- هآرتس: مقتل 27 ضابطا وجنديا إسرائيليا في شمال قطاع غزة منذ بدء العملية البرية الأخيرة في جباليا
سنروي حكاية من الحكايات التي تناغم قوة الذاكرة، التي غيبت النسيان، حاضرة لا تنسى عمالقة الأدب والفكر الفلسطيني، بعد مرور الـ39 عام على رحيل الشاعر والكاتب المسرحي الفلسطيني معين بسيسو نستذكره وكأنه مات أمس رياح الذاكرة تداعب قلمه و أوراقه لتعزف على قيثارة الحب سمفونية عشق الوطن.
لدرجة أن عائلته تفكر في عمل متحف يضم مقتنيات شاعرنا العظيم خلال حياته الأدبية.
قدم بسيسو أكثر من أربعين عملاً أدبياً، وكتب في ظروف قاسية محاكياً عذابات شعبنا الفلسطيني.
قصائد ثـ ـورية وكلمات باقية تداعب مشاعر شعبنا، رحل جسداً وبقيت روحه تحلق في سماء الأدب.
ولد الشاعر معين بسيسو في حي الشجاعية بمدينة غزة في 10-10- 1927، وأنهى دراسته حتى الثانوية العامة في كلية غزة عام 1948، وبدأ بالنشر عام 1946 في مجلة الحرية اليافاوية، والتحق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1948 وتخرج منها عام 1952 من قسم الصحافة، برسالة تحت عنوان “الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى”، وانخرط مبكراً في العمل الوطني، ونشر ديوانه الأول “المـ ـعركة” عام 1952، وقد تعرض للسجن في المعتقلات المصرية بسبب انتسابه للحزب الشيوعي الفلسطيني، وقد سجن مرتين في أواسط الخمسينات، وأوائل الستينيات. تدرج معين في الحزب الشيوعي الفلسطيني حتى وصل إلى منصب الأمين العام.
أصدر معين بسيسو العديد من الكتب بين الشعر والنثر والسيرة والأعمال المسرح وكتب أعمالاً شعرية درامية للتلفزيون
بين المذكرات والمقالاتً والعديد من المؤلفات لا نريد ذكرها لأن اعماله تعج في المكتبات الفلسطينية والعربية.
ترجم أدبه إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، ولغات الجمهوريات السوفياتية؛ أذربيجان، أوزبكية، والإيطالية والإسبانية واليابانية والفيتنامية والفارسية.
حصل على جائزة اللوتس العالمية وكان نائب رئيس تحرير مجلة ” اللوتس ” التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا.
حصل على أعلى وسام فلسطيني (درع الثورة). وكان مسؤول للشؤون الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني.
ومنذ العام 1974، انضم إلى الإعلام الفلسطيني الموحد، ونشر قصائده في مجلة (فلسطين الثـ ـورة)، وأذاعها في اذاعة صوت الثـ ـورة في بيروت، ووزّع قصائده عن طريق وكالة (وفا) للأنباء الفلسطينية، بتشجيع من الشهـ ـيد ماجد أبو شرار (مسؤول الإعلام الفلسطيني الموحد) آنذاك، وظلّ عضو في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين، وكان مقرباً من القيادة السياسية لحركة فتح (ياسر عرفات- أبو إياد- ماجد أبو شرار) بشكل خاص، وكرّمه ياسر عرفات مع محمود درويش، بمنحهما (درع الثـ ـورة للفنون والآداب) في السبعينيات، وظلّ معين، صوت الثـ ـورة الجهوري ضد أعداء الثـ ـورة.
ولكن معين – في كل ما كتب – ظلّ يخاطب التاريخ، فكأنه كان يفكر بالتاريخ عند كتابته لأي مقال أو قصيدة،
ويقول: الماضي عبرة والحاضر لنا والمستقبل حلم نسعى لتحقيقه كما ظلّ معين مرناً في علاقاته الداخلية في الثـ ـورة. تولى رئيس تحرير (مجلة اللوتس)، الناطقة بلسان اتحاد الكتاب آسيا وإفريقيا، بترشيح من الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وكان مقرها بيروت، ثم انتقلت معه إلى تونس، وشارك معين في هيئة تحرير (جريدة المعـ ـركة) في حصار بيروت عام 1982، وغادر بيروت في اليوم الأول للخروج على ظهر سفينة – إلى قبرص، ثم إلى القاهرة، ثم أقام في تونس، حتى وفاته بنوبة قلبية أثناء زيارته الأخيرة للعاصمة البريطانية في 23-1- 1984.
في ذكراه أتمنى من شعبنا الفلسطيني قراءة تجربته لأنها تثري العقل والروح.
رحل الفارس وترك لنا أدبه وفكره الثوري لنكمل بعده المشوار الوطني الفلسطيني.