أخطر ما فعله محمود عباس في العقد الأخير من حكمه أنه زور التمثيل الفلسطيني عبر عقد مؤتمر فتح السابع لإنتاج قيادة لا تمثل الواقع الفتحاوي وعبر تزوير التمثيل الحقيقي لمنظمة التحرير الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني بتشبيص عضويات المجلس الوطني والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية لا تمثل الواقع الفلسطيني، حتى وصل التخريب أيضا إلى حل المجلس التشريعي المنتخب.
للتنويه حسب قانون انتخابات سلطة اوسلو التي لم تتضمن اتفاقية اوسلو بند إنشاء مجلس تشريعي وبهذا العدد، بل هو مجلس اداري وليس تشريعي ولان ياسر عرفات فرض على الواقع تشكيل مجلس تشريعي وأجرى له انتخابات في يناير من العام 1996 ليراكم لاحقا تهيئة المجلس الوطني ليصبح منتخبا بأن أضاف أعضاء المجلس التشريعي المنتخب إلى تركيبة المجلس الوطني كأعضاء وكنواة منتخبة لتطوير المجلس الوطني لاحقا ليصبح منتخبا وممثلا للجميع ويمثل الشعب الفلسطيني بشكل ديمقراطي ويكون عماد الدولة الفلسطينية مع الوقت.
عندما جاء عباس وحل المجلس التشريعي، أصبحنا أمام عدم وجود تمثيل حقيقي للفلسطينيين بل هو تزوير قام به عباس للمجلس الوطني الحالي ومنع انتخابات المجلس التشريعي بعد حله بقرار رئاسي ديكتاتوري ليس في مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته.
الآن ما هي مضاعفات هذا التزوير؟
مع تصاعد معدلات الاستيطان في العقد الماضي وتسارع التنصل من مقررات أوسلو وخاصة إنهاء تقسيم المناطق عمليا الذي نتح عن اتفاق أوسلو والمسماة أ ، ب، ج أو مناطق A, B , C والاستيلاء من جديد من قبل الاحتلال على الأراضي في مناطق B و C وبناء المستوطنات السيطرة الكاملة عليها وكذلك السيطرة والسيادة والتجول ومهاجمة مناطق A من قبل قوات الاحتلال عادت كل المناطق بمسمياتها وتقسيماتها تحت الاحتلال والسيطرة والسيادة الإسرائيلية، أي عاد الوضع كما كان قبل اتفاق اوسلو، أي عمليا انتهى اهم بنود الاتفاق وهو الأرض، ناهيك عن القمع والقتل واقتحام حياة السكان الفلسطينيين .
تراجع دور سلطة اوسلو إلى الصفر وكأنها لم تكن، أي كما كان الوضع قبل أوسلو، إلا من شكليات وتسميات رئيس ووزارات وقوى امن طائرة في الهواء لا تمثل الشعب ولا تحميه، وكل ذلك لعدم إجراء انتخابات كقاعدة ارتكاز ولا قدرة على صد عدوان المستوطنين والجيش الإسرائيلي، ولهذا ضعفت السلطة وهي في حكم المنتهية حقيقة، لا تحكم، ولا تحمي مواطنيها، والسيطرة أصبحت للجيش الاسرائيلي والسيطرة أيضا للاقتصاد الاسرائيلي، وحتى الناظم هو القانون الإسرائيلي تماما كما الأرض التي عادت تحت حكم المستوطنين والجيش والقانون الإسرائيلي.
بهذا عدنا لوضع أسوأ مما كان قبل اوسلو حيث عاد كل شيء محتل أضيف على حالة ما قبل أوسلو كارثة ترهل التمثيل وتزويره الذي لم يكن اصلا بحالة جيدة قبل اوسلو وتبعثرت مواقف الفصائل المؤتلفة في منظمة التحرير ولم يعد حقيقة أن هناك نظام سياسي فلسطيني وابتعد الجميع عن الجميع وانقطعت سبل وحدة مكونات المنظمة وانقطعت سبل وحدة جغرافيا شمال وجنوب الأرض المحتلة في العام 67 باستيلاء حماس على قطاع غزة وتفردها في حكمه وادارته خارج الوحدة الفلسطينية؟
أصبحت اللوحة الفلسطينية الآنية مزورة في كل مكوناتها وليست لوحة فلسطينية موحدة أو متناغمة ناهيك عن ظهور مآسي وأمراض سياسية مستجدة لها علاقة بالمال السياسي وتحالفات قوى ما يسمى فصائل وأحزاب وحركات فلسطينية تحت راية فلسطينية واحدة بل أصبحت هناك أجندات خارجية يعمل وينشغل بها الفلسطينيون لها علاقة مباشرة بالمال السياسي والتحالفات الجديدة في الواقع العربي.
فأين الفلسطينيون؟ ومن يمثلهم؟ ومن هو المسؤول عن حمايتهم؟ ومن هو الذي سيحررهم؟ وأين أرضهم؟ وأين ثرواتهم ومقدراتهم؟ وإلامَ سيؤول حالهم؟ لا تمثيل ولا أرض؟
نظام سياسي مزور لا يمثل الفلسطينيين حقيقة كشعب وأرض صادرها الاحتلال ويتحكم بها وبالسكان. أليست تلك كارثة عباس وإدارته؟!!