في الكوارث الطبيعية يتوحد البشر صفا واحدا للحفاظ على بقاء الجنس البشري ودرء خطر الفناء. ولكن الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة لم يوقف عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني، ولم يمنع النظام العنصري من استكمال مخططات الابارتهايد وجدار الفصل والحدود الاستعمارية التي لا تعترف بها الطبيعة.
في كلمته خلال افتتاح الجلسة الحكومية الأخيرة قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية كلاما خطيرا جدا جدا.
قال: ان وقوع أي زلزال في بلادنا سوف يضع مكانين خطيرين في دائرة الاهتمام العالمي (المسجد الأقصى – ومفاعل ديمونا) وهو كلام دقيق وحقيقي وينم عن متابعة دقيقة.
وباختصار نقول ان الحفريات التي نفذتها سلطات الاحتلال العنصري طوال السنوات الماضية جعلت المسجد الأقصى معلقا في الهواء، وان الحفريات افرغت تحته تماما، وفي حال وقع زلزال في القدس فان نظام الابارتهايد الإسرائيلي يتحمل كامل المسؤولية عما يجري للمسجد الأقصى.
اما مفاعل ديمونا الذري، فهو مفاعل قديم أسسته فرنسا واعطته لإسرائيل عام 1952، وفي حال مرّ الزلزال في صحراء النقب فان خطر تسريب الاشعاعات النووية والذرية سيشكل خطرا على جميع دول المنطقة من مصر وسيناء وغزة ومدن بير السبع وعسقلان والخليل وحتى سوريا ولبنان.
وبالتالي فان فرنسا وإسرائيل تتحملان مسؤولية ما سيحدث، وان اية كارثة هناك ستكون في رقبة فرنسا جنبا الى جنب مع سلطات الاحتلال.
امر ثالث وهو البحر الميت او البحر المقتول. وسلطات الاحتلال (وشركات من كندا) هي المسؤولة عن جفاف البحر الميت لأنها قامت بتحويل مياه نهر الأردن الى بحيرة طبريا لتغذية المستوطنات. وبعد ان تسبب الاحتلال فترة رئيس وزرائهم "ليفي اشكول" بتجفيف بحيرة طبريا وقتلها، ودمرت عملية تجفيف بحيرة الحولة توازن الطبيعة والطيور المهاجرة في كل المنطقة، ودمرت الحياة البرية للحيوانات وتنقلها من خلال جدار الفصل العنصري. وبينما يجمع العلماء ان منطقة البحر الميت هي منطقة الجرف القاري التي تخضع لحزام الزلازل، لا تزال إسرائيل تعاند العلماء في العالم، وتدعي منذ 25 عاما ان لديها حلول لجفاف البحر الميت من خلال قنوات (مواسير) تربط البحر الأحمر الذي يبعد 775 كم بالبحر الميت. وبعد انكشاف زيف كذبها باتت تتحدث الان عن قناة بن غوريون المنافسة لقناة السويس.
بالمناسبة أطلق الصهاينة اسم مطار بن غوريون على مطار اللد رغم ان بن غوريون هاجر الى فلسطين بالسفينة، والان يطلقون اسم بن غوريون على القناة المزمعة لمنافسة قناة السويس. وبن غوريون مقاتل مجرم عنصري وفاشل اعتدى على الطبيعة في فلسطين والأردن والبحر الأحمر وتسبب بخراب أكثر من خراب الزلازل.
نصلي لله ان لا يحدث أي مكروه لأي انسان. وندعو بالسلامة لجميع الشعوب. ولكن طائفة الاحتلال العنصرية هي التي سوف تتحمل ما سوف يحدث ان وقع اي مكروه. وحينها ستدرك سلطات الاحتلال ان الزلزال سيكون اهون مشاكلها ان لحق ضرر بالمسجد الأقصى، او بمفاعل ديمونا الذي لا يخضع لأية رقابة عالمية ولا اية معايير سلامة دولية.