد منازل المواطنين هناك، بهدف اعتقال احد "المطلوبين" للاحتلال الصهيوني، وقد تصدت المقاومة الفلسطينية لعملية التوغل، واندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال وسمعت أصوات رشقات كثيفة من الرصاص واستمرت الاشتباكات لمدة ساعة, وذلك بعد ان اقتحمت أن قوات الاحتلال منزل المطارد ماهر تركمان بمحيط مخيم جنين قبل أن تنسحب من المخيم ومحيطه بعد فشلها باعتقاله, المراسل العسكري لموقع واللا العبري أمير بوخبوط قال في مقال له حول كتيبة جنين:" يقول ضابط كبير في "فرقة الضفة الغربية" في الجيش الإسرائيلي "كان في الماضي من الصعب الدخول إلى مخيم جنين، لكن الآن أصبح من الصعب للغاية الخروج منه", وأضاف الضابط الكبير:" مسلحو كتيبة جنين يفردون عضلاتهم علينا بمجرد دخول جنين، ويبدأون بإطلاق النار علينا من عدة اتجاهات، لكن نحن عنيدون ولا نستسلم، ننفذ عملنا في جنين ونخرج، وسنهاجم كل شخص يفكر في شن هجمات ضدنا، ولا يجوز المساس بحرية عملنا"، على حد قوله, ما يحدث في جنين يحدث في نابلس والخليل بشكل يومي وبشكل متصاعد, وتشهده كل مدن الضفة الغربية المحتلة, وحالة التصعيد والمواجهة أصبحت حاضرة بقوة في الفعل اليومي الفلسطيني, وفي إصرار الحكومة الصهيونية على لبس ثوب الحكومة الجديدة, المحملة بالتهديدات والوعيد بالويل والثبور للشعب الفلسطيني, التقت رغبة حكومة يائير لبيد مع رغبة حكومة نتنياهو, فكان القتل والتهويد والتهجير والاستيطان عنوان لسياستهم المعلنة.
الاحتلال يتحدث عن تصاعد كبير في العمليات ويطرح ارقام كبيرة, فقد شهدت الساعات الأخيرة، 6 عمليات إطلاق نار استهدفت قوات الاحتلال والمستوطنات المحاذية بمدينة جنين بالضفة المحتلة, وأعلنت سرايا القدس- كتيبة جنين تنفيذ عملية إطلاق نار صوب مستوطنة "شاكيد" المقامة على أراضي قرى العرقة وعانين والطرم والنزلة وطورة وضهر المالح, كما أطلق مقاومون النار تجاه حاجز "الجلمة" العسكري شمال جنين، وحاجز "دوتان" العسكري المقام فوق أراضي بلدة يعبد جنوب غرب المدينة, كما استهدف مقاومون قوة عسكرية صهيونية قرب قرية العرقة غرب جنين بصليات من الرصاص، كما استهدفوا مستوطنة "ميراف" المقامة على أراضي بلدة جلبون شرق جنين بوابل كثيف من الرصاص, حيث شهدت الضفة الغربية خلال 24 ساعة الماضية، أكثر من 35 عملاً مقاوماً تنوعت بين إطلاق نار وإلقاء عبوات متفجرة ومواجهات مع قوات الاحتلال وتحطيم مركبات للمستوطنين, كل هذا الفعل المقاوم يعكس حالة عدم رضا لدى الجبهة الداخلية الصهيونية عن أداء الجيش الصهيوني, وحالة تذمر مما يحدث في الضفة من عمليات تستهدف المستوطنين وجنود الاحتلال على حد سواء, ونجاح العديد من تلك العمليات والذي أدى لسقوط عدد من القتلى الصهاينة بفعل ضربات المقاومة الفلسطينية, الامر الذي استخدمه نتنياهو كذريعة لتشريع تسهيل عمليات القتل بحق الفلسطينيين, حيث وافق نتنياهو على شروط بن غفير التي أعطاه إياها من خلالها صلاحيات توسع قوانين إطلاق النار تجاه الشبان الفلسطينيين في الضفة المحتلة وعلى المفترقات الطرق والحواجز العسكرية، فهذه الأوامر ستؤدي لفترة عصيبة من المواجهات والإعدامات الميدانية وتسهل مهمة بن غفير المتطرف الفاشي، كما تشير تقديرات المختصين
ما تتعرض له جنين ونابلس والخليل من عدوان صهيوني متواصل, وحالة الصمود لأهلها ومقاومتهم في وجه الاحتلال, والدفاع عن انفسهم امام الة القمع والقتل الصهيونية, يدل على شجاعة أهلنا وقدرتهم على الرد على جرائم الاحتلال والتصدي لمخططاته العدوانية, صحيح اننا نضحي بفلذات اكبادنا وابنائنا, لكن هذا ثمن الحرية والانعتاق من عبودية الاحتلال, الأمم تودع ابنها الشهيد بكلمات مؤثرة, وتمسح جبينه بكف يدها, وتختلط حرقة الدموع بنظرة الوداع الأخيرة, وتضع على جسده المسجى كلمات الرضا والتضحية والفداء, الله يرضى عليك يمه ويحنن عليك, قلبي وربي راضيين عنك يا حبيبي, كله يمه فدا فلسطيني, ربنا يقبلك شهيد يمه, ويلحقنا بك شهداء ميامين, مع السلامة يمه, سلم على اخوك, او سلم على ابوك, او سلم على اختك يمه مع السلامة, وامام هذه الكلمات التي تخرج من خنساوات فلسطين, تتقزم كل حروف البلاغة, وتخرس الالسنة, وتنكس الأقلام, ويتحول حبر الكلمات الى ثورة لا تلين ولا تستكين, ثورة صنعتها الام المثالية الفلسطينية, التي تظهر كل يوم على شاشات الفضائيات وهى تودع شهيدها بالزغاريد, والحقيقة اننا لا ندري كيف وصلت نساء فلسطين الى هذه العظمة والمثالية وهى تقدم ابنها شهيدا وهى راضية مرضية, انها كرامات الهية لعباده المؤمنين المجاهدين واسرهم وذويهم, سلام عليكم أيها الفلسطينيون بما صبرتم, سلام عليكن ايتها الأمهات بما صبرتن, ونعم عقبا الدار.