ظلينا نحط بالخٌرج حتى انتفخ الخرج وشارف على التمزق ولم يعد بالخرج مساحة لتحمل مزيدا من الحشو لمعاناتنا ومشاكلنا المتفاقمة، ولا شيء قادر على وقف الكارثة الفلسطينية حتى الآن، بل أصبحت كل معاناة أو مشكلة تتفرع لمشاكل وتحديات عدة تكبر مع مرور الوقت دون ضوء في آخر النفق، واطراد في التحديات.
من ينقذنا؟ وكيف ينقذ الحالة الفلسطينية مما هي عليه بعد كل هذا العذاب؟
كان السياسيون اول المبادرين لطرح الحلول ووضع الخطط ونقلها للفعل فأصبح السياسيون أول الهاربين من مسؤولياتهم بعد ان تغيرت مفاهيمهم ومصالحهم وانتماءاتهم وتحالفاتهم الخارجية والداخلية ومصادر المال السياسي والنتيجة انحرفت البوصلة عن فلسطين لمشاريع خارجية ومصالح شخصية وحزبية فئوية وجهوية لتكبير الذات والثراء وكسب المال الأسود.
تغير زمن الثوار والمجاهدين وتغيرت أحوال الناس بفعل طول مدة الصراع وتعقيد الوضع بالتدخلات والتداخلات الخارجية فتعمقت المعاناة دون حلول، وكل مرحلة تضيف أخطاءها للمرحلة التي تليها، وتعددت مراحل نكساتنا فأصبح الحمل ثقيلا.
في بدء الانقسام انكب الناس على وجوههم لا يدرون ماذا يفعلون، مشتتين بين ولاءات الحاجة الماسة للبقاء أحياء دون فقدان الكرامة، لكن الكرامة قد ديست حين لم يجد الناس مقومات الحياة من علاج مريض أو استحقاق رسوم جامعية أو ندرة فرص عمل، وتعمقت الخلافات البينية في مجتمعنا حتى ضربت الجذور وعمت الفرقة والكراهية وضاق الأفق وتمزق النسيج وصار الطط ثوب المجتمع مرقعا بفعل الخلل السياسي والاقتصادي فتقدم المشروع الصهيوني وازداد صلفا وبشاعة ونحن مازلنا نترقب خلف باب المصالحة ننتظر من يفهم منهم أن ما فعلوه كان كارثة.
القاعدة كانت تقول إن الزمن يتغير ويتغير الحكام والقادة الفاشلين المتسببين في الكارثة، وتغير الزمن ولكن لم يتغير القادة والحكام، فما بال القادة والحكام لا يتغيرون؟
الحكام والقادة أفشلوا كل النظريات بظلمهم وبطشهم بالشعب والقضية، وفشل حتى القانون الطبيعي أن يحل المشكلة، أي فشل قانون القوة أي قانون الغاب، فماذا تبقى من حلول؟
هل ينتحر الشعب الفلسطيني؟ هل يرحل؟ هل يرفع الراية البيضاء؟ وها هم مستمرون في المقامرة والمغامرة؟ وحتى المغامرة تحتاج قادة جدد، فلماذا لا يرحل هؤلاء القادة الذين فشلوا في نقل شعبنا أية خطوة للأمام؟
أليس هذا هو الانتحار بعينه؟ أليست هذه هي الكارثة بعينها؟
الشعوب قد تستطيع الثورة والانتصار على حاكم أو ظالم واحد، فكيف سينتصر شعبنا الفلسطيني على ثلاثة حكام طغاة ظالمين، عباس وحماس والاحتلال؟
الحالة الإجرامية الني اقترفها المنقسمون لازالت حاضرة بشخوصها يلعبون لعبة الكراسي الموسيقية يكذبون على الناس بوعود المصالحة دون ان يذهبوا للمحاكمة ؟؟
المصالحة هي من ينقذ حالنا وقد تحدث لو غاب هؤلاء عن المشهد أو قدموا لمحاكمة على جريمتهم، أما وقد بقوا في مواقع الحكم والقوة واذلال الشعب والتحكم في رقاب الناس بالحديد والنار فكيف سنحمي قضيتنا؟ وكيف سينهض شعبنا؟!!
مسكين يا شعبنا تحكمك عصابات فاشلة مجرمة باسم الوطن والدين.