حسم أبو مازن مسألة خلافته في شقها القدري أي الموت بتعيين حسين الشيخ كأمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير وعضويته في اللجنة المركزية لحركة فتح وتعيين روحي فتوح رئيسا للمجلس الوطني وهذا يكفي لخلافة ميسرة لصالح حسين الشيخ في حالة فراغ مفاجئ لمنصب الرئيس عباس كرئيس لفتح ورئيس لمنظمة التحرير ورئيس للسلطة ورئيس لدولة فلسطين بنمط النظام المعمول به في النظام السياسي الفلسطيني منذ مجيئ عباس إلى موقعه وهو بالمناسبة متوارث من عهد الرئيس عرفات ووجهة نظري سيستمر هذا النمط في حقبة ما بعد الرئيس عباس في حالة غيابه المفاجئ رغم كل محاولات المستخلفين أو مريديهم أو من يحاولون العبث في المشهد الفلسطيني على ضوء حلقات التسريب المتواترة عن موضوع اقتراب صراع الخلافة من نهايته، او استغلال المعارضة أو هواة الفهلوة السياسية
أي إشكالية أخرى تحل بالحالة الفلسطينية .. هذا في الشق الأول من غياب عباس وهو القدري أو الوفاة المفاجئة.
الشق الثاني الذي ينساه الجميع وهو هام جدا وهو الشق الجبري لإزاحة عباس عن السلطة وهو شق خارج عن قدرة الشعب الفلسطيني حتى الآن كعملية شعبية ثورية أو انتخابية تطيح به أو الانقلاب عليه من متنفذين في فتح أو الأجهزة الأمنية وليس واردا أو ممكنا على الأقل فيما مضى وإلى الآن، ولكنه ممكن الحدوث لأن الحالة الفلسطينية مفتوحة على كل الاحتمالات.
الشق الثالث وهو ترتيبات عباس فهو لا يلعب بالطين ولكنه قادر على تشكيل الطين حتى الآن وتوقعاتي أنه يدير الحالة بمزاجية وقدرة عالية تنم عن هدف سيصل إليه في غضون مدة موضوعة بالاتفاق مع دول ويقوم دورهم على ما يريده هو أي عباس وما هو ومن هو مقتنع به لخلافته وليس لتلك الدول إلا ما يريده هو، وضمن هذا الشق ستكون مفاجآت كبيرة لم تنته بعد فهو مازال يصفي كل الحسابات لصالح خطته وليس تعيين حسين الشيخ ودفع ناصر القدوة ومروان البرغوثي وتوفيق الطيراوي نهاية الطريق، بل مازال هناك ولا تستغربوا حسين الشيخ وجبريل الرجوب ومحمود العالول سيتم دفعهم خارجا في الشهور القليلة القادمة لتصبح الساحة فارغة ممن ذكرهم حسين الشيخ في تسريباته الأربعة خمسة فقد أصبح العدد أربعة منذ البدء دحلان مروان البرغوثي ناصر القدوة توفيق الطيراوي على اعتبار ان محمود العالول هو من يريده عباس، وواضح أن التسريب يؤكد أنه قد سجل في وقت سابق لتعيينه في اللجنة التنفيذية وإلا لن يقول ما قاله في التسريب لأنه بعد زمن هذا التسجيل حسين الشيخ قد ضمن الموقع، وهذا ما دفعه لنفيه الآن.
إذا سيواصل عباس مفاجآته للخلاص من حسين الشيخ بعد او قبل التخلص من جبريل الرجوب ومحمود العالول وفي وقت قريب إذا فكرنا بقصر المدة التي تفصل بين إخراج توفيق الطيراوي وبين التسريب الحالي عن حسبن الشيخ أي ما يدل على تسريع الخطى لما يفكر به عباس لإفراغ الساحة من أعضاء اللجنة المركزية من الطامحين في الرئاسة وقياسا بالمدة الأطول نوعا من خطوات دفع دحلان خارجا أولا ودفعه خارجا مروان البرغوثي وناصر القدوة ثانيا وبين هؤلاء وبين دفعه خارجا الطيراوي ثالثا وننتظر رابعا وهو الدفع خارجا لكل من الرجوب والعالول وحسين الشيخ في الوقت القادم القريب.
وأنا أقرب توقعا لمرور هذا السيناريو الأخير لتواصل حدوث المستخلفين وبعدها تبدأ التحضيرات للمؤتمر الثامن لحركة فتح على أن يأتي الرئيس بمن في خطته لترسيمه في المؤتمر الثامن، ويصبح باقي المستخلفون خارج المؤتمر وعليه يكون عباس فرض من يريد وسحب البساط من تحت أقدام من أخرجهم من المؤتمر ليصبحوا في هذه الحالة معزولين لا نفوذ لهم ولا إمكانية للصراع وإحداث أي فوضى أو نزاع وتنتقل السلطة دون عوائق لمن أراده عباس خليفة.
ولذلك أنصح خاصة المعارضة عدم إضاعة الوقت وإشغال الناس في قضية عباس وخلافته فليس في قدرة المعارضة خارج فتح إنتاج نموذجا تحلم به خارج تلك السيناريوهات المطروحة كإجراء الانتخابات العامة والرئاسية أو دخول منظمة التحرير أو إحداث الفوضى وعليهم انتظار الناتج من حراك الفتحاويين الذي يقوده ويتحكم به فقط عباس، فحركة فتح كالأرض تدور في صمت وعندما تهتز يشعر بها كل سكان الأرض وتنتج المفاجآت كالتي يفعلها عباس.