طوال العقدين الأخيرين واصل د. مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة السياسي المعارض المشتبك بالقوة الناعمة غير المتشنجة لطرفي الإنقسام وسياساتهما خاصة في سياستهما الداخلية التي كلفت الشعب الفلسطيني الغالي والنفيس في مجال انتهاكات حقوق المواطن من غلو في الاعتقال وتكميم أفواه الحرية ومنع التعبير عن الرأي وتغييب القانون والظلم الاجتماعي وموازاة بالنقد للسياسات الخارجية وإدارة الصراع مع الإحتلال وتفنيد سياسات الاحتلال ومواجهتها سياسيا.
مصطفى البرغوثي حافظ على علاقات ومسافات متساوية من الحزبين الحاكمين في الضفة الغربية وقطاع غزة طوال أزمة الأنقسام وشارك في المحاولات العديدة لإنهاء الانقسام وشارك في حكومات سابقة للنظام في رام الله وكذلك في حكومة الوحدة الوطنية وتنقل بين مظاهرات وفعاليات مواجهة الجدار العنصري في مناطق التماس مثلما شارك في الذهاب إلى غزة في سفن كسر الحصار على غزة ولم يكن في أي لحظة في جيب حماس أو عباس بل أدى دورا متزنا ومتوازيا ونموذجا للمعارضة البناءة لطرفي الانقسام ما جعله مقبولا لدى الطرفين ولدى جماهير الشعب الفلسطيني بما يسمى القوة الناعمة المثابرة في الوقت الذي قدم خدمات صحية ثمينة على مستوى برامج التوعية والخدمات الصحية للمواطنين المهمشين والمناطق النائية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة عبر برامج الأغاثة الطبية التي يقودها وعبر مشاركات حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية التي يرأسها .
ودون ملل أو تغيير في وتيرة نشاطه شخصيا وحركة المبادرة كان مصطفى البرغوثي طوال فترة الأزمة الفلسطينية التي صنعها الانقسام مثابرا ومعبرا عن موقفه من الاستيطان والجدار والمشاركة في الضغط على معيقي تطور الحالة الديمقراطية وقاعدتها الأساسية وهي الانتخابات العامة والرئاسية والبلديات وخاض وحركة المبادرة تجارب انتخابات البلديات والانتخابات التشريعية وحتى الرئاسية.
مصطفى البرغوثي يشكل نموذجا للقوة الناعمة المثابرة على المستوى الشعبي والعربي والدولي ولم يتوقف عن مقابلة الوفود والسفراء وممثلي المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الانسان لعرض الموقف الفلسطيني بقوة مؤثرة ودبلوماسية نوعية تفضح سياسات الاحتلال وتدافع عن حقوق السعب الفلسطيني بقوة غير متشنجة وبذكاء يخاطب فيها العقل الأوروبي كما يفهمها ولم تتغير مواقفه أبدا طوال العقدين الماضيين وهو بالمناسبة له حضور دائم ومتميز في كل جولات المصالحة وله تقدير نوعي ولطروحاته لدي الدول العربية والشارع العربي تماما كما يراه الشارع الفلسطيني ويستمع لأفكاره ولقاءاته باهتمام.. وبعيدا عن هيمنة الحزبين الكبيرين يجد الجمهور الفلسطيني والسياسيين العرب والاقليميين والدوليين له مكانا مميزا بعيدا عن فوضى وتشنجات الحكام والسياسيين الفئويين للضفة وغزة .. مصطفى البرغوثي هو فعلا نموذجا نوعيا للقوة السياسية الناعمة في السياسة الفلسطينية والثابتة دون تردد أو إنفعال او مواربة وهو نموذج يهتم به الشارع الفلسطيني رغم تعدد الأحزاب والجماعات والسياسيين الفلسطينيين على مدار العقدين الماضيين اتفقنا أو اختلفنا معه.