الكوفية: تعمل الإدارة الاميركية على تغيير توصيفها للعلاقات العربية مع المستعمرة الاسرائيلية من عنوان "التطبيع" الى عنوان "الدمج" ، دمج المستعمرة لدى العالم العربي وشرعنة وجودها ، وجعلها جزءا من المنطقة حضوراً وقوة ونفوذا، وقبول عربي في التعامل مع المستعمرة ، بل والدفع بإتجاه الاعتماد عليها كحليف، سواء باتجاه التفاهم بين المصالح الأمنية والسياسية المشتركة معها، أو باتجاه التوافق والاتفاق في مواجهة خصوم مشتركين : الأرهاب ، أطراف أقليمة متنفذة : ايران ، تركيا وأثيوبيا ، أو لردعها وتقليص نفوذها امام التمدد والنفوذ الاسرائيلي.
لم تعد القضية الفلسطينية هي عنوان التوافق والتعارض بين المستعمرة الإسرائيلية من طرف والعالم العربي من طرف، بل تبحث الأطراف العربية عن مصالح انظمتها بدون التطرق أو الاختفاء أو جعلها شرطاً للتطبيع، أو حتى الدمج.
المستعمرة تسير عملياً على أرض الواقع لتحقيق ثلاثة أغراض معادية متصادمة مع مصالح الشعب العربي الفلسطيني :
1 - العمل على تهويد وأسرلة وعبرنة القدس و جعلها عمليا واقعيا العاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، بما فيها التطاول اليومي على أقدس مقدسات المسلمين المسجد الأقصى الذي يرتقي لمستوى المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة ومكانتهما، ومع ذلك، لا احتجاج جدي ، ولا ردود فعل إسلامية تصل إلى مستوى تشكيل لوبي ضاغط بهدف الحفاظ على قدسية المسجد الاقصى وحرماته.
2-العمل على جعل الضفة الفلسطينية يهودا والسامرة، أي جزءاً من خارطة المستعمرة ، عبر مصادرة الارض و هدم معيقات الاستيطان وجعل الأرض طاردة لأهلها وشعبها وسكانها .
3- تطويق تطور المجتمع العربي الفلسطيني المقيم الصامد في مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، أبناء الكرمل والجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة ، والتضييق عليهم وكبح جماح تطلعاتهم نحو المساواة والكرامة وحقوق المواطنة.
الفريق الأئتلافي الحاكم لدى المستعمرة نتاج انتخابات الكنيست رقم 25 يوم 1/11/2022، يتبنى هذه السياسة المثلثة في تعاملها مع الشعب الفلسطيني و يقودها الثنائي سموترتش و بن غفير بالتنسيق والتوافق وتغطية من نتنياهو وأغلبية الفريق الحكومي المشارك في الائتلاف الحكومي.
سياسة متطرفة تقودها وتنفذها حكومة المستعمرة، ولا تجد من يردعها، باستثناء تضحيات شابة وعزيمة قوية من قبل الفلسطينيين، سواء في مناطق 48 أو مناطق 67، بدون روافع تضامنية جدية من خارج فلسطين.
شعب فلسطين يخوض معركته الوطنية بابعاد قومية ودينية وإنسانية ، ويدفع ثمن الدفاع ليس فقط عن وطنه بل عن أقدس مقدسات المسلمين والمسيحيين، بدون تدخل جدي عربي اسلامي مسيحي يرتقي لمستوى أن يشكل روافع داعمة للنضال الفلسطيني وروافع صادمة للمشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيل.