- 10 شهداء وجرحى بقصف طيران الاحتلال مدرسة أبو عاصي في مخيم الشاطئ بمدينة غزة
- القناة 13 العبرية: إطلاق صاروخين من قطاع غزة تجاه سديروت
- صافرات الإنذار تدوي في مستوطناتٍ غلاف غزة
ليست هذه المرة الأولى التى تُصعدُ قواتُ الاحتلال الإسرائيلية اعتداءاتها على الفلسطينيين فى شهر رمضان. تكررت هذه الاعتداءاتُ فى الشهر الفضيل، خاصةً فى السنوات العشر الأخيرة.
وربما يتعذرُ الفصلُ بين ازدياد فظاعة الاعتداءات فى هذا الشهر وتنامى سطوة أحزاب وقوى دينية يهودية حتى قبل أن تسيطر على الحكومة الحالية، وتُظهر وجهها البشع بوضوحٍ، وتُفصح عن تعطشها لدماء الفلسطينيين، ولا تُخفى حنقها على وجودهم فى المسجد الأقصى.
ولا يملك رافضو هذه الاعتداءات، والمدركون لما وراءها، سوى إدانتها حين يتيسرُ ذلك. ولكن الاعتداءات على المعتكفين فى المسجد الأقصى قبيل صلاة الفجر قبل أيامٍ أحدث نقلةً فى خطاب أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، عندما عبر عن صدمته وذهوله إزاء مستوى العنف الذى استخدمته القواتُ الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى، بعد أن كان التعبيرُ عن القلق هو رد فعله المعتاد تجاه الأعمال والممارسات التى تنتهكُ ميثاق المنظمة التى يقودُها، وغيرها من المواثيق الدولية.
وعندما تُدانُ الاعتداءات الإسرائيلية، توصفُ أحيانًا بأنها وحشية. وهى كذلك فعلاً، لأن لغات البشر تخلو من كلماتٍ أكثر تعبيرًا عن هول هذه الاعتداءات. فلا يكفى، مثلاً، القول إنها إجرامية. فالإجرامُ أشكالُ وألوانُ ودرجات. وليس القتلُ إلا أحد أشكاله، وأعلى درجاته. ولهذا يوصفُ الإجرامُ نفسه، أحيانًا، بأنه وحشى.
لا مناص، إذن، من وصف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين بأنها وحشيةُ حين يُرادُ الذهاب إلى أبعد مدى فى إدانتها لفظيًا. وهذا هو أقصى ما يُمكنُ فى ظل الحماية التى يحظى بها الكيان الإسرائيلى فى المؤسسات الدولية الرسمية، مثله فى ذلك مثل دولٍ كبرى تعتدى وتغزو جهارًا نهارًا، ويُهددُ بعضُها باستخدام أسلحة نووية، مادامت تملكُ من النفوذ ما يُمكَّنها من شل هذه المؤسسات الهشة ومنعها من التحرك.
غير أن وصف الاعتداءات الإسرائيلية بأنها وحشيةُ يتطلبُ اعتذارًا لوحوش الغابة. فأقصى أذى يمكنُ أن يُلحقه أىُ منها بغيرها يبقى أقل مما تفعلهُ قواتُ الاحتلال الصهيونى. وكان الإمام الشافعى مُحقًا عندما قال وليس الذئبُ يأكلُ لحم ذئب, ويأكلُ بعضُنا بعضًا000 فعُذرًا وحوش الغابة.
جريدة الأهرام المصرية