تحرر البطل، عميد أسرى فلسطين طوال الأزمان، لن أقول مانديلا فلسطين بل هو يونس فلسطين فقد صَبَر كما صبر يونس بجوف الحوت.
لم يصمد كريم نعم لم يصمد !؟لولا إيمانه المطلق بعدالة قضيته ولولا إرادته الفولاذية التي صبت كقضبان السجن ، دخل يونس السجن وتحرر الآلاف من الأسرى ويونس ما زال سجيناً، سقطت دول ونشأت دول أخرى وكريم يتمشى في ساحة الفورة ، لا يُبالي في نظرات حراسه فلا يوجد شيء يخسره، قدم جل ما عليه ولم يكتفي بسنوات عمره بل دَرَّب وعلم وعبأ أجيال متعاقبه في مدرسته ، أعد جيشاً من الوطنيين ليكملوا ما بدأو به...
القضية ليست دخول السجن؛ القضية ألا تستسلم، والتراجع جريمة بحق الأسير ، مجرد التفكير بالتراجع أو الندم يجعل الأسير كقطعة الحديد التي تصدأ شيئاً فشيء،أغلقت سجون لعدم صلاحيتها أمنياً وإفتتحت سجون ويونس ما زال في بطن الحوت .. على أمل، فدواء الأسير بصيص الضوء الذي يراه نهاية النفق، فكم من أسير حول الألم إلى أمل وسار به نحو الصمود ، تحالفات دولية وإقليمية تغيرت وموقف يونس لم يتبدل ، فلسطين التاريخية التي ناضل من أجلها ، إرتقى زملاؤه أمام عينيه إرتقى راسم ابوحلاوة واسحق مراغة وأخرهم ناصر أبوحميد إرتقوا جميعاً من تحت السماء الثامنة، ويونس ثابتاً كالعسكر، نعى زملائه وأكمل الدرب ، درب الآلام مصلوباً مشبوحاً محملاً بسنواتٍ طويلة لم يتعب وطاقته متجددة ، تقاعد سجانون ومدراء سجون ويونس لم يتقاعد .
ودع رفاق دربه في صفقة أحمد جبريل وفي إفراجات أوسلو وحزب الله وشاليط وإفراجات الرئيس دوماً على أمل الدفعة القادمة، ها هي قدمت يا يونس تلك الساعة، ولكن إسمح لي بأنك لن تنال لقب الأسير المحرر!! لن تناله رغم الأربعون خريفاً، نعم يا يونس أنت لست أسيراً محرراً لأنه وببساطة لم يكلف نفسه حزب أو حركة أو بقايا ثورة لتحريرك، أنت أسير أنهى مدة محكوميته " من الجلده للجلده" لذلك أنت الناقوس الذي قرع الجدران ألف مرة ولم نسمعه، وها أنت يوم إنتهاء مدة سجنك تقرع الخزان على محمد الطوس وإبن عمك ماهر و وليد وخرابيش وبشير الخطيب واحمد ابوجابر ، أيعقل بأن تنسى ثورتنا نصف جيشها خلف القضبان.