- هآرتس: مقتل 27 ضابطا وجنديا إسرائيليا في شمال قطاع غزة منذ بدء العملية البرية الأخيرة في جباليا
بعد إقرار المحكمة الصهيونية لأداء قطعان المستوطنين للصلوات الصامتة داخل المسجد الأقصى المبارك, وفي تطور خطير ينم عن نوايا صهيونية مبيته وخبيثة تجاه التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى, اقتحم أمس عشرات المستوطنين، المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الصهيوني, ورفع العشرات من المتطرفين المقتحمين للأقصى العلم «الإسرائيلي» في تحد صريح وفج لكل العالم العربي والاسلامي كما مارس العشرات من المستوطنين طقوسهم الدينية داخل باحات الأقصى ونفذوا ما يسمى «بالسجود الملحمي» بشكل علني وامام الجميع, لان هناك نوايا لفرض سياسة الامر الواقع على الفلسطينيين والعرب والمسلمين, ومثل هذه الممارسات كرفع الاعلام الإسرائيلية و «السجود الملحمي» يعتبرها الاحتلال الصهيوني بمثابة ترمومتر لقياس ردات الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية, واذا ما مرت هذه الطقوس التلمودية مرور الكرام, فمعنى ذلك ان «إسرائيل» تقدم على خطوات فعلية للتقسيم المكاني للأقصى, والتمهيد لإقامة الهيكل المزعوم على انقاضه, وقد حذر خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري من تمادي الاحتلال في خطواته التصعيدية داخل باحات الأقصى, مؤكدا أن الاحتلال يحاول أن يثبت وجوده بالمسجد الأقصى سواءً بمناسبة أو غير مناسبة، مضيفا ان الاحتلال يجسّ النبض باعتداءاته، ويتمادى طالما أن ردة الفعل غير قوية، محملاً الحكومة الصهيونية المسؤولية الكاملة على تداعيات ما يجرى بالمسجد الأقصى, وأضاف: «سكوت العرب والمسلمين على ما يجري في الأقصى غير جائز وغير مقبول، موضحاً أن التنديد والاستنكار لا يأتي بنتيجة، ولا بد من ضغط حقيقي على الاحتلال», لكن على ما يبدو ان ردات الفعل حتى الان مشجعة للاحتلال.
نقطة مرحلية فارقة تفصل بين نوايا «إسرائيل» تجاه الأقصى والشروع بالتقسيم المكاني, وبين الحفاظ على الوضع القائم الآن في الأقصى, فالصهيونية الدينية دخلت في مرحلة تحدٍ ليس للفلسطينيين فحسب, انما للعالم العربي والإسلامي, الامر الذي يتطلب ان تكون مواجهة مخطط الصهيونية الدينية بتنسيق الخطوات الاحتجاجية فلسطينيا وعربيا واسلاميا بحيث يكون لها تأثير مباشر على الحكومة الصهيونية الجديدة الطامحة لتمرير مخطط التقسيم, فاقتحام الأقصى ورفع العلم والسجود الملحمي, يوازي جريمة حرق القرآن الكريم في السويد, ويوازي الرسوم الكاريكاتورية الساخرة بحق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, ويوازي الآيات الشيطانية لسلمان رشدي, واي صمت إزاء هذه الخطوات التصعيدية يعني اننا انتزعنا مفاتيح الأقصى من امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وسلمناها للصهيونية الدينية, وهى خطوة تخاذلية غير مسبوقة, فالعهدة العمرية لا زالت بحوزتنا طالما اننا ندافع عن اقصانا ونحمية بدمائنا واشلائنا, وقد تنتزع منا اذا ما تخلت امتنا الإسلامية عن واجبها تجاه المسجد الأقصى, اننا نخشى ان تتكرر عبارة رئيسة الوزراء الصهيونية المقبورة «غولدا مائير» حين قالت: «عندما حرق الأقصى لم أنم تلك الليلة، واعتقدت أن «إسرائيل» ستسحق, لكن عندما حل الصباح، أدركت أن العرب في سبات عميق», الوزير الصهيوني السابق يوسي بيلين كان قد صرح أن «ما يحصل اليوم من سياسة إسرائيلية جنونية في القدس تذهب باتجاه إشعال الحرم القدسي، وكأننا في سيناريو يستعيد إحراق المسجد الأقصى, الأحداث الجارية اليوم في القدس تعيد إلى الأذهان التنظيم اليهودي الذي تشكل في السبعينيات والثمانينيات، وكان أحد أهدافه هدم كل المباني الإسلامية في الاقصى، لأجل التسريع ببناء هيكل سليمان الثالث» .
المطلوب اليوم مواقف جدية وحقيقية تجبر الاحتلال على ان يفكر ألف مرة قبل ان ينفذ مخططاته داخل المسجد الأقصى، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، أكد أن ما يجري في المسجد الأقصى يمثل عدواناً واسعاً سافراً يكشف بوضوح عن تخطيط حكومة الاحتلال الفاشية لتنفيذ مخططاتها التي هي بمثابة إعلان حرب على القدس وعلى الشعب الفلسطيني بأسره، وأضاف «إننا مقبلون على مواجهة مفتوحة وواسعة في حال لم يقف الجميع عند مسؤولياته ويوقف هذه الحكومة ويضع حداً لنزواتها الفاشية, فمعركة الدفاع عن الأقصى هي معركتنا جميعاً، وفي حال اشتعلت المواجهة، فإنها لن تقتصر على مكان بعينه، وعلى العدو أن يفهم ويعي ذلك جيداً، والشعب الفلسطيني ليس عاجزاً عن الدفاع عن أرضه ومقدساته، وهذا ما أثبتته معركة سيف القدس ووحدة الساحات وصيحة الفجر وغيرها، وهذا ما تؤكده جنين ونابلس والشيخ جراح وأهالي الخان الأحمر الذين يتمترسون في أرضهم وبيوتهم ولن يتركوها تحت وقع التهديدات والإرهاب الذي يمارسه ابن غفير وعصابته الاجرامية, نحن لن نتخلى عن واجباتنا المقدسة للدفاع عن القدس والأقصى، وأن حكومة العصابات لن تنجح في فرض وقائع جديدة على الأرض، وهذا مرتبط بصمود أبناء الشعب الفلسطيني وثباتهم فوق أرضهم وفي منازلهم», ويبدو اننا امام مواجهة جديدة عنوانها المسجد الأقصى, وعندما يتعلق الامر بالقدس والاقصى فالمقاومة مفتوحة ومتشعبة ومتوحدة في كل الساحات, والعواصم العربية والإسلامية لن تكون في منأى عن مواجهة المخططات الصهيونية, وكما دفع المقبور ارئيل شارون ثمن تطرفه وتجرأ على اقتحام الأقصى, سيدفع نتنياهو وزبانيته ايتمار بن غفير, وبتسلئيل سموتريتش والصهيونية الدينية ثمن تطرفهم وجرأتهم على انتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك, فما بعد رفع العلم والسجود الملحمي في الأقصى انتفاضة عارمة بأوجه مختلفة.