الكوفية: إذا ما استفحلت أمور السجون ، واستمرأ السجان في ممارساته واجراءاته العدائية ضد الاسرى، وذهب الألف اسير بعيدا في اضرابهم المفتوح عن الطعام ، دون ان يكون هناك ردا فلسطينيا نوعيا يرقى الى نضالهم المتقدم ، فاعلم ان "وحدة الساحات" ما هو الا مجرد شعار فارغ ، طرحه امين عام فصيل لمجرد اعتقال أحد رموزه في جنين قبل سنة ، وما زال هذا الأسير اسيرا حتى اليوم .
أولا : لا ينفع طرح شعار كبير مثل هذا الشعار ، إزاء فعل صغير ، كالذي يتمثل في اعتقال شخص، في حين نشهد اعتقال عشرات الأشخاص في كل يوم ، بل و نشهد قتلا واغتيالا بالجملة والمفرق .
ثانيا : لا ينفع اطلاق مثل هذا الشعار من فصيل واحد ، على اعتبار ان كل الساحات تختزن في صفوفها أعضاء وقيادات ومتماثلين مع معظم الفصائل ان لم يكن مع كلها
ثالثا : لا يفترض ان يفهم من طرح الشعار الكبير "وحدة الساحات" ان يكون الرد بالصواريخ من غزة ، والتي ستكون ممنوعة من قبل الفصيل الحاكم ، فغزة فيها شعب يحتضن المقاومة والمقاومين ، وعلى رأس هؤلاء المقاومين الاسرى الذين يتعفر المئات منهم في قيدهم منذ عشرات السنين ، جزء كبير من هؤلاء هم اسرى غزيون ، يمتازون سلبا عن بقية اخوتهم من الضفة انهم ممنوعون من زيارة ذويهم . أين ذهبت مسيرات العودة بالالاف وعشرات الالاف، اين ذهبت البلالين الحارقة .
رابعا : رام الله جزء أساس من الساحات، وتستطيع ان ترد ردا موجعا ومؤثرا إزاء ما يحدث مع الاسرى ، وتعرف رام الله أكثر من غيرها ، ان ما يحدث مع الاسرى ليس ما انتهى اليه الوضع قبل يومين في النقب ، بل منذ تسلم بن غفير مصلحة السجون قبل ثمانية اشهر وبدأ بقطع المياه عن الاسرى وتقنين الحمام ، بل يفترض في رام الله ان تتذكر الأسير القائد ناصر أبو حميد الذي رفضت حكومة "بينيت / لابيد" اطلاق سراحه ليعش آخر أيامه في حضن امه ، فلم يطلقوه حيا ولا ميتا .
خامسا : وحدة ساحات فلسطين ، حقيقة واقعة وبديهية ، لم نكن بحاجة لتأكيدها او لتذكيرنا بها ، وكان الشعب الفلسطيني يهب بطرائقه الخاصة لينتصر الى البقعة / الساحة التي تقوم إسرائيل بارتكاب فظائعها بحقها وحق أهلها ، لكن الأمور تغيرت دراماتيكيا بعد مجيء السلطة وبعد "تحرير غزة" وامتلاكها صواريخها ، وبعد تصريحي "سيف القدس" و "وحدة الساحات" .
سادسا : في خضم معركة الاسرى والتي ابتدأت باضراب الف اسير عن الطعام ، اما ان نثبت لهم اننا في وحدة ساحات ، وانهم في الساحة الامامية المتقدمة ، والبقية عبارة عن ساحات ثانوية ، او ان كل ساحة مستقلة بحد ذاتها ولا يهمها ما يحدث في بقية الساحات حتى لو كانت ساحة الاسرى .
قال مظفر النواب عن حزبي البعث في سوريا والعراق : قالوا بالوحدة / لكن زادوا القطرية ذيلا قبليا .