خاص: لم يكن السادس من سبتمبر/أيلول 2021، يوماً عاديًا، بل إن تفاصيله جدير بها ان تُكتب بماء الذهب في سجل المقاومة.
في تحدٍ جديدٍ لغرور دولة الاحتلال وتباهيها بأمنها واستخباراتها العسكرية وعتادها، نجح ستة معتقلين في سجن جلبوع في كسر شوكة الاحتلال وتحطيم غروره.
عامان مرا على عملية "نفق الحرية"، أكبر عملية تحرر من معتقلات الاحتلال من سجن جلبوع الأكثر تحصيناً، عبر نفق حفره ستة أسرى وانتزعوا حريتهم منه لبضعة أيام..
تمكن الأسرى الستة من الهروب والتحرر على الرغم من التدابير العسكرية المشددة، قبل أن يُعتقلوا بعد خمسة أيام من الحرية.
حكايةٍ تشبه الأساطير، تفاصيل الحكاية التي صاغها أبطال جلبوع الستة، وكُشف الستار عنها لاحقًا بينما كان الاحتلال يلملم خيباته، استغرق الأسرى الستة مدة 9 أشهر في عملية الحفر تحت الأرض بما توافر من أدوات حادة ليصلوا إلى مسافة 25 مترًا تحت الأرض من الجانب الآخر لجدار السجن، فيما تم تصريف التراب في المراحيض والمواسير التي سُدّت أحيانًا كانت تعرقل مسيرتهم نحو الحرية بين الفينة والأخرى.
نجح الأسرى في الخروج من تحت بلاطة مساحتها 60 سنتيمترًا في مراحيض الغرفة رقم 2 من القسم 5 في سجن “جلبوع” الذي بني عام 2004، وتمكنوا فجر يوم الإثنين 6 سبتمبر/أيلول من تنفس الحرية والخروج من الحفرة خارج السجن.
وإلى جانب الفشل الأمني الإسرائيلي المتمثل في عدم اكتشاف عمليات الحفر، لم ينتبه مراقب شاشات الأمن الخاصة بالسجن إلى تحرك الأسرى خارج الأسوار، ولاحقًا اكتشفت قوات الاحتلال عملية الهروب لتبدأ معها عملية بحث واسعة امتدت لأكثر من أسبوعين لاعتقال جميع الأسرى من جديد في أكثر من مدينة بالضفة الفلسطينية وأراضي الداخل المحتل عام 1948.
ومنذ "نفق الحرية"، يعيش الأسرى بشكل عام، ظروفاً بالغة الصعوبة من التنكيل الوحشي الذي طاولهم جميعاً في مختلف السجون الإسرائيلية، الأمر الذي أدى إلى توتر وسلسلة خطوات وإضرابات عن الطعام، قام بها الأسرى جميعاً لردع إدارة السجون التي تنكل بأسرى "الجهاد"، وانقضّت على ما تبقى من مكتسبات انتزعها المعتقلون عبر سنوات طويلة.
ويعد العزل أكبر العقوبات التي تمارس على الأسرى، وتعني الكلمة حرفياً وعملياً عزل الأسير عن محيطه بالكامل، لتكون الزنزانة الضيقة التي لا يمكنه المشي فيها هي عالمه الوحيد.