- إطلاق نار وقذائف بشكل مكثف شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة
- الاحتلال يشن 3 غارات جوية على المناطق الشمالية لمخيم النصيرات وسط قطاع غزة
غزة: وسط أحد شوارع قرية المغراقة وسط قطاع غزة، يفترش أفراد عائلة فلسطينية، خيمة مهترئة تحمل بداخلها 14 شخصًا، من بينهم نساء وأطفال، بعد أن حالت الظروف بينهم وبين إيجاد مأوى يقيهم من حرارة الشمس وارتفاع درجات الحرارة.
يقول محمود سعد (34 عامًا)، وهو أحد أفراد العائلة، إن الحال وصل بهم إلى العيش داخل خيمة بسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف إيجار المنازل، التي باتت مرتفعة بشكل يفوق دخلهم المادي المحدود.
وأضاف سعد: "كان لدينا منزل خاص بنا، ولكن بسبب ظروف خاصة تم بيعه، فاضطررنا لتأجير بيت متواضع بتكلفة مادية مرتفعة نوعًا ما، وتحتاج إلى العمل ليلاً ونهارًا لسداد الالتزامات المادية، ولكن الأمر أصبح مستحيلاً بعد تضاعف أجرة المنزل فتركناه وسكنا في هذه الخيمة".
وأوضح أن عائلته تسكن في الخيمة منذ ثلاثة أشهر، في ظروف معيشية قاسية جدًا، بالتزامن مع الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة.
وتابع سعد أنهم اختاروا موقع الخيمة في منطقة المغراقة نظرًا لقربها من مكان منزلهم القديم، فمعرفة الجيران لهم تسهل عليهم الاستعانة بهم لقضاء الحوائج الخاصة.
وذكر أنه يعمل سائق على سيارة أجرة ليست ملك له، ودخله اليومي محدود للغاية، لا يتجاوز الـ 20 شيكل يوميًا (5.26 دولار أمريكي)، وهذا الدخل لا يكاد يكفي مستلزمات الحياة الأساسية للعائلة.
وأشار إلى أن العائلة مكونة من الأم وأربعة أبناء مع زوجاتهم، إلى جانب شقيقتهم التي تعاني من مرض مزمن وتحتاج إلى رعاية خاصة، وأربعة من الأطفال.
ولفت سعد إلى أن الهدف الأساسي من الخيمة هو "ستر السيدات وقت النوم"، منوهًا إلى أن الشباب لا يخلدون للنوم ليلاً لحماية عائلتهم.
وتطرق إلى الحالة النفسية السيئة التي يعيشها الأطفال بسبب عدم وجود مأوى، وعدم قدرة عائلتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية بالتزامن مع عودتهم إلى المدارس.
ويأمل سعد أن توفر الجهات المختصة مسكنًا له ولعائلته، وألا تطول مدة تشردهم في الشارع دون مأوى، مشيرًا إلى تخوفه من حلول فصل الشتاء دون وجود منزل يقيهم من الأمطار وانخفاض درجات الحرارة.
من جهته، يقول شقيقه أحمد سعد (29 عامًا)، إن هذه الخيمة كانت حلاً أخيرًا للخروج من مأزق ارتفاع أجرة المنازل وتراكم الالتزامات المادية.
وبيّن أحمد أنه يعمل كشقيقه، سائق على سيارة أجرة ليست ملك له، منبهًا إلى تذبذب الدخل اليومي في هذه المهنة، فقد يصل إلى 20 شيكلا باليوم، ويومًا آخر لا يتعدى الدخل 10 شواكل.
وتابع أن الظروف التي يعيشها مع عائلته صعبة للغاية، بعد أن كان لديهم "مأوى وأبواب مغلقة، وجدران تسترهم وتقيهم من حرارة الشمس أو البرد".
وذكر أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر عليهم بشكل كبير، فلا يستطيعون البقاء داخل الخيمة القماشية بعد الساعة السابعة صباحًا، فيضطرون إلى الجلوس تحت الأشجار لتقيهم من حرارة الشمس.
وختم أحمد حديثه بالقول إنهم لا يتلقون أي مساعدة من الجهات المسؤولة أو المؤسسات الخيرية.