في رحاب الذكرى 32 لاغتيال ثلاثة من أبرز وأهم قيادات العمل الوطني الفلسطيني، في عملية اغتيال في قرطاج بتونس الشقيقة بتاريخ 14/1/1991، على أيدي عملاء "الموساد" الإسرائيلي.
إنهم القادة الذين رسموا بدمائهم الطاهرة محطات ثورية للأجيال القادمة، بكل فخر واعتزاز، إنهم شهداء "فتح" أول الرصاص وأول الحجارة، صلاح خلف "أبو إياد " وهايل عبد الحميد "أبو الهول" وفخري العمري "أبو محمد".
في حضرة الشهداء الموقف يكون وطنياً خالصاً، عبر تجسيد مقولة الشهداء " بالدم نكتب لفلسطين"، التي رسمت دمائهم الطاهرة خارطة حركتنا الرائدة " فتح" نحو الأرض المحتلة فلسطين، لتكتب لنا أمجاداً في سجل الخالدين، للذين ترجلوا بخطى واثقة نحو فجر الحرية والنصر المؤزر المبين.
لا بد أن لا تمر الذكرى 32 على اغتيال القادة الشهداء مرور الكرام، وكأنها ذكرى وطنية يتم الاحتفال بها على هامش السيرة، وتذهب فور انتهائها إلى حال سبيلها، فلهذا يجب أن تكون للذكرى حجمها الوطني والتنظيمي، وأن تكون حافزاً معنوياً للمراجعة مع الذات الوطنية الصادقة والإرادة الفتحاوية الصلبة، وتشخيص الواقع الفلسطيني والتنظيمي بشكل فاعل وناضج، من أجل تصحيح المسار لتحقيق حلم الدولة والاستقلال.
في ذكرى اغتيال مفكر الثورة وأهم منظري الفكر الثوري لحركة "فتح" صلاح خلف، لا بد من حدوث صحوة فتحاوية عامة إصلاحية ديمقراطية، ذات إرادة شبابية، حتى تعييد للحركة عنفوانها ومجدها، ليلتم الشمل الفتحاوي في خندق واحد، من أجل السير بخطى ثابتة على طريق النصر المبين وتحرير الأرض المحتلة فلسطين.
رسالتنا لكافة الفتحاويين الأحرار، أنتم الحافظين لعهد الشهداء ورمز الانتماء والوفاء، وأنتم الواثقين بالانتصار للمستقبل الأفضل والغد الأجمل مهما طال ليل الانتظار، فموعدنا فجر الحرية كما قالها وجسد مفهومها الوطني الشهيد الخالد ياسر عرفات لروحه المناضلة السلام.
يصادف تاريخ ذكرى اغتيال القادة الشهداء، استشهاد البطل رائد الكرمي، صاحب الرد السريع، فإلى روحه المناضلة السكينة والسلام.
عاشت الذكرى، وإلى روح مفكر الثورة وجارنج فلسطين ورفاقه القادة الشهداء أبو الهول والعمري وردة وسلام.