طلال الشريف
في ظهور جديد خلال حوار مع الإعلامية الأشهر جيزيل خوري على سكاي نيوز عربية انتظره الجمهور منذ وقت تحدث دحلان بسلاسة وحضور يظهر أنه مازال واثقاً بشعبه وقدرته على النصر في نهاية الطريق قائلا:
مادام هناك احتلال سيواصل الشعب الفلسطيني حراكه ونضاله من أجل الخلاص من الاحتلال.
وأعاد دحلان التأكيد على فكرة الدولة الواحدة ولكن هذه المرة بأن ما يهرب منه نتنياهو وكل الحكومات السابقة من حل الدولة الواحدة بعد تدمير إمكانية حل الدولتين التي درج الجميع على التعويل عليها كشعار دون تنفيذ وخاصة الأمريكان والأوروبيين، واستمرار حلم السلطة ورئيسها والقيادة الفلسطينية بإمكانية تحقيقها بعد أن قضى الاحتلال على الإمكانية الجغرافية بمصادرة الأراضي الممكن إقامة الدولة الفلسطينية عليها، وسياسيا كذلك قضى الاحتلال على إمكانية مأسستها بمنع إجراء الانتخابات لاختيار قيادتها ومجالسها التمثيلية / التشريعي كنواة للدولة، وكذلك سلب ممكنات اقامة الدولة من طاقة ومياه وتواصل شعبنا جغرافيا وديمغرافيا بالفصل بين محافظاتها الشمالية والجنوبية، وأيضا بمنع وسائل قيام الدولة اقتصاديا والتحكم في متطلبات واحتياجات السكان الحياتية ومنع إدخالها لتحكمه فيما بين المدن بالحواجز والعقوبات وجعلها كانتونات متقطعة الاوصال لا يمكن معها قيام دولتين.
شدد دحلان على أن ما تفعله حكومة اليمين المتطرف بالسيطرة على السكان واقتحام حالتهم المعيشية والاجتماعية والتحكم في مصيرهم والقتل المتواصل واقتحام المدن وفي مقدمة هذه الحكومة جيش المستوطنين بقيادة بن غفير وسيموتيرتش ستؤدي في النهاية إلى ما يهربون منه بأننا سنصبح في دولة واحدة أيا كان شكلها عنصرية او ديمقراطية وسيستمر نضال الفلسطينيين داخل هذه الدولة الواحدة للوصول لحقوق متساوية ونظام سياسي عادل وديمقراطي حتى لو طال زمن التمييز وتأخر المساوة ولن يستطيع الاحتلال إنهاء القضية الفلسطينية إلا بحل عادل وما يهربون منه سيصلون إليه بما يفعلون من قمع ومواصلة الاحتلال ورفض الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام ١٩٦٧.
وتطرق دحلان إلى ما يجري من محاولات الولايات المتحدة للظهور بمظهر أنها تجلب الأطراف لعملية "تفاوض" صورية هي في الواقع استشعار للخطر على مستقبل إسرائيل ومحاولة لإنقاذها من الخطر الذي أصبح يواجهها خارجيا وداخليا عبر إنجاح حكومة نتنياهو ومنع سقوطها والاستهتار بالشعب الفلسطيني وقضيته بوعود جديدة لا تنفذ منذ سنوات.
تحدث دحلان أيضا عن التمرد الفلسطيني ومحاولة احتوائه وشدد على أن المشكلة ليست مدن تقاوم كجنين ونابلس وغيرهما كما يحاول الاحتلال تصوير ذلك للضغط عل السلطة للتحرك في هذا الاتجاه وكأنه تمرد عليها وهو في الواقع تمرد شعب كامل يريد التحرر من الاحتلال نتيجة صلف هذا الاحتلال وقتل المواطنين والتضييق عليهم ومصادرة أراضيهم ومنع حركتهم وطلبا للحرية والاستقلال.
حدد دحلان ثلاث عناصر للخروج من ازمة النظام السياسي والانقسام ومنها انطلاقا للمجتمع العربي والدولي للخلاص من الاحتلال:
- الانتخابات البرلمانية والرئاسية الفلسطينية والاتفاق على استراتيجية موحدة لمواجهة الاحتلال.
- إعلان الدولة تحت الاحتلال على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في العام ١٩٦٧ ومطالبة العالم الاعتراف بها ولأن هذا المطلب متعثر لحل الدولتين ما يستدعي من الفلسطينيين الانتقال للبند (٣)
- التمسك بحل الدولة الواحدة لشعبين متساويين في الحقوق والطلب من المجتمع الدولي المساعدة في ذلك.
في نهاية الحديث قال دحلان بأن معادلة الاستهتار بالشعب الفلسطيني باستمرار قمعه لهزيمته سيغيرها الشعب الفلسطيني الذي يواصل حراكه كل مرة يتصور فيها الاحتلال بأنه استسلم بالنهوض ومقاومة هذا الاحتلال بطرق جديدة سعيا للحرية.
الملاحظ المهمة في قضية الترشح لانتخابات الرئاسة الفلسطينية لو حدثت فمن حق دحلان وكل مواطن فلسطيني ان يترشح أو يدعم من يريد وعلى أي شخصية فلسطينية قادرة على إنقاذ الشعب وقضيته وتطويره ألا تتأخر إذا توجه إليها الجمهور وطالبها بالترشح، وخين ذلك إذا طالب الجمهور دحلان بذلك عليه الاستجابة.