- وزارة الصحة اللبنانية: استشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة إسرائيلية على الماري بقضاء حاصبيا
كانت البداية بعملية إطلاق نار استهدفت مطعما في مدينة اريحا يرتاده إسرائيليون، وتقع مدينة أريحا في وسط فلسطين بالقرب من حدودها مع المملكة الأردنيّة من الجانب الغربي للبحر الميت ونهر الأردن، وتعتبر المنفذ الرئيسيّ والوحيد لأهالي فلسطين في الضفة الغربيّة والأراضي المحتلّة إلى العالم؛ نظراً لاحتوائها على المعبر المؤدّي من أريحا إلى الأراضي الأردنيّة, اريحا امتدت لها اذرع الثورة, رغم ان الاحتلال الصهيوني كان يصنفها من المدن الهادئة والمستأنسة, لكن مجزرة جنين البشعة وممارسات الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني والعملية النوعية للشهيد البطل خيري علقم التي أدت لقتل سبعة إسرائيليين, إضافة الى ممارسات الاحتلال الصهيوني والسلطة في سجن غوانتنامو اريحا ضد المعتقلين الفلسطينيين السياسيين, وممارسة كل اشكال التعذيب والقهر بحقهم, دفع أهالي اريحا للدفاع عن انفسهم وعن شعبهم الفلسطيني, فهم جزء اصيل من هذا الشعب الذي يتعرض للظلم والقهر, وتنتهك حرمة مقدساته على يد الحكومة النازية الصهيونية ليل نهار, فاعلنوا عن ثورتهم ضد الاحتلال الصهيوني, وفي بيان منسوب لكتائب القسام – كتيبة مخيم عقبة جبر جاء فيه «قَٰتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍۢ مُّؤْمِنِينَ» وما رميت إذا رميت ولكن الله رمى، باسم الله وعلى بركة الله، تعلن كتائب القسام- كتيبة مخيم عقبة جبر عن انطلاقتها المباركة بعمل جهادي مبارك مضيفة, إننا في كتائب القسام - كتيبة مخيم عقبة جبر، ونحن نعلن عن انطلاقة عملنا الجهادي المبارك لنؤكد ونعاهد الله تعالى، أن نصون دماء الشهداء الأبطال، وأن نستمر على درب الجهاد والمقاومة، وإن كتائب القسام المظفرة ستبقى تقف لهذا الاحتلال بالمرصاد, وبالتأكيد كل فصائل المقاومة سيكون لها حضور في الميدان.
قوات الاحتلال الصهيوني تفرض منذ عشرة أيام حصارًا على مدينة أريحا عبر إغلاق مداخلها الرئيسية والفرعية كافة, وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مخيم «عقبة جبر» جنوبي أريحا، واعتقلت 15 مواطنًا وأصابت 13 آخرين، وسط اشتباكات مسلحة هي الأولى من نوعها, حيث فوجيء الاحتلال بمقاومة عنيفة وعبوات ناسفة مزروعة على جانبي الطريق, وحالة تلاحم كبيرة بين أهالي مخيم عقبة جبر والمقاومة داخل المخيم, حيث فرضت قوات الاحتلال حصارًا على أحد المنازل في المخيم، ودارت مواجهات شعبية واشتباكات مسلحة، حالت دون اعتقال قوات الاحتلال مقاومين فلسطينيين, وسمع دوي انفجارات عنيفة في المخيم، وشوهدت أعمدة من الدخان تتصاعد, وقالت صحيفة «معاريف» العبرية إن جيش الاحتلال فشل في اعتقال المشتبه بتنفيذهم عملية إطلاق النار باتجاه مطعم للمستوطنين قرب المدينة قبل أكثر من أسبوع, ما يعني ان الاحتلال كان يظن انه سيقتحم مخيم عقبة جبر بسهولة ويسر لكنه فوجيء بمقاومة عنيفة, وقدرة على الصمود في وجه جنود الاحتلال الذين استخدموا كل اشكال القوة واطلقوا الرصاص وقنابل الغاز بكثافة تجاه سكان المخيم, وفاجأهم مشهد التلاحم بين المقاومة وأهالي المخيم والذي توج في النهاية بفشل الجيش في اعتقال المقاومين, فقرر الجنود المجرمون القتلة محاصرة المخيم من خارجه, ومنع الدخول او الخروج منه حتى يقع تحت الحصار, وبدلا من دفاع السلطة عن المخيم وجدنا محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل يقول خلال حوار مع قناة «الجزيرة مباشر» أنه لا يوجد لدينا أي قرارات أو إجراءات من أجل التصدي للاحتلال, وانه لمّا يكون عنا تعليمات بالتصدي للاحتلال ما عنا مشكلة, وحتى لو لم يكن لدينا مقدرة؛ فأضعف الإيمان أن نسب عليهم».
انه استخفاف يدل على حالة الضعف والذل والهوان التي تعيشها السلطة والتي لا ترضي شعبنا الذي يرفض ان يدخل في عباءة «السلام» البالية والتي عفا عليها الزمن وتنصل منها الاحتلال, ولم يعد للسلام معنى الا الاستسلام والقبول بسياسة الامر الواقع, اما رئيس الوزراء الفلسطيني المستأنس محمد اشتية, فقد ادان في بيان له الحصار الإسرائيلي المفروض على اريحا وما تسبب فيه من عرقلة لحياة السكان, ومضاعفة معاناتهم, دون ان يشير بكلمة واحدة الى الاحتلال وجرائمه اثناء اقتحام مخيم عقبة جبر, وقد انتقد ناشط سياسي من المخيم دور قيادة السلطة في رام الله تجاه تعزيز صمود المواطنين وتقديم اللوازم اللازمة للعيش حياة كريمة. اما عضو اللجنة الشعبية في مخيم “عقبة جبر”، كمال سعيد، فأوضح أن سكان المخيم يعانون تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية كبقية المخيمات الفلسطينية، مشددًا على أن “الاحتلال يسعى لهدم معنويات وعزيمة الشباب الفلسطيني عبر تكثيف الاقتحامات والمداهمات للمخيم، ولكن ذلك لم يحصل”. وبيّن أن المخيم حظي بتاريخ نضالي طويل على مدار السنوات الطويلة الماضية مثل المخيمات الأخرى، وقدم العديد من الشهداء والجرحى والأسرى الذين لا يزال عدد منهم في سجون الاحتلال، لكن أهالي المخيم باتوا منعزلين عن المثبطين والمستسلمين والفشلة، الذين لا يعبرون عن إرادة أهالي المخيم، بل ويساهمون في تشديد المعاناة, وإخضاع الناس ومحاولة كسر ارادتهم, لكن في اريحا «المستأنسة» كما يصفها الاحتلال الصهيوني, هبت رياح الثورة ولن يستطيع احد كائنا من كان ان يقف في وجه الرياح, فأريحا أصبحت واحة من واحات الثورة في وجه الاحتلال, وهى جزء من معركة وحدة الساحات التي تمتد وتتسع لتشمل كل ربوع الوطن, فالثورة تنبت في الأرض الطيبة.