- وزارة الصحة اللبنانية: استشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة إسرائيلية على الماري بقضاء حاصبيا
في 15 يوليو 2022 قام الرئيس الأمريكي بزيارة الى مدينة لحم، والتقى مع الرئيس مع محمود عباس، وفي حينه حدد بايدن ملامح الدور الأمريكي الممكن في "إدارة" الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، مستبعدا كليا القدرة على تحقيق إقامة دولة فلسطينية، وأن مطالب الرئيس محمود عباس ربما لو عاد "المسيح" لن يستطيع تحقيقها، وما يمكنه القيام به، إعادة فتح القنصلية في القدس، والعمل على تحسينات اقتصادية ودعم السلطة ماليا.
رغم أنه لم يطبق كلمة واحدة من "وعود" الاستبدال، لكنها كشف أن الإدارة الأمريكية استبدلت الوطني السياسي بإجراءات أخرى، في رسالة أن جوهر الصراع لم يعد كما كان قائم بين دولة تحتل شعب وأرض، بل كيفية خلق السبل لـ "تعايش" سكاني ضمن واقع تفرضه دولة الكيان، على الطريقة الاستعمارية البريطانية القديمة (محمية فلسطينية) تحت الرعاية الإسرائيلية.
في 31 يناير 2023 يصل وزير خارجية الإدارة الأمريكية أنتوني بلينكن (يهودي الديانة والفكر السياسي)، الى مقر الرئيس محمود عباس في رام الله، واستباقا ربما بات من الضرورة أن تقوم "الرسمية الفلسطينية" بعرض سلسلة من الأسئلة "الساذجة"، لكنها ضرورية على القادم من واشنطن، قد تختصر كثيرا من الوقت.
الأسئلة مستندة الى الوقائع التالية:
*عام 1967 قامت أمريكا بالتصويت لصالح قرار مجلس الأمن 242، الذي دعا الى سحب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية المحتلة..ومنها الضفة والقدس وقطاع غزة...هل لا زالت أمريكا تعترف بذلك القرار..اي أن أرض فلسطين (وفق التسمية القانونية في الأمم المتحدة) أرض محتلة..أم أرض "مدارة" كما تراها الفاشية اليهودية المعاصرة بكل طوائفها.
*مسلسل قرارات حول مدينة القدس بدأت بقرار 252، وجميعها تؤكد عدم حق إسرائيل القيام بأي إجراءات لتغيير الوضع القائم، وهي إجراءات باطلة...وما تلاها لاحقا من قرارات أكدت ذلك المضمون.
*وافقت أمريكا على قرارات مجلس الأمن الرافضة للاستيطان من قرار 446 عام 1979 حتى أخرها قرار رقم 2334 عام 2016، والذي أكد ما كان سابق (يدين بناء المستوطنات، وتوسيعها؛ ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل، وتشريد المدنيين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية). وافقت عليه 14 دولة في مجلس الأمن وامتنعت أمريكا عن التصويت لكنها لم تستخدم حق الفيتو لعرقلته.
*عام 1990 دعت أمريكا الى عقد مؤتمر مدريد من أجل التوصل الى سلام عام في المنطقة، يبحث عن انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة.
*في شهر أغسطس عام 1993، تم توقيع اتفاق "إعلان المبادئ" مبدئيا في مدينة أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل، أدى الى توقيع اتفاق "الاعتراف المتبادل" بينهما، وحتى ساعته لم تعلن دولة الكيان رسميا الغاء ذلك.
* في سبتمبر عام 1993، تم التوقيع الرسمي على اتفاق "إعلان المبادئ" بين منظمة التحرير بصفتها ممثل الشعب الفلسطيني وإسرائيل في حديقة البيت الأبيض، بمشاركة أمريكية وتوقيعها كشاهد مع روسيا على الوثيقة "التاريخية".
*في سبتمبر 1995 تم توقيع الاتفاق الانتقالي في البيت الأبيض.
ولاحقا، بدأت أمريكا في حوار مع منظمة التحرير وفتح مكتب لها في واشنطن بصفتها، وحدثت لقاءات تفاوضية أبرزها في واي ريفر 1998، ثم كمب ديفيد 2000، وبمشاركة رسمية من منظمة التحرير.
*يونيو 2002 تقدم الرئيس الأمريكي بوش الابن بمبادرته المعروفة بـ "حل الدولتين"، وبعيدا عما بها من ضلال سياسي، وأكدت مختلف الإدارات تمسكها بذلك، بما فيها الإدارة الراهنة..ما هو مفهوم "الدولتين"..هل هناك دولة فلسطينية أم دولة مجهولة...وما هي حدودها وطبيعتها.
*عام 2012 قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين كعضو مراقب رقم 194، بحدودها المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس المحتلة.
* ديسمبر عام 2022 صوت الأمم المتحدة الى جانب قرار الذهاب الى العدل الدولية لتوضيح "ماهية الاحتلال".
مما سبق، هل لا زالت أمريكا تعترف بما أقرته سابقا، أم أنها تخلت عنه لصالح رؤية "الحل الإسرائيلي" بمصادرة أرض فلسطين.
هل ترى أمريكا أن هناك احتلال..ولو كان ذلك هل من حق أي شعب تحت الاحتلال مقاومة القوة القائمة بالاحتلال.
لعل الأسئلة المستنبطة من ذلك تكون أكثر قيمة لتحديد مسار النقاش مع وزير أمريكي لا يجهل "الحقيقة السياسية" لكنها يتجاهلها.
وقبل نهاية لقاء الوزير الأمريكي ليت الرئيس عباس يقوم بتسليمه "وثيقة" حول "الإرهاب اليهودي" في الضفة والقدس..مسميات وأفعال، وما يعرف راهنا بـ مجزرة هدم المنازل".
ومن باب "الشيء بالشيء يذكر"، سيكون مفيدا استخدام وثيقة المؤرخين اليهود التي حددت أن حكومة نتنياهو هي "خطر على وجود إسرائيل" ..وليس الشعب الفلسطيني.