الأزمة داخل إسرائيل ليست وليدة اليوم بسبب وجود إسرائيل بالمنطقة أولا ولعدم وجود دستور لأسباب سياسية وأيدلوجية والتصدعات في إسرائيل منذ قيام إعلان الكيان فالتصدعات كثيرة علماني / متدين / قومي / اشكنازي/ شرقي وأقليات/ طبقات ..إلخ أي المركبات الاجتماعية غير متجانسة وخلال الفترات السابقة عملت على الحد من التوتر للتصدع من خلال الانتخابات والتعددية والتفضيل المصحح للخروج من الإشكالية وبالتالي مع خمس مرات توجهت للانتخابات بسبب طبيعة الخارطة الحزبية فان أكبر الأحزاب يمين متطرف متشدد ديني مع يمين المركز الوسط الليبرالي وفي نهاية الأمر نجح ائتلاف نتنياهو مع الأحزاب المتدينة الفاشية الصهيونية بامتياز وكان انجاز عظيم عودة الملك نتنياهو إلى الحكم وتوقيع اتفاقات مع الأحزاب مثل درعي وإيتمار وسموتريتش من أجل تشكيل حكومة وهنا صعد إلى قمة الشجرة وبدأت المعارضة بقيادة يائير لابيد الاحتجاج من البرلمان إلى الشارع بأن الائتلاف يود السيطرة على السلطة القضائية من أجل تمرير القوانين والهروب من السجن وطوال الوقت الإعلام كان مع المعارضة بل هجوما أدى إلى شحن الشارع وحالة غليان تتصاعد بشكل تدريجي واتهامات من الائتلاف أن المعارضة تحصل على دعم أمريكي وبدأت اصوات حتى ابن نتنياهو اتهم الإدارة الأمريكية بإسقاط حكومة نتنياهو.
العلاقات في الفترة الأخيرة بين أمريكا وإسرائيل أدت إلى توتر أهمها ملف الإيراني الذي كان حاضر بالخطاب الإعلامي والحملات على إيران والتحريض لمنع امتلاك تخصيب اليورانيوم والجولات المكوكية في الوقت أمريكا منشغلة في أزمة أوكرانيا وروسيا والنفط والطاقة والاقتصاد، وشكل شبة فراغ في منطقة الشرق الأوسط ومشاحنات بين أمريكا والسعودية والصين بدأت القمم تتحرك لخلق ناتو بقيادة نفتالي بينت ولم ينجح المشروع وآخر قمة كانت في شرم الشيخ برعاية أمريكية ومنها الاستيطان في الضفة الغربية وثاني يوم يتم التصويت في الكنيست على ضم المستوطنات شمال الضفة الغربية يعني صفعة للإدارة الأمريكية والتراكمات حول الأمم المتحدة ومجلس الأمن والتصريحات النارية هنا تحركت أمريكا من جديد لتبدأ برفض تصريحات ايتمار وسموتريتش وقبلها أزمة من يكون وزير دفاع للجيش حيث العالم يترقب هل فعلا أمريكا تتدخل في شؤون الدول ومنها إسرائيل ؟ الجواب نعم تتدخل وخاصة من يكون وزير للدفاع للجيش الإسرائيلي لها علاقات حساسة عالميا أي لوجستي أمني وعسكري.
فإن إقالة يؤاف غالانت وزر الدفاع هي القشة التي قصمت ظهر البعير لأن غالانت مقرب جدا لها فأمريكا تحركت على الفور لتوسيع رقعة الاحتجاج، وتفجرت الأحداث بكل المدن حول النوايا لتغيير الاصلاح القضائي مرفوض لأمريكا ..على الفور نتنياهو استجاب للإدارة الأمريكية وهذا ينسجم مع المعارضة التي هي قريبة من الإدارة الأمريكية وإعلان الخطاب للبحث عن مخرج إرضاء ايتمار بتشكيل الحرص الوطني وسموتريتش ملف الاستيطان فاستخدم كلمة (تعليق) للخروج والنزول عن الشجرة لأن ماما أمريكا زعلت كثير والرئيس الأمريكي قال بشكل واضح نتنياهو غير مرغوب الآن للزيارة وهذا يعني علية إنهاء شكل الحكومة. فقام بإقالة كبش الفدا كان غالانت وهو من الليكود اي هذه مقدمة لإقالة كل من لاحقا ايتمار وسموتريتش وحتى لفيين وزير العدل المتشدد لتغيير النظام القضائي إن لزم الأمر
وهذا يعني أنه لن يتم التصويت على التشريعات القضائية للوصول إلى حل يرضي أمريكا أولا تحت شعار تصحيح الديمقراطية ولا تريد التوجه الديني متطرف لأن الأمر ينعكس عربيا ودوليا ولا ننسى أن 70% من يهود أمريكا ضد تغيير النظام القضائي
نعم نتنياهو محنك سياسي في نهاية الامر نزل عن الشجرة ولا يستطيع أن ينفذ مخطط الحركة الصهيونية الآن مع الوضع العالمي والاقليمي والمحلي وخصوصا أن إسرائيل غير جاهزة بالدخول إلى حرب بأي ساحة من الساحات.
ماما أمريكا تقرر ما تشاء وتتحكم من خلال المال والقوة بالدول وإسرائيل لا تستطيع أن تكون مستقلة ولا تقدر أن تقول لا حاليا لأنها تحصل على مساعدات سنويا في مجال الأمن والحقيقة تقول إنه لا يمكن لإسرائيل مواجهة التهديد الإيراني وحدها ولهيك لازم تسمع كلام ماما أمريكا