لفظة فلسطين على ثغر طفل يواجه آلة الحرب الإسرائيلية بالحجارة تجعل كل صهيوني متغطرس يرتعد خوفاً،مشهد سريالي في كل لحظة جسدته انتفاضة أبو عمار على الظلم والإنتهاك الإسرائيلي لكل المحرمات العربية والدينية،ثورة كانت،أطلقها أبو عمار بحركة فتح ما تزال مستمرة بشعلتها منذ ٥٨ عاماً ولم ولن تنطفئ لأن ثمة من يسهر عليها وينشر في قلب كل فلسطيني دفء نارها ورسالتها التي ألهبت العالم أجمع،فيوم حاول العدو إضعافها والنيل منها ويوم ضعفت بعض النفوس وخفتت أصواتها،كان لها محمد دحلان بالمرصاد فأعاد للإنطلاقة إنطلاقتها ودفعها وزخمها فأتى التيار الإصلاحي في حركة فتح كي يعيد القضية والثورة على السكة الصحيحة منتزعاً إياها من براثن العدو الخبيث الذي يحاول التسلل إليها وخنقها.
مهما ابتعد محمد دحلان عن الشخصنة بتواضعه القيادي يبقى وبأمانة أبو عمار حامل الأمانة وراية القضية مع كادر عريض من مدرسة أبو عمار،مدرسة الجرأة في الحرب والبندقية ومدرسة الأخلاق والإنسانية وغصن الزيتون في زمن السلم،فهنيئاً للقضية الفلسطينية باستمرار انطلاقتها بحركة "فتح" وهنيئاً للفلسطينيين بحامل الأمانة وقائد المسيرة الإصلاحية محمد دحلان والتيار الإصلاحي الديمقراطي وبدعم عربي فذ من الإمارات والسعودية والكويت ومصر.
التاريخ يشهد على مدى استكبار العدو لكل فلسطيني أبى أن يخضع لإملاءاته ورفض أن يخنع وتمسك بأرضه وتراب فلسطين المقدس وقدم الشهادة بالجسد والدم والروح لأجل القدس والأقصى،والتاريخ سيشهد على الإنجازات الساطعة التي قام بها تيار الإصلاح الديمقراطي على كل المستويات،على الصعيد الإجتماعي وتأمين الدراسة للتلامذة ودعم المرأة الفلسطينية كي تكون منتجة وإلى جانب عائلتها،على الصعيد التنموي بتأمين الوظائف وتنمية المهارات البشرية بالمعاهد والمشاغل،على الصعيد الإنساني عبر تأمين مستلزمات الصمود عند كل أزمة داهمت فلسطين من طبابة واستشفاء وأدوية ومساعدات غذائية كي لا يمد فلسطيني يد العوز لمن يتربص بحريته وقناعته، وعلى الصعيد السياسي بالوقوف بوجه العدو الذي يدأب على تنفيذ سياسيته الإستطانية والتوسعية ومنعه من تنفيذ مخططاته،والأهم،التاريخ سيشهد على أن التيار الإصلاحي في حركة فتح مد يده للجميع متقبلاً كل الطروحات ومقدماً كل الحلول بجرأة وطنية فلسطينية لا نظير لها.
من يريد للقضية أن تنتصر لا يمكن أن يمتهن العرقلة والقمع والإقصاء السياسي فقد قدم التيار الإصلاحي نموذجاً يحتذى به عالمياً بالديمقراطية وتقبل الآخر وهو الذي دفع العملية الإنتخابية إلى أعلى درجة من الممارسة النظيفة والأخلاقية في حين عمد البعض إلى تنظيم حملات القمع والتلطي وراء الحجج الواهية متخوفاً من نتائج الإنتخابات البرلمانية لأنها كانت ستقلب الطاولة على رأسه.
اليوم وبعد مرور ٥٨ عاماً على انطلاقة أسسها أبو عمار،الشهادات الحية من كل بيت فلسطيني على أرض فلسطين الطاهرة،السنين والأيام واللحظات الصعبة والإنتصارات الجزيلة التي يخبر عنها الشيب قبل الشباب هي رصيد تيار الإصلاح الديمقراطي بين أهله وناسه في كل شبرٍ من فلسطين،هذا ما أراده أبو عمار،أراد أن يكون للقضية استمرار إلى حين تحقيق النصر،أراد أن يكون للقضية شعلة أبدية تتقد بنار الكفاح والنضال وبذل النفس من أجل الحرية والتحرر من نير الإحتلال الطاغوتي،فأتى محمد دحلان في حين لم يتجرأ غيره ليقلب الطاولة على رأس العدو الصهيوني ويعيد للقضية بريق انطلاقتها.
فاطمئن يا أبا عمار في ذكرى انطلاقة حركة فتح الأمانة ما زالت في الحفظ والصون والكرامة بعناد الكوفية لن يسقطها العدو طالما أن هنالك قياديين من خامتك من خامة القياديين في التيار الإصلاحي الديمقراطي لن تنطفئ شعلة القضية،وذكرى الإنطلاقة لن تكون أبداً ذكرى بل هي مع الأمين والشريف محمد دحلان في تجدد مستمر،فاطمئن على فلسطين وعلى شعبك.