غزة: وسط أحد الأسواق في غزة، بدأت الشابة الفلسطينية سجود شْنِيوْرة (25 عاماً) بالتجوّل لرصد الأوضاع الاقتصادية المصاحبة للفترة التي تسبق عودة المدارس، بالتزامن مع استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، استعداداً لكتابة محتوى خاص بفريق (16 أكتوبر).
تقول شنيورة وهي معدة تقارير وكاتبة محتوى لفريق 16 أكتوبر، إن فريقها متواجد دائماً في ميدان قطاع غزة لرصد الأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ونقلها إلى العالم الخارجي باللغة الإنجليزية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والموقع الخاص بالفريق.
وأضافت، أن الشعب الفلسطيني يعيش أزمة اقتصادية مستمرة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من 16 عاماً، ويزداد الأمر سوءاً في المواسم الأساسية التي يتحتم على الأهالي بها شراء المستلزمات لأبنائهم، مثل عودة المدارس.
وتابعت "عمل فريق 16 أكتوبر واجب وطني، يقع على عاتقنا لكوننا جزء من أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم والمقهور، والذي يحاول باستمرار إيصال صوته للمجتمع الخارجي".
وبيّنت شنيورة أن الفريق اختار اللغة الإنجليزية في نقل الرسالة كونهم يستهدفون الدول الأوروبية التي تنادي بحقوق الانسان والقوانين الدولية.
ومن جهتها، تقول نادين أبو العون (23 عاماً) وهي ضمن أعضاء فريق 16 أكتوبر وتعمل في التصوير والمونتاج، "إن سبب انضمامي للفريق العزيمة القوية التي تدفعني للمساهمة في إيصال الصوت الفلسطيني للعالم الخارجي".
وتطرقت أبو العون إلى الصعوبات التي تواجهها أثناء عملها في الميدان، وأهمها عدم إمكانية الوصول إلى الحدث لتوثيقه وقت العدوان الإسرائيلي على القطاع، وصعوبة توثيق الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني في أغلب الأحيان.
ولفتت إلى التفاعل الكبير الذي يلقاه الفريق من قبل المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر المحتوى، ما دفعهم لتكثيف أنشطتهم وتوثيق كل ما يخص القضية الفلسطينية بالصوت والصورة.
وتطمح أبو العون إلى أن يصل صوت الفريق إلى العالم حتى يتم التدخل دولياً لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتحقيق الحرية.
وفي ذات السياق، تقول المشرفة على مجموعة 16 أكتوبر، وفاء العديني، إن هذه المجموعة شبابية تسعى إلى تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وايصال رسالته للمجتمع الغربي الذي يدعم إسرائيل.
وتابعت العديني "كناطقين باللغة الإنجليزية يقع على عاتقنا إيصال الصوت الفلسطيني للمجتمعات الداعمة للكيان وتوعيته بجرائم الاحتلال الإسرائيلي".
وأضافت أن الاحتلال يهيمن على الاعلام الدولي ويحاول تشويه القضية الفلسطينية لصالحه، لذلك توجب على الشباب الفلسطيني توحيد جهوده لمحاربة هذه الفكرة المضللة.
وذكرت أن فريق 16 أكتوبر تم تأسيسه من قبل أكاديميين من عدة جامعات، عملوا على تدريب عدد من الشباب والفتيات لمخاطبة المجتمع الغربي، وانطلق الفريق قبل أكثر من 7 سنوات.
وبيّنت العديني أن الفريق يضم طلبة وخريجو اللغة الإنجليزية، وبعد اكتسابهم للمهارات الإعلامية المناسبة تبدأ مسيرتهم العملية في إيصال الصوت الفلسطيني للمجتمعات الغربية.
واستدركت "بدأنا باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الأعمال في عام 2018 بالتزامن مع مسيرات العودة التي أقيمت على حدود القطاع، وكان التفاعل كبير جداً".
وأشارت العديني إلى أن فريق 16 أكتوبر استطاع الوصول لقطاعات من المجتمع الغربي، والتي تشكّلت لديها ردود فعل إيجابية مع الأحداث والقضية الفلسطينية بشكل عام.
وأضافت "وصل عدد المتابعين إلى الملايين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن سياسة بعض المواقع تستهدف الرواية الفلسطينية من خلال إغلاق صفحاتها".
ولفتت إلى أن اختيار اسم الفريق (16 أكتوبر) يعود إلى عام 2008/ 2009 حينما أُدين الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه التي ارتكبها ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وصدر في ذلك الوقت ما يعرف بـ "تقرير لجنة غولدستون" الذي أدان إسرائيل.
و"غولدستون" هي لجنة تحقيق وتقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة، وأخذت اسمها من رئيسها القاضي السابق في المحكمة الدستورية في جنوب إفريقيا، ريتشارد غولدستون.
وبعد التحقيق لمدة ثلاثة أشهر، خلصت إلى أن إسرائيل ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي أثناء عدوانها على غزة نهاية 2008 وبداية 2009، وبأن إسرائيل قد ارتكبت أعمالاً تصل إلى مستوى جرائم الحرب، وربما جرائم ضد الإنسانية.
وأكملت العديني "لم يكن في ذلك الوقت جهد شبابي لإدانة الاحتلال الإسرائيلي وإيقاف هذه المجازر، ومن هنا نشأت فكرة وجود فريق قادر على مخاطبة المجتمع الغربي والضغط عليه، في اليوم السادس عشر من شهر أكتوبر".
وأوضحت أن منصات الفريق متفرعة بحسب تمركز المتابعين المستهدفين، فعلى سبيل المثال يتم نشر الأعمال أسبوعياً عبر موقع "تويتر" ضمن الحملات المتفق عليها وأهمها: اقتحامات المسجد الأقصى والانتهاكات في الضفة الغربية والمخطط الاستعماري الإسرائيلي في الضفة.
ونبّهت العديني إلى أن الفريق يستخدم جميع مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وانستقرام وتويتر، ومؤخراً تم استخدام منصة تيك توك.
وتطرّقت إلى بعض الإنجازات التي حققها الفريق.
وقالت في هذا الصدد "استطعنا الوصول إلى نشطاء بريطانيين لمساندة الشعب الفلسطيني من خلال مسيرات تعارض تصدير طائرات الاستطلاع من بريطانيا إلى إسرائيل، ونتيجة ضغط هذه المسيرات توقف أحد فروع المصنع عن تصدير الأسلحة لإسرائيل".
وترى العديني أن فريق 16 أكتوبر استطاع تحقيق نجاح كبير بعد وصوله إلى جميع المجتمعات الغربية، وأصبح لهم ممثلين في بعض الدول ليتمكنوا من إقامة فعاليات ونشاطات دولية يستطيعوا من خلالها إيصال الصوت الفلسطيني.
ولفتت العديني إلى أن الفريق بدأ بعشرة أشخاص، وتجاوز اليوم 60 شخصاً مع استمرارية طلبات الانضمام الخارجية، إلا أن محدودية الإمكانيات تقيدهم في الأعداد المنضمة إليهم.