في يوم 21 مارس من كل عام وبكل فخر نفتح صفحة من كتاب التاريخ الفلسطيني الاردني التي عنوانها "معركة الكرامة " هذا العنوان الذي سيبقى مشرقا في وعي الشعب الفلسطيني والاردني مدى الحياة.
بعد نكسة 1967 واحتلال العدو الصهيوني للضفة الغربية وقطاع غزة وجنوب لبنان وهضبة الجولان السورية تحرك الشر في دماء العدو الصهيوني وتزايدت مطامعه خاصة بعد ان تزايدت قوة المقاومة الفلسطينية التي كانت الاردن الحاضنة لها وكانت تنطلق بتنفيذ عملياتها ضد الاحتلال من الاراضي الاردنية ، توهم الجيش العسكري الاسرائيلي انه قادرا على القضاء على المقاومة الفلسطينية وعلى القدرات العسكرية للجيش الاردني وقيادته بسبب احتضانه للمناضلين الفلسطينيين واحتلال المرتفعات الشرقية لتساوم الاردن عليها مستقبلا.
قام الاحتلال بقصف مدفعي إسرائيلي يوم 21 مارس 1968 على الأراضي الأردنية ودارت المعركة بين الجيش الاردني مع المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي على أرض بلدة "الكرامة" الأردنية قرب الحدود الفلسطينية شرقي نهر الأردن حيث تصدت المقاومة والجيش الاردني للعدو بكل بسالة وايمان بالله بحتمية الانتصار، وكان لهم ما أرادوا بإذن الله وطالبت اسرائيل بوقف إطلاق النار وعندها أصر الملك حسين بنفس المنتصر عدم وقف إطلاق النار الا بخروج آخر جندي اسرائيلي من الاراضي الاردنية.
وانسحبت القوات الاسرائيلية وهي تجر أذيال الهزيمة والانكسار. وانتصر الحق بإيمان المقاومين والجيش الاردني الشريف .وحينها كانت نشوة الانتصار في روح الشعب الفلسطيني والرمز ياسر عرفات حين قال عن معركة الكرامة: "شكلت نقطة انقلاب بين اليأس والأمل".
ما اشبه تلك الحالة بحالة الوضع الفلسطيني اليوم، كم نحن بحاجة الى نقطة الانقلاب بين اليأس والأمل وننطلق موحدين في طريق الانتصارات لدماء الشهداء والجرحى وعذابات الاسرى وكرامة الشعب الفلسطيني العظيم بصموده وتضحياته.