اليوم الاحد 17 نوفمبر 2024م
عاجل
  • شهيد ومصابون بنيران مسيرة إسرائيلية على مواطنين في جباليا النزلة شمالي قطاع غزة
شهيد ومصابون بنيران مسيرة إسرائيلية على مواطنين في جباليا النزلة شمالي قطاع غزةالكوفية جيش الاحتلال يزعم البدء بإزالة المظاهر العسكرية على الحدود مع لبنانالكوفية الأردن يدين قصف غزة وبيت لاهيا ويعتبره خرقا فاضحا للقانون الدوليالكوفية الدفاع المدني ينبه لاحتياطات بسبب التغير في حالة الطقسالكوفية الاحتلال يواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ 408الكوفية 50 شهيداً بمنزل ... 75 شهيداً في 3 مجازر بشمال ووسط القطاعالكوفية الإعلامي الحكومي: 96 شهيدًا بمجازر وحشية بغزة منذ فجر اليومالكوفية 20 شهيدا.. الاحتلال يرتكب 3 مجازر في مدينتي غزة وخانيونس الكوفية جيش الاحتلال يطالب بإخلاء 15 بلدة في الجنوب اللبنانيالكوفية صفارات الإنذار تدوي في ناحال عوز بغلاف غزةالكوفية 50 شهيدا في مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في سوق مشروع بيت لاهياالكوفية مقتل جندي إسرائيلي من "غولاني" جنوب لبنانالكوفية 18 عملية لـ "حزب الله" منذ صباح اليومالكوفية فرنسا تستأنف ضد قرار مشاركة الاحتلال بمعارض الأسلحةالكوفية معاقبة قادة إسرائيليين.. حالة ترقب في الكونجرس الأميركيالكوفية هذا ما يجب أن يفعله الفلسطينيون لمواجهة أخطر مشروع إسرائيلي يوصف بـ "الكارثي"الكوفية بسطات الكتب في غزة.. ثقافة بالثمن المتاحالكوفية قصف إسرائيلي مكثف يستهدف جميع مناطق قطاع غزةالكوفية خان يونس تتعرض لقصف جنوني.. مراسل الكوفية يكشف تفاصيل خطيرةالكوفية 19 أسيرا من الضفة والداخل استشهدوا بسجون الاحتلالالكوفية

موقع المقاومة المسلحة في استراتيجية النضال‎‎

09:09 - 15 فبراير - 2023
 هاني المصري
الكوفية:

وصل عدد الشهداء منذ مطلع العام وحتى صباح يوم أمس 48 شهيدًا، 4 ارتقوا برصاص المستوطنين، والباقي برصاص جنود الاحتلال، ومن بينهم 10 أطفال وسيدة مسنة وأسير في سجون الاحتلال. في المقابل، قتل 12 إسرائيليًا في عمليات عدة، أبرزها العملية التي قام بها الشهيد خيري علقم، التي خلفت 7 قتلى من المستوطنين.

غزة على خط النار ... عاجلًا أم آجلًا

بداية عام ساخنة جدًا، زكت الحديث عن التصعيد المستمر منذ العام الماضي والمتوقع تصاعده هذا العام، خصوصًا في شهر رمضان، لا سيما الفترة التي يتقاطع فيها مع عيد الفصح اليهودي. وشهدنا خلال المدة نفسها إطلاق أكثر من 23 صاروخًا من قطاع غزة، ردت عليها قوات الاحتلال بقصف مواقع فلسطينية، وسط تكاثر الحديث عن تزايد احتمال حدوث مواجهة عسكرية بين قوات الاحتلال والمقاومة في قطاع غزة. فمن جهة لا يمكن أن تبقى المقاومة في القطاع مكتوفة اليدين إلى الأبد - على الرغم من وجاهة "الصبر الاستراتيجي" - وقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين يعيثون قتلًا وتهويدًا واستيطانًا في الضفة، وتحديدًا في مدينة القدس، ونابلس، وجنين، التي قدمت النصيب الأوفر من الشهداء، في محاولة من الاحتلال لكسر إرادتها، ومنع تعميم النموذج الذي تقدمه على بقية المناطق الفلسطينية.

من المسلم به أن مقاومة الاحتلال، بما فيها المقاومة المسلحة، حق مقر في القانون الدولي والمواثيق الدينية والدنيوية، وأن الشعب الفلسطيني رفع راية المقاومة المسلحة منذ بدء المشروع الصهيوني بتنفيذ أهدافه، كما رفعت الثورة الفلسطينية، وحركة فتح تحديدًا، راية الكفاح المسلح، واعتبرتها مقدسة "هويتي بندقيتي"، وأن الكفاح المسلح كان رافعة النهوض الوطني، لدرجة اعتبرته فصائل الثورة في البداية الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، ثم اعتبر شكل النضال الرئيسي، وكذلك حذت حركتا حماس والجهاد الإسلامي حذو فصائل الثورة في تبني الجهاد.

الكفاح المسلح في الصدارة

على الرغم من التزام القيادة الفلسطينية في اتفاق أوسلو بوقف المقاومة المسلحة وإدانتها، والتزمت بتصفية بنيتها التحتية، فإن أفراد أجهزة الأمن الفلسطينية خاضت معركة النفق "جبل أبو غنيم" بعيد تأسيس السلطة في العام 1996، ثم فجر الزعيم ياسر عرفات الانتفاضة الثانية بعد فشل قمة كامب ديفيد في العام 2000، وردًا على زيارة أرئيل شارون الاستفزازية إلى المسجد الأقصى، وفي مبادرة للخروج من قفص أوسلو، ولو عن طريق تحسين شروط المفاوضات. كما ساهم في اندلاعها شن العدوان العسكري و"عملية السور الواقي" لكسر إرادة المقاومة لدى الفلسطينيين، ولتأديب القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها أبو عمار، التي رفضت "العرض السخي" الذي قدمه أيهود باراك في قمة كامب ديفيد، الذي هو ليس سخيًا، وإنما محاولة للتصفية لا أكثر.

في مختلف المراحل، كان الكفاح المسلح يحوز على تأييد واسع، وفي معظم المراحل، يحظى بتأييد أغلبية كبيرة، لدرجة لم يتمكن تنظيم فلسطيني على أن يحتل مكانة بارزة وقيادية إن لم يتبن الكفاح المسلح، وأكبر مثالين "فتح" و"حماس".

إن موقع الكفاح المسلح في التاريخ الفلسطيني مستمد من طبيعة الصراع وخصائصه وجذريته، فلا يستطيع طرف أن يحدد وحده، خصوصًا الطرف الضعيف والضحية، أشكال النضال، فهي تفرض نفسها عليه فرضًا، فالحركة الصهيونية متطرفة وعنصرية ولم ولن تقبل أي تسوية، وتهدف من استعمارها الاستيطاني والفصل العنصري واحتلال فلسطين ليس الحصول على مواردها واستغلال الأيدي العاملة وموقعها الاستراتيجي فقط، شأنها شأن أي استعمار آخر، وإنما تستهدف أساسًا محو هوية الشعب الفلسطيني، وحتى وجوده إن أمكن، وعدم الاعتراف بحقوقه، حتى في حدها الأدنى المقرة في القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، لذلك لجأت العصابات الصهيونية قبل تأسيس الكيان الإسرائيلي والحكومات الإسرائيلية بعد تأسيسه إلى كل أنواع الجرائم والمجازر والتهجير والتهويد والضم والفصل العنصري، فلجوء الشعب الفلسطيني إلى المقاومة المسلحة خيار إجباري، تعزز مع فشل كل المحاولات التي سعت إلى التوصل إلى حل أو تسوية منذ بدء الصراع وحتى الآن.

وأظهرت الحكومة الكهانية القائمة، برئاسة نتنياهو، إسرائيل على حقيقتها البشعة، من خلال برنامجها الذي ترمي من خلاله إلى حسم الصراع، وفرض الحل الإسرائيلي، والنجاح في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه الحكومات السابقة بإقامة "إسرائيل الكبرى" على كامل مساحة فلسطين، عبر تشريد أعداد جديدة من الفلسطينيين، وحصر من تبقى في معازل آهلة بالسكان، ومنفصلة عن بعضها البعض، وتحت السيادة الإسرائيلية.

أيهما أجدى: المقاومة المسلحة، أم السلمية؟

في هذا السياق، إنّ الجدال حول أشكال النضال، وأيها الأجدى والشرعي الذي بدأ وتصاعد بعد الشروع في المفاوضات والسعي إلى التوصل إلى تسوية، لم يعد ذا صلة؛ لأن الكفاح المسلح غدا منذ زمن بعيد، وبعد تصاعد العدوان وارتكاب كل أنواع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والمحتل، ليس شكلًا للتحرير فقط، وإنما شكل من أشكال الدفاع عن النفس، فقد نفذت الحكومات الإسرائيلية منذ بداية العام الماضي، وتواصل حتى الآن عمليات "جز العشب" "وكاسر الأمواج" "وطنجرة الضغط"، التي تشمل الاقتحامات والاغتيالات والاعتقالات والعقوبات الجماعية وهدم المنازل وسحب الهوية والجنسية، في محاولة لكسر إرادة الجيل الفلسطيني الجديد على المقاومة التي تتخذ شكل المقاومة الفردية، فهذه العلميات الاحتلالية

هي مصدر التصعيد، ومعظم أعمال المقاومة المسلحة تكون ردًا عليها.

لقد ارتقى خلال العام الماضي 225 شهيدًا، معظمهم في الضفة الغربية، مقابل سقوط 31 قتيلًا إسرائيليًا، كما ارتقى منذ العام 2005 وحتى الآن أكثر من 7 آلاف شهيد، معظمهم في قطاع غزة، من أصل 100 ألف شهيد ارتقوا منذ بدء الصراع وفق أرقام أوردها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في مقابل 25 ألف قتيل إسرائيلي، بمن فيهم قتلى الحروب العربية الإسرائيلية، والذين سقطوا في لبنان قبل وبعد الغزو الإسرائيلي له، وحتى تحريره على أيدي المقاومة اللبناني، منهم 340 قتيلًا إسرائيليًا خلال المدة المذكورة.

هناك وجهة نظر ترى أن المقاومة المسلحة، سواء إذا كانت حقًا أو ليست كذلك، ليس من الحكمة أن تكون في موقع الصدارة، ولا من الأشكال الرئيسية؛ لأن إسرائيل متفوقة عسكريًا، والمقاومة المسلحة تمكنها من خلط الإرهاب بالمقاومة المشروعة، ومن استخدام عناصر تفوقها لإلحاق أكبر عدد ممكن من الشهداء والخسائر في صفوف الفلسطينيين، بل يذهب بعض أنصار وجهة النظر هذه إلى حد تحميل المقاومة قسطًا من المسؤولية عن عدم تحقيق الأهداف الفلسطينية، حتى على مستوى إقامة دولة فلسطينية على 22% من مساحة فلسطين، وهذا غير صحيح، فما قام به الشعب الفلسطيني وقواه رد فعل على الاحتلال، وكانت هناك أخطاء كبيرة وصغيرة، ولكن يجب رؤيتها ضمن هذا السياق.

وتعود إلى الواجهة، الآن بعد سير إسرائيل المستمر نحو التطرف والمزيد من العدوان من دون أي أفق سياسي، الآراء التي تتبنى أن المقاومة المسلحة هي الأسلوب الرئيسي، بل حتى الوحيد للتحرير، خصوصًا بعد أن أصبحت تعليمات استخدام الرصاص للقتل سهلة (ارجعوا إلى تصريحات نفتالي بينيت رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق الأخيرة بهذا الشأن)، التي وصلت إلى حد يسمح بإطلاق النار لكل جندي يتعرض لتهديد أو يعتقد أنه يتعرض لتهديد، ولو من قبيل إلقاء الحجارة. وهذا فيما يتعلق بالجنود، فما بالك بقطعان المستوطنين المتعطشين للدماء الفلسطينية، الذين بات إيمان عدد كبير منهم ومتزايد بأن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت، وأن الفلسطيني بحد ذاته هدف للقتل؛ لأنه يهدد بقاء الدولة اليهودية، ومشروع محتمل للتحول إلى "إرهابي".

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق