أعجبني ما كتبه الأخ صلاح زحيكة في موقع الواتس أب إعلاميون من أجل القدس، وبعنوان زمن بن غوريون وعهد بن غفير.
نعم هناك ثابت بما يتعلق بالقضية الفلسطينية لدى كل الحكومات الإسرائيلية منذ عهد "بن غوريون" وحتى عهد "بن غفير وسموتريتش" ولكن هذا الثابت يختلف من حيث طبيعة التعامل معه فوجود "بن غفير وسموتريتش" يكشفان بوضوح حقيقة الكيان الصهيوني وحقيقة توجهاته مما سيؤدي لمواجهة شاملة ويحرج جماعة التطبيع وجماعة المتمسكين بالاتفاقيات من جانب واحد وأصحاب مقولة الدولتين لشعبين وجماعة دولة المساواة لكل مواطنيها ويكشف أيضا حقيقة مواقف المجتمع الدولي ، في حين الحكومات الصهيونية السابقة كانت تمارس سياسة فرض الأمر الواقع بنعومة واحيانا دون إغضاب للمجتمع الدولي وبالذات البيت الأبيض وتتحدث لفظيا عن السلام، لكن وفي النهاية وبما يتعلق بالشعب الفلسطيني من البحر للنهر هناك دائما سياسة استيطانية واستراتيجية أمنية واحدة...
أما المتغير فهو في الوضع الداخلي للكيان الصهيوني وطبيعة النظام السياسي فيه، فسيطرة اليمين الصهيو قومي الديني والحريدي سيؤدي لبروز التناقضات الداخلية على السطح، وسيؤدي لضرب مفهوم الليبرالية الديمقراطية التي يتغنى فيها الغرب باعتبار الكيان الصهيوني هو الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، لاحظ خوف اليهود الأمريكيين ومقالات توماس فريدمان "باي باي إسرائيل" ومقاله الأخير الذي طالب فيه من إدارة "بايدن" إنقاذ الكيان الصهيوني من نفسه، بل حرضه على أن هذه الحكومة معادية للقيم الأمريكية وستكون معقل غير ليبرالي للتعصب وساحة لصراع أهلي رهيب.
إذا الثابت هو الموقف من الموضوع الفلسطيني، والمتغير طبيعة النظام السياسي، لكن هذا المتغير بالضرورة الموضوعية سيؤثر كثيرا على الثابت ويوجه له ضربات قاتلة وذلك من عدة نواحي:
أولًا: كشف الوجه الحقيقي للاحتلال من حيث كونه ذو طبيعة أبارتهيدية وعنصرية.
ثانيًا: كشف الموقف الحقيقي للكل الصهيوني من الضفة والقدس والمتمثل في التهويد والضم.
ثالثًا: كشف حقيقة النظام السياسي في الكيان الصهيوني الذي ينظر بدونية لفلسطينيي الداخل وتشكيل نظام اللا مساواة لأن الحق الحصري للجغرافيا ما بين النهر والبحر هو لليهود "لا تشمل غزة".
رابعًا: هذا سيؤدي لبروز مواقف لدى بعض الأحزاب الصهيونية تناهض هذا التوجه مما سيؤدي لتغيير مواقفها تجاه الثابت الفلسطيني، فاستمرار الاحتلال والاستيطان أديا إلى سيطرة لليمين الديني المتطرف والذي عكس نفسه بقوة على شكل النظام السياسي الذي لا تقبل به قوى اليمين التقليدي والمركز واليسار "القوى العلمانية".
خامسًا: واضح أن تفاقم التناقض الداخلي سيؤثر على كل شيء، فإما ان تسقط حكومة الأحمقان "بن غفير وسموتريتش"، وإما سنرى هجرة معاكسة من قبل اليهود، وكما قال أحدهم "لن ببقي في هذه البلاد سوى الفقير والضعيف والمتطرف الديني".
سادسًا: كل ما ذكر أعلاه سيؤدي بالضرورة لمواقف من المجتمع الدولي تكسر حاجز الخوف من اللا سامية وسيتحول هذا الكيان ل عبء على الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.
أخيرا،،،
شخصيا أعتقد أنه بسبب طبيعة الوضع الدولي والتوجهات الأمريكية ضد الصين وروسيا وإيران، فإن وجود هكذا حكومة سيؤدي لتطويعها فيما يتعلق بالصراعات القائمة، وسيتم الضغط عليها لتبتعد عن الصين وعن روسيا، وسوف تستغلها في اللحظة التي تريدها أمريكا من جهة، لتوجيه ضربة إلى إيران بهدف تدمير قوتها ومنشآتها النووية وبما يشمل تدمير الخليج والسعودية والذي يرى مصلحته الاقتصادية في التحالف الاستراتيجي مع الصين، مما سيرفع سعر البترول والغاز ويحرم الصين منها، ومن جهة أخرى إضعاف قوى التحالف الممكن بين الصين وروسيا وإيران.
وفي خضم ذلك أرى ان الثابت الفلسطيني يعمل بطريقة تساعد المتغير الصهيوني بشكل غير مباشر، لأن عدم الذهاب لوحدة وطنية شاملة، والاعتماد على الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض، سيؤدي لتعزيز المتغير الصهيوني ويخفف من حدة التدخل الدولي والإقليمي لصالحه، ما حدث ويحدث فرصة للفلسطيني ل يتحلل من قيود الاتفاقيات التي لم تلتزم فيها كل حكومات الكيان الصهيوني ولم تعييرها أي اهتمام، على الرغم من ثمن الاستحقاقات الكلير الذي سيدفعه الشعب الفلسطيني على المدى القريب، لكن على المدى المتوسط والبعيد فإن ذلك سيعيد مكانة القضية الفلسطينية وسيؤدي لمواقف أكثر وضوحا تجاهها خاصة مع تآكل تام لما يعرف باسم دولتين لشعبين.