الكوفية: الصراع بين المشروعين الوطني الديمقراطي الفلسطيني، في مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي يقوم على مفردتين هما: الأرض والبشر.
تمكن الإسرائيليون، اعتماداً على تفوقهم ودعم الاستعمار البريطاني الأوروبي الأميركي، والتواطؤ الإقليمي من احتلال الأرض الفلسطينية على دفعتين الأولى عام 1948، والثانية عام 1967، ولكنهم فشلوا في طرد وتشريد كل الشعب الفلسطيني خارج وطنه، فالبقاء والصمود، رغم المذابح والتطهير العرقي من قبل الإسرائيليين ضد شعب فلسطين، بقي نصفه صامداً متشبثاً في ظروف قاسية صعبة عنوانها الاضطهاد والجوع والقتل، وحصيلتها سبعة ملايين عربي فلسطيني الآن على أرض وطنهم الذي لا وطن لهم غيره، شكلوا عنواناً لفشل المستعمرة الاستراتيجي، في بلع فلسطين وتصفية شعبها.
يوم الأرض الباسل في 30 من آذار لشعب الداخل في مناطق 48، سجل عنواناً للكفاح والصمود، وعنواناً للمواجهة، وذكرى للشهداء، ولكنه لم يتوقف، ولن يتوقف، لا في الصمود ولا في التضحيات.
ربع مليون فلسطيني، أدوا صلاة الجمعة في الأقصى المبارك، لسببين جوهريين: 1- دوافع دينية، 2- دوافع وطنية، وهنا تكمن عبقرية الإبداع الفلسطيني وتوصيل الرسائل، لشعبهم، لأمتهم، للعالم أن هذا الشعب لن يستكين، لن يتراجع، ممسك بأرضه، بمقدساته، بحياتهم ثمناً للحرية والكرامة، وعنواناً تدريجياً تراكمياً لمواجهة المستعمرة وفشل مشروعها والعمل على هزيمتها.
عشرات الآلاف من الإسرائيليين تظاهروا في العديد من المدن: تل أبيب، حيفا، بئر السبع وغيرها، وأصطدموا مع الشرطة، وبين المؤيدين والمعارضين لحكومتهم اليمينية المتطرفة، ومع ذلك لم يسقط أي ضحية، لم يُستعمل السلاح، لم يُطلق طلقة واحدة على المتظاهرين رغم مظاهر الاحتجاجات الحادة.
يوم الجمعة في شوارع القدس القديمة المحاذية للحرم، اعتدت الشرطة على إمرأة فلسطينية، أمام نظر شاب فلسطيني، بدوي من النقب، من قرية حورة، وهو طبيب، لم يستطع قبول المنظر والتكيف الاستسلامي معه، لم يقبل إهانة المرأة العربية الفلسطينية، بسبب فلسطينيته، وعروبته، وإسلامه، وبدويته، وكرامته، فعمل على حمايتها ومنع الشرطي الإسرائيلي من مواصلة المس والأذى للمرأة، فقامت الشرطة بإطلاق النار عليه وقتله.
استشهاد الطبيب الفلسطيني محمد خالد العصبي ابن قرية حورة النقب، 26 عاماً، شهيد يوم الأرض والكرامة والأقصى، على يد شرطة الاحتلال والحرس الوطني، بقرار وسياسة وتوجيهات الوزير المتطرف العنصري بن غفير الذي أعطى تعليماته بالتعامل مع الفلسطينيين سواء من مناطق 48 أو مناطق 67، بالقتل وإطلاق الرصاص، سياسة منهجية تستهدف جعل الأرض الفلسطينية طاردة لأهلها، وتضييق الخناق والظرف والحياة عليهم، بهدف التصفية والترحيل.
لجنة المتابعة العليا، مع لجنة التوجيه الوطني لعرب النقب، والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها التقوا السبت في مكتبة القرية، وقرروا الرد، على التمادي، ومواصلة سياسة القتل، ونهج حكومة نتنياهو المتطرفة.
نضال شعب فلسطين متعدد الأشكال والأساليب، يحتاج للإسناد والتضامن ولمظلات الدعم من العرب والمسلمين والمسيحيين، ومن قبل المجتمع الدولي ومحبي السلام والكرامة في العالم، فهل من استجابة لشعب فلسطين وهو صامد، يحمي أرض العرب وكرامتهم في القدس وسائر فلسطين، أولى القبلتين ومسرى ومعراج سيدنا محمد، وميلاد وقيامة السيد المسيح.