ما زال الائتلاف الحكومي مستمر في تقديم التشريعات التي تتعلق بإضعاف الجهاز القضائي ولهذا اصبح الشارع الاسرائيلي بين اليمين المتشدد الديني واليمن المركز فالمشهد الفاصل هو اليوم الاول من اذار خرجوا النواب المعارضة من الكنيست الى الميدان واندلعت المواجهات في اغلب المدن لكن هذه المرة كانت عنيفة بحيث القاء القنابل واشهار السلاح والضرب بالهروات على المتظاهرين ولاول مره استخدام العنف أي التصدع الاجتماعي والفكري والسياسي والاقتصادي والتعليمي اصبح الان بين الدكتاتورية والديمقراطية هكذا الشارع اليوم واعتقال اكثر من (60) متظاهر واصابات... واطلق عليه اليوم بيوم التشويش الوطني اي اغلاق الكنيست والتوجه للحوار واستخدام القوة المفرطة بين حق الاحتجاج والعنف !!هذه المشاهد تذكر التاريخ تماما مثلما حدث فترة جمهورية فاييمر بالمانيا ثم وصول النازية ومن ثم سيطرة الحكم المطلق على السلطات الثلاث عام 1933 ...بعد مرور شهرين على حكومة نتنياهو اتضحت النوايا الى تغيير طبيعة النظام والتهدد التوازن بين السلطات أي الغاء مبدا فصل السلطات وخاصة سموتريتش وزير المالية والاستيطان وليفين وزير العدل وايتماروزير الامن وبعض اعضاء الكنيست وبمعنى اخر ما يجري سيطرة السلطة التنفيذية على السلطات وسيطرة على الجيش والشرطة والاقتصاد ورغم ذكاء نتنياهو تلميذ (ميكافيلي) الا انه يقود البلاد الى مغامرة ودمار بسبب عظمة الجنون عند نتنياهو (انا الدولة والدولة انا ) الذين يتظاهرون هم من النخب الطبقى الوسطى والمثقفون ورجال اعمال والاكاديميين واحزاب معارضة لم يعد الان مكان للحوار ولا يملك
يايئرلابيد رئيس المعارضة سوى الشارع لان الكنيست اصبح طريق مسدود والتحريك الشارع هو الحل الوحيد امام المعارضة ولا اتفق في مسالة نهاية اسرائيل ما يجري الان جرى بالعديد من الدول الغربية وبالتالي تختلف طبيعة اسرائيل كونها تطرح نفسها جزء من اوروبا وجزء من النظام الديمقراطي علما ان اسرائيل طابعها يهودي بامتياز قبل وصول الاحزاب الصهيونية الفرق ان نجاح التيار الديني المتطرف على اعتبار ان الناخبيين اعطوا لهم الصلاحية وهذا يدل على ان الحزب يطمح من اجل برنامج ايدلوجي وليس الحفاظ على الديمقراطية كما تدعي وكون اسرائيل تقع في قلب الوطن العربي وبالتالي مهم جدا ان تكون اسرائيل شكلها الخارجي ديمقراطي لاسباب استعمارية عالمية لمنع أي تطور في الدول العربية فان بروز التيار المتشدد الديني الفاشي سيفتح الطريق الى الدول العربية بصعود تيارات دينية رادكالية وهنا تكمن المشكلة بفرض ايدلوجيات ؟
ما سبب مظاهرة الامس بهذا الشكل والاسلوب ؟ المعارضة فهمت اللعبة سيتم تمرير التشريعات أي القسم الثاني احد مشروعي القانونين، الذي يهدف إلى إعادة زعيم حزب “شاس” أرييه درعي إلى منصب وزير على الرغم من قرار المحكمة العليا بعدم أهليته بسبب إداناته المتعددة السابقة، يسعى إلى إلغاء إشراف المحكمة على التعيينات الوزارية، باستثناء المتطلبات الأساسية المنصوص عليها في القوانين الحالية.مشروع القانون الثاني سيزيد من سيطرة الحكومة على وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة – وهي الهيئة في وزارة العدل المكلفة بالتحقيق في مخالفات الشرطة – وفصلها عن مكتب المدعي العام وجعل وزير العدل يعين رئيسها بنفسه وكذلك إجراء تصويت على حظر جلب المنتجات المخمرة إلى المستشفيات العامة خلال عيد الفصح اليهودي.وقوانين اخرى كلها مثيرة للجدل ويدعي الائتلاف انه يعمل على اصلاحات الجهاز القضائي,النظام دخل الفوضى والاتهامات المتبادلة فالبرلمان هو الذي يغذي الغليان الى الشارع وهذا له عوامل كثيرة اهمها طبيعة ومركبات الخارطة الحزبية وتحديدا التيار اليمين راكم عبر سنوات طويلة من فرض السيطرة على الشعب الفلسطيني من ارض وتاريخ وانسان وهوية والطرفين مع قتل الشعب الفلسطيني وبالتالي المشهد الفلسطيني الان هو جزء مهم من الصراعات داخل الائتلاف وحتى المعارضة نفسها .
وبالتالي اعتقد ان الازمة تستمر لفترة الى حين ان تتدخل امريكا لحل الازمة لايجاد حل وسط بين الائتلاف والمعارضة وهذا خيار او ان يذهب نتنياهو الى مغامرة وتصدير الازمة من الداخل الى الخارج لاختيار ضربة ( ايران او لبنان او غزة ) ام ستبقى الفوضى عنوان المرحلة .