في تطبيق عملي وسريع لتهديداته باقتحام المسجد الأقصى وتغيير الواقع التاريخي والديني والقانوني وفرض التقسيم الزماني والمكاني داخل باحات المسجد الأقصى، وتنفيذا لوعده لناخبيه، ولقياس رد الفعل الفلسطيني لخطة الضم والتهجير، سارع إيتمار بن غفير زعيم حزب "القوة اليهودية" الفاشي والوزير في حكومة نتنياهو الفاشية فيما اطلق عليها وزارة الأمن القومي وبصلاحيات امنية واسعة، إلى اقتحام المسجد الأقصى صباح اليوم وعلى حين غرة وبهدوء تام وبدون أي حضور فلسطيني وباتفاق كامل مع رئيس الحكومة الفاشية بنيامين نتنياهو وجهاز الشاباك بعد تقييم امني وسياسي بعدما تم الإعلان امس أنه أجل هذه الخطوة لما بعد زيارة نتنياهو لدولة الإمارات العربية.
واضح أن حكومة نتنياهو الفاشية لا تأبه سياسياً بأي ضغوط دولية أو إقليمية ولا عربية إن وجدت أصلا، وفي ظل إصرارها على تنفيذ مخططاتها ضد الضفة والغربية والقدس، فهي ماضية قدماً في أجندتها المعلنة حسب الاتفاقات التي وقعتها مع الأحزاب الائتلافية الإسرائيلية وبأن نتنياهو يدرك أن بقاء ائتلافه الحكومي مرتبط بالأحزاب المتطرفة، لذلك فهو خانع إلى هؤلاء المتطرفين خوفا من سقوط حكومته. وواضح جدا بان بن غفير ليس مجرد غوغائي بل هو لديه اجندة وخلفه مؤسسة تخطط له وهي داعمة له في كل خطواته.
ما هي الخطة الدفاعية الفلسطينية لمواجهة هذه الحكومة الهجومية وهل سيتم تغيير جدول اعمال القيادة الفلسطينية؟
لا شك بن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول طلب رأي محكمة العدل الدولية بماهية الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين قد أزعج الاحتلال كثيرا وربما خطوة اقتحام الأقصى هي احد ردود عليها، ولكن هذا الفعل الدبلوماسي الفلسطيني لا يكفي وحده في مواجهة هكذا حكومة فاشية وواضح أن جميع الفصائل بما فيها السلطة الفلسطينية ليس لديهم خطة واضحة المعالم لمجابهة هذه الهجمة الإسرائيلية سوى بعض التهديدات فارغة المضمون، فلا شيء غير عادي وغير مألوف لديهم، ولا يوجد هناك تغييرات في كيفية الأداء الفلسطيني وهم بالفعل عاجزين عن أي فعل طالما بقية حالة الانقسام الفلسطيني وحالة "الكل يغني على ليلاه"، ولو كان يعلم نتنياهو وبن غفير بأنه سيكون رد فلسطيني على هذا الاقتحام لما اقدم عليه.
الوقت لا يعمل لصالح الفلسطيني لأن هذه الحكومة جادة في تنفيذ كافة مرتكزاتها السياسية والائتلافية وواضحة جدا في مسارها الاستيطاني ذو البعد العقائدي التوراتي، لذلك مطلوب من القيادة الفلسطينية، سلطو وفصائل، أن يدفعوا الاحتلال أثمان باهظة كي يشعر المجتمع الإسرائيلي بأن حكومته الفاشية ترتكب أخطاء جسيمة بحق الفلسطينيين، ويقوموا بإسقاطها وإدارة الظهر لهؤلاء الفاشيين، لذلك يجب أن يكون استراتيجية وطنية متكاملة لفعل مخطط له، ويكون جماعي وليس فردي وباتجاهات متعددة،
كدعوة الكل الوطني لتحمل مسئولياتهم والعمل على خلق الاطار الوطني الموحد لاتخاذ قرارات وطنية كبرى تفرض ربط الساحات وعدم اخراج غزة من معادلة الوطن لان مشروع حكومة نتنياهو هو عزل غزة عن بقية فلسطين لجعلها البديل لدولة فلسطين والتفرد بالضفة الغربية والقدس لصالح إقامة إسرائيل الكبرى. إن الانتظار واللعب على التغيرات الداخلية الإسرائيلية التي لن تحدث معناه إتمام عملية الاستيطان والضم والتهجير، والرد الوطني الاستراتيجي يكون بتنفيذ خطوات فعلية على الأرض وليس بإطلاق التهديد والوعيد الفارغ المضمون.