- وكالة الأنباء اللبنانية: قصف مدفعي إسرائيلي عنيف يستهدف وسط بلدة الرمادية في قضاء صور
ما أن أنهت قوات جيش الفاشية اليهودية، مجزرة مخيم جنين فجر الخميس 26 يناير 2023 بإعدام تسعة فلسطينيين بينهم مسنة، حتى سارع رأس حربة حكومة العدو القومي مقدما التهاني لـ "فرقة الموت"، مفتخرا بتلك الجريمة المضافة لسجل جرائم حرب ترتكبها دولة خارج النص القانوني والإنساني.
جريمة حرب مخيم جنين، لم تكن الأولى، ولن تكون ما دام هناك هذا الكيان قائما دون أن يتم تدفيعه الثمن الذي يفرض تصويبا جذريا فكرا ومواقفا سياسية، ولكن "لحظات الافتخار" لقيادة التحالف الفاشي المستحدث، ونذالة الموقف الأمريكي والبعض "الشقيق" فيما كان من جرم أصاب الفلسطيني بقهر مركب، لم تطول.
ولأن فلسطين لم تصل بعد إلى حد "العقم الثوري" و "الكفاحي" كما أريد لها منذ اغتيال رمزها الخالد أبدا ياسر عرفات نوفمبر 2004، لم تتأخر كثيرا في إعلان فعلها، ليخرج "خيري علقم" من مخيم شعفاط المقدسي منفذا عملية ضد مستوطنين إرهابيين في منطقة النبي يعقوب بالقدس الشرقية المحتلة، عملية يمكن اعتبارها الأكثر قيمة كفاحية منذ عمليات المواجهة الكبرى 2002، عندما انتفض الشعب مدافعا عن مشروعه الوطني وقائده التاريخي أبو عمار، بعدما قادت الطغمة الفاشية بقيادة الإرهابي شارون ووزيره جيشه اليهودي الفارسي شاؤول موفاز، حرب التدمير
"عملية شعفاط الجديدة"، مساء يوم 27 يناير 2023 واصلت من حيث "الاشتقاق البطولي" بالتنفيذ، وما أحدثته أثرا في مسار المواجهة وسيكون، ما كان من الفدائي "عدي التميمي" ابن ذات المخيم المقدسي شعفاط، عندما خرج بمسدسه أيضا ليكسر كل هيبة جيش العدو عبر حاجز يمتلك من "الحصانة الأمنية" ما يرهبون به كل من يفكر عملا.
جاء الفدائي عدي يوم السبت 8 أكتوبر 2022، لينفذ عمله الأول ويترك الأثر الفلسطيني بقتل من قتل وجرح من جرح، وغادر تاركا جيش العدو وأجهزة أمنه يحاولون فك اللغز الفدائي الجديد في سياق عمل لن يتوقف، حتى جاء يوم الأربعاء 19 أكتوبر 2023 ليكون فعل الاستكمال للفدائي عدي باقتحامه مستوطنة "معاليه أدوميم" (رمز الاستيطان الإرهابي الأهم) وترك بصمته على جسد "الإرهابيين اليهود" حراس تلك المستوطنة في القدس الشرقية، وغادر أرض فلسطين ليخلد في ذاكرة شعب فلسطين.
"عملية شعفاط" الجديدة، درس مضاف ليس للعدو القومي من شعب فلسطين في سياق الصراع، بل تنشيط لـ "ذاكرة" البعض الذي راهن أن أهل فلسطين "فقدوا شهية البطولة الكفاحية"، وبنوا حساباتهم السياسية وفقا لمعادلة خارج "الدسم الوطني" فسقطوا كما عدو الشعب القومي، في بئر الغباء العام.
"عملية شعفاط الجديدة"، رسالة خاصة للرسمية الفلسطينية بأن خيار الفعل لا يحتاج كثيرا من وقت البحث في "دهاليز الظلام" لرد العدو الذي استخف بها إلى حد "الخجل الوطني"، ولا تزال تفكر كيف لها أن ترد على ما أصابها من "فعل السخام" السياسي بعد ما قامت به حكومة التحالف الفاشي اليهودي.
"عملية شعفاط الجديدة"، رسالة إلى القوى السياسية في فلسطين، أن "الجعجعة الكلامية" واستبدال الرد بالبحث عن الرد لن تكون طريقا واقيا ولا ستارا لخداع طال أمده، وتعرية لمن حاول ممارسة الخديعة والخداع العام.
"عملية شعفاط الجديدة" ترسيخ للحقيقة أن الصراع مع مشروع العدو القومي التهويدي، ينطلق من أرض القدس والضفة فهي رأس حربة هزيمته ورأس حربة نصر مشروع الشعب الفلسطيني الوطني، ولا استبدال له شكلا وقيمة.
"عملية شعفاط الجديدة"، تأكيد أن "العمل الفدائي" لا يحتاج ترتيبات ولا أنفاق ولا صواريخ لم يعد لها جدوى راهنا، ولا تشكيلات ولا مسميات تبحث "موازنات" تنفيذية غالبها يذهب في مسارب غير مسارب الحقيقة.
"عملية شعفاط الجديدة" بطابعها الانتقامي ردا على جريمة حرب جنين، لكنها ردا طاعنا لـ، "خطة الاستيطان التهويدية الكبرى"، ورسالة أن الفلسطيني لن يكون متفرجا أبدا في تهويد أرضه وحلمه الوطني.
"عملية شعفاط الجديدة"، يوم للتاريخ من تاريخ المواجهة الكبرى لشعب فلسطين.. وترسيم لحدود الفعل الفدائي المنتظر.