بداية : تتحمل دولة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تصاعد عدوانها علي الشعب الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس والمسجد الأقصى والاعتداء والقمع الوحشي علي المصلين والمعتكفين فيه والسماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى بشكل يومي وأداء طقوس تلمودية بهدف فرض التقسيم الزمني والمكاني وتغيير الطابع الإسلامي والوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى وفرض السيادة الإسرائيلية عليه إضافة إلي تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومليشيات المستوطنين وزيادة عمليات الاقتحام للمدن والمخيمات الفلسطينية والإعدام الميداني للمدنيين ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وتوسيع المستوطنات وعمليات الضم للأراضي الفلسطينية والتنكيل بالأسرى واستمرار حصار قطاع غزة مواصلة جرائم التمييز العنصري وإرهاب الدولة المنظم والتنكر لكافة حقوق الشعب الفلسطيني وانتهاك كل قواعد القانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان.
ما ولد ردود فعل طبيعة لمقاومة جرائم الاحتلال الإسرائيلي ، وأدت جرائم الاحتلال الإسرائيلي العنصرية إلى تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية بأشكال مختلفة وفتحت الابواب والاحتمالات علي مواجهة مفتوحة كان آخرها اطلاق الصواريخ من لبنان على الجليل الشرقي ، وتنقيط الصواريخ المحلية علي دولة الاحتلال ،والتصدي الشعبي لعدوان شرطة الاحتلال الإسرائيلي علي المصليين والمعتكفين وزيادة الفعل المسلح والشعبي ردا علي جرائم الاحتلال، بعد فشل جهود التهدئة الأمريكية والإقليمية وفشل الرهان علي وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الحكومة اليمنية الفاشية العنصرية.
ليأتي إطلاق الصواريخ ليربك الحسابات الإسرائيلية التي لم تكترث بكل الإدانات العربية والدولية ، كما أن توقيت إطلاق الصواريخ جاء في ظل مرحلة حرجه تعيش فيها دولة الاحتلال في ظل انقسام افقي وعمودي ومازق المشروع الاستعماري العنصري علي المستوي الخارجي والداخلي وتفتح التناقضات الداخلية ، عدا عن سخونة الجبهات المختلفة في لبنان وسوريا وقطاع غزة والقدس والضفة الغربية ومناطق ٤٨ .. ونظرا لحساسية وسخونة الأوضاع وتدخل جملة من العوامل الدولية والإقليمية والداخلية ما يبقي الأوضاع والسناريوهات مفتوحة علي كل الاحتمالات ورغم حسم أن التصعيد والرد الإسرائيلي قد أصبح في حكم المؤكد ولكن اي خطأ في التقييم والتقدير من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي سوف يدفع الأمور نحو مواجهة مفتوحة علي مختلف الجبهات وخوض نمط جديد من الاشتباك غير معهود والمفتوح علي احتمالات التصعيد المتسارع علي مختلف الساحات، والذي سوف يدفع إسرائيل اثمان كبيرة علي كل المستويات ، وخاصة أن مدي الردود سواء الفلسطينية واللبنانية يتوقف علي رد إسرائيل وعدونها وتدخلات الوسطاء ، ولذا تبقي احتمالية الرد المحدود علي مواقع في لبنان مع زيادة عن المعهود في قطاع غزة هي الأرجح واعتبار ذلك ردا كافيا ، وما يعزز ذلك هو المناورة الإسرائيلية باتهام حركة حماس بالمسؤولية عن إطلاق الصواريخ من لبنان وتحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية وعدم اتهام حزب الله خشية من اندلاع مواجهة مع حزب الله في لبنان في التوقيت الحالي ما يعني أن الرد في لبنان سيكون محدود بما يضمن استمرار قواعد الاشتباك السابقة ، وما يعزز هذه السناريو تهديد حزب الله بالرد علي اي عدوان إسرائيلي.
ما يرجح أننا سنكون أمام رد محدود وان كان أكبر وبشكل متدرج يركز علي الطابع الأمني من خلال القمع وتصاعد الاعتداءات و الاغتيالات مختلف الساحات، والطابع العسكري المحدود في لبنان أو سوريا و الاكثر سخونة في قطاع غزة ، وهذا السيناريو المرجح والذي يحتاجه الاحتلال الإسرائيلي الان لتعزيز جبهة الداخلية علي حساب دماء الفلسطينيين، رغم أن هذا السيناريو يبقي مفتوح علي إمكانية توسيع وتصاعد رد المقاومة علي العدوان والاعتداءات علي المسجد الأقصى والمصلبين بما يفتح الأفق للوصول الي مواجهة متدرجة ومفتوحة لا يرغب بها الاحتلال الإسرائيلي الان ، و مع ذلك يجب اخد المقاومة والشعب كافة التدابير المتاحة للمواجهة والتصرف وفق أسوء السيناريوهات وعلي الأقل تقليل الخسائر ومنع الاحتلال من الوصول لقادة المقاومة أو استهداف المدنيين كجريمة معتادة لدي دولة الاحتلال الإسرائيلي مواصلة المقاومة المتدرجة وصولا لانتفاضة ثالثة رد علي جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة وحماية للحقوق الفلسطينية والمسجد الأقصى .