يعتبر الأسير في سجون الاحتلال الصهيوني كريم يونس أقدم أسير في العالم حيث اعتقل في الأول من يونيو 1983م واستمر اعتقاله لأربعة عقود، ومن المقرر أن يفرج عنه اليوم الخميس من داخل سجون الاحتلال الصهيوني، ولأن أربعين عاما من الأسر لا تكفي كي تشفي غليل الاحتلال الصهيوني وقادته المجرمين، فقد تقدم ما يسمى بوزير الداخلية الصهيوني المتطرف، أرييه درعي بطلب لما تسمى بالمستشارة القضائية للحكومة الصهيونية، غالي بهاراف - ميارا، وطلب منها العمل على «ممارسة سلطته بموجب قانون المواطنة»، لسحب الجنسية من الأسيرين كريم وماهر يونس، بحجة إدانتهما بقضايا «إرهابية» ومخالفات تخص «أمن الدولة». وكتب درعي في توجهه الرسمي للمستشارة القضائية للحكومة الصهيونية أنه «من غير المعقول أن يستمر هؤلاء الأشخاص في حمل الجنسية «، مدعيا أن «سحب الجنسية سيبعث برسالة مهمة لأولئك الذين يستخدمون جنسيتهم لإلحاق الأذى بدولة إسرائيل ومواطنيها». وكل هذه التهديدات ليست جديدة، فقد سبق ان توعد المجرم المتطرف افيغدور ليبرمان بهذا الشكل سابقًا، وهذه ليست المرة الأولى التي نسمع بها تهديدات من هذا النوع». يقول شقيق الأسير كريم يونس «لم يكفهم 40 عامًا على أسر كريم، ولا زالوا يريدون تنفيذ مخططات دموية إضافية، هذه محاولات للتنغيص على فرحة العائلة، هم يعلمون أننا نتحضر لاستقبال كريم أعتقد أن الأمر ليس بهذه السهولة، وأن هذه التهديدات فارغة، والعائلة لا تكترث لهذه التصريحات، وأنها لا تتفاعل معها، فالاحتلال الصهيوني ينتظر دائما ان يخرج الأسرى الفلسطينيون من السجن الى القبر، كما حدث مع الأسير الشهيد ناصر أبو حميد وغيره من الأسرى، ولا يريد الاحتلال أن يرى فرحة لأسير فلسطيني ينتزع حريته من سجونه.
الأسرى هدف شاخص ودائم للردع الإسرائيلي، وهم أولئك الأبطال الذين نذروا أنفسهم في الدفاع عن شعبهم وأرضهم، وهم القادة الحقيقيون لهذا الشعب الذي يدرك أن هؤلاء الأبطال ضحوا من أجله، لذلك لديهم دين في رقبته وهم مستعدون للتضحية بكل شيء من أجل الأسرى، وعندما تم أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط وشن الاحتلال حروبا على غزة لاسترداده صمد الشعب الفلسطيني أمام جرائم الاحتلال، واستشهد منه نحو خمسة الاف شهيد منذ اسر شاليط حتى مبادلته بأسرى فلسطينيين في صفقة وفاء الأحرار، واليوم الشعب الفلسطيني يكرر نفس الأسطورة مجددا ويصبر ويتحمل القتل والقهر والحصار والتجويع، لأجل صفقة تبادل مشرفة يمكن من خلالها تبييض السجون من كل الأسرى الفلسطينيين، لان هناك أربعة جنود أسرى لدى كتائب القسام سيبقون بإذن الله في حوزتها حتى يتم تحرير كل الأسرى، لذلك فان الاحتلال يشدد من إجراءات التعامل مع الأسرى الفلسطينيين في سجونه النازية، فهو يطرح قانون الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين، ويطرح سياسة التضييق عليهم وسحب الإنجازات منهم وتفريقهم في سجون عدة، ومنعهم من ترتيب أوضاعهم الداخلية، وحرمانهم من ابسط حقوقهم الحياتية كتجويعهم ومنع الزيارات عنهم وعدم وجود ممثل لهم يتواصلون من خلاله مع إدارة السجن الصهيونية، واليوم يتحدثون عن سحب الجنسية من كريم يونس ابن قرية عاره المحتلة عام 1948م، وطرده خارج وطنه، كما فعلوا مع الحقوقي صلاح الحموري الذي ابعدوه الى فرنسا عنوة، وذلك بعد مصادقة ما يسمى بوزير القضاء في حكومة الاحتلال الصهيوني والمستشار القضائي، على قرار سحب هوية الحموري، وطرده خارج البلاد، انه العقاب الثاني الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني على الأسرى كي يرضي غروره ونزواته.
شعبنا الفلسطيني يحبس الأنفاس انتظارًا لموعد الافراج عن كريم يونس، ذلك الشاب الذي كان عمره لحظة اعتقاله (27عامًا) سيعود بعد أربعين عامًا من التغييب والتعذيب والقهر والظلم والحرمان إلى منزله الذي تركه في قرية عارة الواقعة بالمثلث الشمالي في مدينة حيفا، لتستقبله الجماهير الغفيرة التي تنتظره على أحر من الجمر” هل يمكن للاحتلال ان يتحمل ذلك المشهد بانتزاع كريم يونس لحريته، ام سينغص عليه وعلى اسرته ويقتل فرحتهم من خلال الاستجابة لما يسمى بوزير الداخلية الصهيوني المتطرف، أرييه درعي، لسحب الجنسية من الأسيرين كريم وماهر يونس، بحجة إدانتهما بقضايا «إرهابية»، نأمل ان تكتمل فرحة شعبنا الفلسطيني بانتزاع اقدم اسير في العالم كريم يونس لحريته، ونأمل ان يكون لمؤسسات حقوق الانسان دور في حماية كريم من تطرف المحتل الصهيوني، وان يتم فضح نوايا الاحتلال امام المجتمع الدولي، فالحرية حق لكريم يونس واخوانه من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وليس هناك أي قانون في العالم يضيف عقوبة ابعاد على عقوبة سجن بعد ان قضاها الأسير كريم يونس حتى انتزعها بصمود وثبات اذهل الجميع، فان تعيش أربعين عاما في سجون الاحتلال النازية وبين أربعة جدران وتخرج بعد كل هذه المعاناة واقفا على قدميك شامخا معتزا بصمودك الأسطوري في وجه الاحتلال، تعانق الحرية مجددا وتكمل مسيرتك التي انقطعت منذ أربعين عاما مع الحياة، فهذا هو المعنى الحقيقي للانتصار، فالسجن والاعتقال الذي لا يميتني يقويني، ولا زال في العمر بقية للعيش بكرامة وكبرياء، وما بيننا وبين الاحتلال معركة لا زالت قائمة ومستمرة، فالحرب لم تضع اوزارها بعد .. والنصر حليفنا.