ما تشهده الاراضي الفلسطينية المحتلة من ممارسات قمعية وعدوان شامل تمارسه حكومة الاحتلال ضمن اجندتها المتطرفة وفي ظل اخر التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية والسياسات العنصرية الممنهجة والانتهاكات اليومية التي تمارسها السلطة القائمة بالاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وقيادته بات يعكس سلوكا شاذا سيؤدي الى تفاقم الصراع بإشكاله وتناقضاته المختلفة .
ما تشهده الأرض الفلسطينية من تداعيات خطيرة نتيجة لتفاقم جرائم الاحتلال وإرهاب مستعمريه وخطورة ما ستؤول اليه الأوضاع في ظل زيادة تطرف وعنصرية الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سيما الحكومة الاسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو والعديد من الوزراء المتطرفين وعلى رأسهم وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير .
وإمام ذلك لا بد من تفعيل الجهود الفلسطينية واستمرار التنسيق العربي والدولي والحراك السياسي والدبلوماسي والقانوني في المحافل الدولية كافة لحشد وتعميق الجبهة الدولية الرافضة للاحتلال والاستيطان، وأهمية استمرار وتكثيف العمل مع الاشقاء والأصدقاء لتنفيذ توصيات القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الجزائر، ومواصلة التحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة والعمل على عقد مؤتمر القدس المخصص لدعم مدينة القدس والمقرر عقده في مقر جامعة الدول العربية في الثاني عشر من شباط 2023 تنفيذاً لقرار القمة العربية الأخيرة في الجزائر بهدف حماية ودعم سكان مدينة القدس على المستويات السياسية والاقتصادية والقانونية .
مواصلة الدعم العربي للقضية الفلسطينية يجب ان يستمر كونها تشكل أهمية كبرى وهي بمثابة القضية الفلسطينية المركزية بالنسبة للأشقاء العرب، ولذلك لا بد من الدول العربية الشقيقة تفعيل دورها وموقفها الثابت وجهودها المبذولة في تعزيز الصمود وتحقيق الدعم لأبناء الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومساندته في مساعيه على الصعيد الدولي بما فيها السعي الى إقناع الدول الأوروبية التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية إلى الإسراع باتخاذ هذا القرار الى جانب العمل على تحقيق ما يضمن تنفيذ قرار الجمعية العامة الأخير والذي تضمن الطلب الفلسطيني من محكمة العدل الدولية فتوى قانونية، ورأيا استشاريا حول طبيعة وشكل هذا الاحتلال الاستعماري غير القانوني طويل الأمد .
الدور العربي مهم بهذه المرحلة ولا بد من تفعيل كل الجهود العربية واستمرار التنسيق الفلسطيني العربي المشترك والعمل على استمرار دعم الشعب الفلسطيني في كافة مساعيه وجهوده الدولية بما يضمن تحقيق العدالة الدولية للشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة كامل حقوقه العادلة والمشروعة وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية .
لا يجوز استمرار الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني إلى أجل غير مسمى، ولا تجوز مساومته على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة ولا بد من المجتمع الدولي سرعة التحرك من اجل انجاز حل الدولتين، والتمسك بمبدأ الأرض مقابل السلام، والعمل بكل ثبات لدفع الجهود لعملية السلام وضرورة إرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني للدفع إلى حل عاجل وعادل نحو القضية الفلسطينية .
ويجب ان يتم التحرك العاجل لاسترداد الوحدة الوطنية الفلسطينية والعمق العربي والعمل على أن يكونا جسراً للضغط على الاحتلال ومواجهة حكومتها وسياساتها الفاشية، ولا بد من فصائل العمل الوطني والقوى الاسلامية التحرك من اجل تطوير استراتيجية وطنية وإسلامية شاملة قائمة على مواجهة مخططات الاحتلال من خلال وحدة وطنية تقود إلى شراكة حقيقية وتفعيل تبادل السلطات عبر ممارسة حقيقية للعملية الديمقراطية والمساهمة الفاعلة في انهاء الوضع الفلسطيني القائم حاليا والذي بات يخدم الاحتلال ومشاريع التصفية الاسرائيلية .