خاص: يسعى الغزي، أكرم اليازجي الذي يبلغ من العمر 65 عاماً، إلى الحفاظ على مهنته التي ورثها عن والده وجده في صناعة النول والبسط التقليدية.
يقول اليازجي، إن صناعة البسط اليدوية تعد من المهن التراثية الفلسطينية، ولا زلت متمسكا بها.
وأوضح، أنه يعمل في هذه المهنة منذ 55 عاماً، حيث كان يساعد والده بشكل مستمر، حتى امتهنها وتعلق كامل شغفه بها.
ويرى اليازجي أن التمسك بالمهن القديمة، يعد نوعاً من أنواع التمسك بالتراث الفلسطيني من خلال إحيائه على مدار السنوات والأجيال.
وبين أن الاقبال على شراء البسط اليدوية ازداد خلال العامين الماضيين، على عكس السنوات السابقة التي ضعف بها الطلب.
وذكر، أن الطلب على شراء البسط في قطاع غزة شحيح، لارتفاع أسعارها نسبياً مقارنة بالمشغولات غير اليدوية، بالتزامن مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ولفت إلى ارتفاع سعر المواد المستخدمة في صناعة البسط اليدوية، إلى جانب أن صناعتها تحتاج إلى وقت وجهد، لعدم استخدام ماكينات خارجية تختصر الوقت والجهد.
وأشار اليازجي، إلى تنوع وتعدد الأشكال والأحجام التي يصنعها، لتناسب أذواق الجميع، منوهاً أن الوقت والجهد يختلف من قطعة لأخرى.
ونوه إلى أن بعض البسط تستغرق صناعتها أسبوعا، وأخرى تحتاج إلى ثلاثة أشهر لتصبح جاهزة للعرض.
ويعتبر اليازجي أن صناعة البسط من أنواع الرياضة البدنية، لاعتمادها بشكل أساسي على حركة اليدين والقدمين.
وعبر عن تعلقه الكبير في هذه المهنة "صناعة البسط تقيني من الأمراض، وفي الأيام التي لا أعمل بها أشعر بالتعب والمرض".
وبين اليازجي، أن صناعة البسط تدخل بها الخيوط الطبيعية ونسبة بسيطة من الأكريلك، إلى جانب صوف الغنم الصافي.
وتطرق إلى استخدام صوف الغنم فقط في صناعة البسط قديماً، فيتم تجميعه وغزله تجهيزاً لصباغته وتثبيت الألوان عليه، ليصبح جاهزاً للصناعة.
وأهم مميزات صوف الغنم أنه لا يشتعل حتى وإن هبت به النار، على عكس الخامات الأخرى ذات الجودة المنخفضة، وفقاً لليازجي.
وتبدأ أسعار البسط من 50 شيقلا، وتصل إلى أكثر من 500 شيقل، بحسب الحجم والشغل بداخلها، والخامات المستخدمة.
ويحرص اليازجي على استخدام التقنيات القديمة التي كانت تستخدم في صناعة البسط، مثل الدولاب اليدوي، والماكينة اليدوية التي تعتمد على استخدام القدم.
واستدرك "أكثر المشغولات اليدوية التي أعمل بها يتم تصديرها إلى الضفة الغربية، بسبب كثرة الزائرين الأجانب الذين يقدرون الأعمال التراثية".
وبين اليازجي أن الأعمال اليدوية تتميز بجودتها العالية، وتحديداً البسط لكونها لا تضر بالأشخاص المصابين بأمراض الربو والأمراض التنفسية.
ووفقاً له "أهم ما يميز البسط اليدوية أنها لا تحتفظ بالغبار والتراب، عكس السجاد المصنوع بالماكينات الحديثة، الذي يحتفظ بالغبرة ويعد مضر صحياً".
ويمتاز البساط اليدوي بجماله، وخفة وزنه، حيث يستطيع الأشخاص التحكم به وتنظيفه بسهولة ويسر.
ويطمح اليازجي إلى أن تستمر صناعة البسط التراثية على مدار السنوات والأجيال القادمة، وأن تلقى اهتماماً أكبر في قطاع غزة، لأهميتها المعنوية.