-جنين: في لوحة فنية، رُسمت على جدار بمدينة جنين، يظهر نبات الصبار، وهو رمز لتحمّل الفلسطينيين لعذابات الاحتلال، وتتعالى فوقه الأسلاك الشائكة، وتنبعث من بين نبات الصبر، يد تشير بعلامة النصر بينما تحمل ملعقة، في إشارة للأداة التي استخدمها ستة أسرى قبل عامين في حفر نفق، نجحوا من خلال في الهرب من سجن جلبوع الإسرائيلي.
وبجوار نبات الصبار، يمكن رؤية ست زهرات، وفي كل زهرة تظهر صورة لأحد الأسرى الستة الذين نجحوا في استعادة حريتهم خلال تلك العملية.
هذه اللوحة الجدارية، جسدها بريشته وإبداعه الفني الذي يتجاوز الحدود واللغات، الفنان محمد شريف، محاولا من خلالها توثيق عملية "نفق الحرية"، وهو الاسم الذي حملته عملية الهروب الكبير، قبل عامين.
وتحل اليوم الأربعاء 6 سبتمبر/أيلول، الذكرى الثانية لهروب الأسرى الستة: محمود العارضة، ومحمد العارضة، وزكريا الزبيدي ويعقوب قادري، وأيهم كممجي، ومناضل انفيعات، قبل اكتشاف أمرهم، واعتقالهم بعد خمسة أيام من الحرية.
اللوحة تعكس تفاعًلا حقيقيًا مع الشارع الفلسطيني، حيث تجسد مشاعر الفخر بالأسرى وتضحياتهم، من خلال ما احتوت اللوحة من رموز تمثل نقاط تلاقي بين الفن والمقاومة.
ويقول الفنان شريف، إن الجدارية تعبّر عن رأي الشارع في أسرى نفق الحرية، مضيفا "عبّرتُ عن رأي كل فرد فلسطيني، سواء كبيرا أو صغيرا من خلال رسم الجدارية".
وذكر أن الجدارية احتوت رموز تتفاعل مع بعض أقوال الأسرى الستة، ومنها: "أكلت صبر يمّا"، مضيفا "هي ربما تبدو أقوال بسيطة، لكن لها مدلولات كبيرة ومعاني أثرت في كل مواطن فلسطيني"، في إِشارة لرسالة بعث بها الأسير محمد العارضة لوالدته، عقب إعادة اعتقاله. وأكمل الفنان الشريف "كل أسير، له دلالة إنسانية خاصة به، حركت مشاعر الشعب الفلسطيني".
ومضى قائلا، "كل أسير هدفه الحرية، وهذا هدف لكل انسان شريف، فالحرية أسمى من كل المسميات". ورأى أن عملية الهروب من سجن جلبوع، غير مسبوقة، وتستحق أن يحتفل بها المواطنون.
وختم حديثه قائلا "هذا حدث لم يحدث في العالم، إرادة حديدة لا تصدقها العقل، قاموا من أجل الحرية وإنسانيتهم وهذا لحاله تكفي وهذه طريقة أسطورية".